• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المسيحية والاسلام صراع ام وئام؟ .
                          • الكاتب : محمد شفيق .

المسيحية والاسلام صراع ام وئام؟

يبدو ان اعتناق المسيحية والايمان بأن يسوع هو المخلص قد اصبحت على رأس قائمة الجرائم التي لايغتفر لاصحابها في الشرق الاوسط , ويعاقب عليها القانون اشد العقاب تتراوح بين التهجير او التهميش او الاقصاء والقتل في احيان كثيرة . فبالامس القريب استشهد واصيب العشرات من معتنقي المسيحية جراء هجوم احدى العصابات الاجرامية التي لاتأخذها لومة لائم في تنفيذ تلك القوانين , على كنيسة سيدة النجاة في بغداد . نفس العصابة ابت الا ان تنشر رسالتها في المنطقة فذهبت الى ام الدنيا لتروع ابنائها المطمئنين وتفجر حزاما ناسفا وسط المصلين والمحتفلين بعيد الميلاد ورأس السنة .
والسؤال الذي طرح كثيرا لماذا استهداف المسيحيين ؟ وهم اقلية لاحول لهم ولاقوة ولم يعرف عنهم الاذى او التآمر او الانقلاب وليست لهم اية مشاركة سياسية واسعة وليس لهم اي نصيب في ادارة البلاد الا بعض المناصب المتواضعة والتي تسند اليهم على اساس الترضية واسكات افواه دعاة حقوق الانسان والمواطنة ولتكون حكومتهم حكومة شراكة وطنية . المسيحيون في العراق ومصر والوطن العربي قاطبة كانوا دعاة سلام ومحبة
وخير , لم يعرف منهم المسلمين وابناء الطوائف والديانات الاخرى سوى الامانة وحب الاخر حتى اننا في العراق عندنا مثل شعبي مشهور يقول ( أكل عند اليهودي ونام عند المسيحي ) لان المسيحي لايخاف منه الغدر والخيانة
والخديعة . المسيحون يشاركون المسلمين في اعيادهم ومناسباتهم , افراحهم واحزانهم , فكم مرة تم الغاء احتفالات المسيحيين لانها صادفت مناسبة حزينة للمسلمين كعاشوراء . المسيحي اول من يهنأ جاره المسلم بعيدي الفطر والاضحى , بل الكثير منهم يزورون العتبات المقدسة واضرحة ائمة وعلماء المسلمين . الكثير منهم اختص بالتراث الاسلامي ( الاب القديس الكرملي ) صاحب موسوعة اللغة العربية كان يقول ( اذا واجهتنا مشكلة في اللغة العربية نرجع للقران لحلها ) هذه صفات المسيحيين في بلاد العرب والمسلمين ولايستطيع احد ان ينكر ذلك من المسلمين او غيرهم . 
بالمقابل العرب والمسلمين بادلوا المسيحيين نفس الشعور . يشاركوهم في الاعياد والمناسبات , يزورون الكنائس والاديرة ويقدمون النذور للسيدة العذراء لقضاء حوائجهم . الكثير منهم يتبرك بالكتاب المقدس , ويقتني نسخة منه . بل ان المستشرق الفرنسي المعروف \" غوستاف لوبون \" يقول في كتابه حضارة العرب بأن الأرمن القدماء قد سجلوا في سجلاتهم الكنسية وتناقلوا في موروثهم بأن تاريخهم لم يعرف ارحم من العرب في تعاملهم مع الأرمن إبان الامتدادات العربية الإسلامية الأولى . المسلمين وقفوا ضد كل اعمال العنف والاذى التي تطال المسيحيين في العراق والعالم . العديد من رجال الدين وعلماء المسلمين اصدروا فتاوى وبيانات تندد بهذه الجرائم واعلنوا تظامنهم مع المسيحيين والبعض ذهب الى الكنائس وشارك قي طقوس الصلاة هناك , وهذا لايمكن للمسيحي وغير المسيحي ان ينكره ايضا . هذا الحاضر , اما ذا تصفحنا التاريخ الاسلامي سنجد ابهى الصور واجملها التي تعامل بها المسلمون مع ابناء الطائفة المسيحية , يكفي القران الكريم اطلق على احدى سوره اسم السيدة مريم , وسورة اخرى اطلق عليها المائدة التي هي احدى معجزات السيد المسيح , ووصفهم بأنهم اقرب الناس الى الذين آمنوا لان منهم قسيسيين ورهبانا . وفي سنة الرسول محمد , الحديث الصحيح المروي عن النبي ( من آى ذمي كنت خصمه ) اذى وليس قتل , علي بن ابي طالب احد كبار الصحابة وزوج ابنة النبي ورابع الخلفاء الراشدين , واول الائمة الاثنى العشر الذين تعتقد بهم الطائفة الشيعية يقول ( من آذى انجيلي كنت خصمه ) ويروى انه عاد من احدى الحروب فمر على خربة فسئل عنها فتبين انها كانت كنيسة فقال احد مرافقيه كم اشرك بالله هنا ؟ فرد عليه الامام زاجرا اياه ( بل كم عبد الله هنا ) . علي بن ابي طالب لم يفرق بين تلك المسيحية وشقيقته في عطاء بيت المال , كما انه انتقد مسؤول بيت المال عندما شاهد مسيحيا يتسول في طرق الكوفة وأمر بصرف راتبا له . القران الكريم ضمن الجنة لمعتنقي المسيحية حيث يقول ( الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الاخر فله جنات تجري من
تحتها الانهار ) احد طلبة العلوم الدينية في العراق روى لي بأن احد المسيحيين جاء الى عالم كبير من علماء المسلمين في العراق فسأله عن الاسلام وعندما اراد الدخول الى دين الاسلام قال له هذا العالم ( انني لا اجبرك على دخول الاسلام , لاتسرق ولاتقتل ولاتزني فأنك في الجنة ) . حتى لو تنزلنا الى مايذهب اليه اولئك الذين يقتلون المسيحيين على انهم كفارا فالقران يقول ( من كفر عليه كفره ) وقوله ( ليس من حسابك عليهم من شيء ) وقوله ( كل يعمل على شاكلته وربكم اعلم بمن هو اهدى سبيله ) وقوله ( من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ) اذن بعد كل هذا هل يمكن لشخص ان يتهم الاسلام , الاسلام وليس ( المسلمين ) او مدعي الاسلام بقتل المسيحيين والوقوف وراء تفجير كنائسهم ومنازلهم وتهجيرهم ؟ اولئك هم الفاسقون لان الفاسق في الشريعة هو الذي لايطبق ما انزله الله تعالى وشرعه الرسول فهم ( الكافرون حقا ) كما يقول القران . 
من يقتل المسيحين ويعتدي عليهم هي تلك القوى الشريرة التي لاتمت لاي دين بصلة , والتي لاتريد ان تنُشر تعاليم واحكام الاديان التي تعتبر الناس نضراء في الخلق واخوة في الانسانية . لكنها وجدت من الاسلام والمسيحية وغيرها من الاديان مشروعا لتمرير وتنفيذ مخطاطتها الاجرامية التي لم يسلم منها مسجدا او كنيسة او معبدا السيد المسيح قال لنا ( طوبى لصانعي السلام فأنهم ابناء الله يدعون ) والرسول محمد يقول في الحديث المروي عنه ( السلام اسم من اسماء الله وضع في الارض فأفشوا السلام بينكم ) 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2465
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19