• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قصة حب أمريكية .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

قصة حب أمريكية

بترايوس ، الجنرال الكبير كان من أبرز من إعتمدهم الرئيس جورج بوش لإنجاح إستراتيجيته الأمنية في العراق قبل سحب القوات وتوقيعه الإتفاقية المشهورة مع الحكومة العراقية والتي أنجزها الرئيس باراك أوباما في دورته الرئاسية الأولى. بترايوس تجول في بغداد وجال في سمائها بطائرة هليكوبتر وتنقل في أسواقها وقاد مجموعات قتالية حاولت التفريق بين مناطق مشحونة طائفياً ، جرب أيضا أن يقود في أفغانستان مع عديد القوات الأمريكية ضمن الإستراتيجية التي إعتمدها البيت الأبيض لوقف التدهور الأمني في البلدين بعد أن إحتلتهما واشنطن على خلفية تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

كان بترايوس يمثل القدرة الحقيقية للجنرالات الأمريكيين وكان منضبطاً وحازماً وحاضراً برغم الهدوء الظاهر على محياه والبساطة في مظهره، وحقق ما كان مطلوباً منه تماماً وحاز على ثقة البيت البيضاوي ليعين رئيساً لوكالة الإستخبارات المركزية CIA ويكون مسؤولاً عن عمليات حيوية لملاحقة الرجال الخطرين في المنظمات المعادية للولايات المتحدة في أنحاء مختلفة من العالم.

إستقال الجنرال ديفيد بترايوس من منصبه على خلفية الكشف عن علاقة تربطه بإمرأة خارج إطار الزوجية دون أن تتوضح ملابسات القضية بالكامل وبرغم إعتياد الناس على العلاقات الجنسية المتاحة في العالم الغربي بأسره، وهو مؤشر على أن تلك العلاقات مقننة بشكل أو بآخر ولا تستدعي العبور عليها أو تجاوزها مهما كانت المبررات لأنها ترتبط بنظام حياة معتاد ومحترم من المجتمع بكامل فئاته ومكوناته العرقية والدينية.

في تسعينيات القرن الماضي إستغل الرئيس الديمقراطي بل كلنتون أجنحة البيت الأبيض وغرفه الكثيرة وتساهل فريقه المساعد ليقيم علاقة غرامية مع المتدربة الشابة مونيكا لوينسكي  وكانت علاقة خارج إطار الزواج فالرئيس مرتبط رسمياً بالسيدة الأولى هيلاري كلنتون . كانت السيدة الأولى جميلة الى حد كبير لكنها كانت متعقلة الى الحد الذي جعلها تربح زوجها، وأسرتها وتكون سيدة لدورتين رئاسيتين ومرشحة لاحقة للرئاسة ووزيرة خارجية لأكبر قوة في العالم. ولم تلتفت لنزوة الزوج العابث، ودلع مونيكا التي كانت سعيدة للغاية بآثار الرئيس على ثيابها الداخلية.

كان يمكن لبترايوس أن يعبر الأزمة لكننا لا نعلم الظروف الموضوعية التي دفعته للمغادرة وترك المنصب الرفيع. فقد يكون على قدر كبير من الإحترام لنفسه، وهذا مهم جداً في تحقيق النجاح بالنسبة لأي مسؤول تنظر اليه العامة ليحقق لها مطالبها وحاجاتها المشروعة.

بترايوس يختلف على أية حال عن سياسيينا وزعمائنا وأهل السلطان والجاه عندنا الذين يلاحقون النساء ويستغلون سلطانهم لجمع اكبر قدر منهن لينطبق علىيهن وصف ( حريم السلطان).

 ملاحظة أخيرة .. ملك عربي لديه زوجة هي والدة ولي عهده وله عدة عشيقات، ويسافر ويلاحق بنات الهوى بصورة سرية ولا يتورع عن التحرش بالعاهرة اللبنانية المسماة هيفاء وهبي ثم يلتذ بقمع المتظاهرين والمحتجين على سلطته ولا يفكر في الإستقالة أو الإعتذار.

يذكرني هذا الملك بأغنية لجورج وسوف تبدأ وتنتهي بعبارة. يا عاشقين الهوى سلطان.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24359
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28