• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحسين بيننا ! .
                          • الكاتب : علي حسين الدهلكي .

الحسين بيننا !

 في هذه الأيام تستذكر الأمة الإسلامية  واحدة من أعظم الفواجع التي حلت بها  .

تستذكرها بقلوب تعتصر ألما  حد الموت ، وعيون تبكي دماً بدل الدموع  ، 
مصيبة أحاطت بآل اشرف بيوت الأرض نبلا ونسباً  ، بيت أهل الرسول (ص) ومن معهم من الصحابة الإجلاء .
واقعة سجلها التاريخ على إنها مصيبة لم تشهد لها الإنسانية مثيلا حاضرا أو مستقبلاً كونها حملت من الخصوصية والمزايا ما يصعب على العقل تصديقها لحجم الإيثار الذي تميزت به.
ففي هذه الواقعة ذبح الحق على محراب الباطل ، واصطفت أساطيل الغدر والخيانة لتنال من احد مصابيح العترة المطهرة، في يوم  من أحلك أيام التاريخ سوادا ، ولكنه من أكثر الأيام إيمانا وتثبيتاً للرسالة الإسلامية  .
يوماً وقفت فيه كلمة الرفض للباطل لتشيّد على مقامها أعظم حضارة شهدتها الإنسانية  ألا وهي حضارة الإسلام العظيم .
لقد كان الإمام الحسين (ع ) يعرفُ مسبقاً انه ملاقى ربه في نفس مطمئنة راضية مرضية ، وكان يعرف إن آل بيته سينكبون بفاجعة لا يكون لها مثيلاً إلى يوم يبعثون  وهنا يكون السؤال المرعب هل كان الحسين (ع ) مضطراً لذلك ؟ .
 
إن الحسين لم يكن مضطراً لذلك لأنه كان من الممكن له أن يتهاون أو يتنازل أو يعقد صفقة مع معاوية ، ولكنه كان مؤمنا انه لو لم يفعل ما فعله لما بقى لأمة جده رسول الله (ص ) أي كرامة أو عزة بين الأمم  . 
ولأصبح كل ما فعله جده الرسول الكريم في مهب الريح ، فوضع روحة وماله وأهله  فداءا من اجل عزة الإسلام والمسلمين .
ومن هنا يمكن القول إن موقعة ألطف كانت موقعة دينية – سياسية – إنسانية – اجتماعية ، ولولاها لما بقى لهذه المدلولات أي اثر في حياة الأمة الإسلامية .
 
إذن ألطف هي حياة للأمة في مقتل الحسين ، فلولا الحسين (ع ) وروحه ودماء وأرواح أهله وأصحابه لما بقت الأمة الإسلامية إلى الآن .
 
ولولا الحسين (ع ) لما تثبتت أركان الإسلام بعد الرسول (ص) ، فهو من نفض غبار الظلم عن جسد امة جده ، وهو من انتشل الإسلام من براثن الضياع الذي أوجده الأمويون له .
لذلك نجد إن دروس موقعة ألطف باقية وستبقى حتى يأذن الله ، وسنجد إن بقاء هذه الدروس هي من أظهر أحفاد معاوية لمحاربتها و القضاء عليها ولكن الله ناصر المؤمنين .
فما زال أحفاد يزيد ومعاوية حتى هذه اللحظة يبحثون عن حُسينٌ أخر ليقتلوه ويسكبوا في أنخابهم من دمه الطاهر ، لان الحسين  (ع ) ورغم مضي قرون عدة على استشهاده فانه ما يزال يشكل مصدر رعب وهلع لهم .
وما زلنا نسمع من قبور بني أمية  صراخهم وهم ينادون أحفادهم  حذاري من الحُسين .. حذاري من الحُسين وأتباعه ، وما زالت أوصالهم ترتعد من ذكر الحسين ومن محبيه ومناصريه ، وهو ما دفعهم للتشهير بأنصار الحسين وأتباعه وإلصاق أتفه التهم بهم من رافضة وغيرها  من التهم الفاسدة كأخلاقهم .
وعندما نذكر أحفاد معاوية ويزيد فإننا نذكر أخلاقياتهم التي ورثوها من أجدادهم الفاسقين ، فكم من معاوية موجود ألان ، وكم من يزيد وابن ذي الجوشن حاضرا في عصرنا هذا ، ألا لعنة الله عليهم أجمعين .
هؤلاء الأحفاد الذين ورثوا طريقة قطع الرؤوس والقتل والاغتصاب والاعتداء على كل المقدسات حتى فاقوا أجدادهم مكراً وغدراً ولؤماً وخبثاً .
 
لقد فعل أحفاد معاوية ويزيد ما فعل إبائهم وأجدادهم وزادوه من قتل وتكفير، ولنا أن نقارن بين ما عَلمنا  إياه سيدنا أبا عبد الله الإمام الحسين (ع) وبين ما علمهم أجدادهم الفاسدين .
فقد علمنا الحسين معنى الإيمان والشهادة من اجلها .. وعلموهم الكفر الظاهر والمبطن .
وعلمنا الحسين الإباء والشموخ والعزة .. وعلمهم معاوية الانحطاط والوضاعة والرذيلة 
لذلك فالأحرار يتساءلون إلى متى يبقى الأوغاد يقتلون الحسين ؟ وكم حسين لدينا ليقتلوه ؟ والى متى يستمر الصبر على تحمل  هذا الألم والغدر .
 
إن الحسين يقتل يوميا من رعاع وأوباش يزيد ومعاوية ونحن مازلنا ننتظر ظهور الإمام الحجة (عج ) لينتقم من هؤلاء القوم الفاسقين ويملأ الأرض عدلاً وأمنا .!!.
 
 فلماذا لا نكون أنصارا للحجة ونمهد له الطريق ونسهل له المهمة بالانتقام من قتلة الحسين الجدد من زنادقة الكفر والتكفير ومن يروج لهم ويساندهم في أفكارهم الظلامية .
ولكن للأسف مازال يوجد بيننا من يرفض أن ينفذ عدالة السماء بحق هؤلاء الأوغاد واختلاق الحجج لأسباب لا يعلم بها إلا الله من اجل عدم تنفيذ هذه الأحكام رغم صدورها من جهات قضائية نزيهة .
 
إن الإسلام يتعرض اليوم لأشرس هجمة يقودها أحفاد معاوية لدرجة انه أصبح مثار شبهات وتحفظات لدى الغرب ، فبدل أن يقتنع العالم الغربي بروح وقيم الإسلام النبيلة ومبادئه العظيمة ، نجدهم ينفرون منه نفور من يلاحقه أسد جائع .
فالإسلام يمر بمرحلة خطيرة من التشويه تقوم بها الزمر الظلامية والتي تتخذ من الإسلام غطاءاً لتنفيذ مخططاتها المشبوهة والتي يمليها عليهم أسيادهم من شيوخ وأمراء التكفير، ممن أعمت موقعة ألطف بصيرتهم وبصائرهم ، وأرادوا أن يستمر الدنس الأموي لكل مقدسات الإسلام .
 
فهم مازالوا يروجون لدين أجدادهم الذي يقوم على كل ما ينافي القيم الإسلامية السامية و بذلك يمهدون لتفوق أديان أخرى على الإسلام، وهذا المخطط خطط له وتم إعداده  في مطابخ المخابرات الغربية خوفا من إعلاء شأن الإسلام والمسلمين .
 
نعم نحن بحاجة إلى حُسين من اجل القيام بثورة على الظلم والطغيان ، ونصرة الحق على الباطل ، واستنهاض الهمم وإيقاظ الضمائر التي غطت في سبات طويل .
 بحاجة الى حسيناً شاهراً سيفه مقطعا به أوصال الرذيلة والكفر.
حسينا يصرخ  فينا ( هل من مناصر لأمة جدي رسول الله ) 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24411
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18