• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هذه رسائل إلغاء البطاقة التموينية .
                          • الكاتب : غفار عفراوي .

هذه رسائل إلغاء البطاقة التموينية

أزمات متتالية وغير متوقفة منذ الإطاحة بحكم البعث ولحد الآن، آخرها أزمة إلغاء البطاقة التموينية التي أصابت الملايين من أبناء الشعب العراقي بالصدمة، والرعب، وخيبة الأمل.
الصدمة لأنها كانت تنتظر معالجة تأخر وصول المفردات وتحسينها إن أمكن، وأما الرعب فانه متأتٍ من عدم وضوح الرؤية لمستقبلهم المجهول وكيف سيعالجون أمر إلغاء المفردات الأكثر ضرورية لحياتهم. وأما بالنسبة لخيبة الأمل فإنهم شعروا أن الحكومة غير قادرة على محاربة الفساد وإلقاء القبض على الفاسدين؛ بل إنها بدل ذلك تستخدم أبناء الشعب المساكين (كمصدات) بشرية أمام إعصار الأزمات المتلاحقة التي تكاد تطيح بالحكومة أكثر من مرة لولا براعة الشعب المغلوب على أمره بالتصدي لتلك المحاولات بمجرد الاستماع إلى حديث رئيس الحكومة الذي لا اشك انه يستطيع إقناع حتى الشيطان بأي أمر مهما كان صعباً عليه! 
إلغاء البطاقة التموينية أمر له عدة معان ( في قلب الشاعر)، كما أن له عدة رسائل: الأولى إن رئيس الحكومة يجرب كل شيء من اجل البقاء أطول فترة على كرسي السلطة حتى لو كان ذلك على حساب جوع ومعاناة الفقراء فهو قادر على إقناعهم كما أسلفت. فان نجحت الفكرة حُسِبَت للقائد الأوحد، وان فشلت فان عشرات الناطقين باسمه سيقولون أن مجلس الوزراء مؤلف من عدة كتل وأحزاب وقوميات فهم يتحملون المسؤولية الكاملة لان رئيس الوزراء ديموقراطي!
الرسالة الثانية: حماية الفاسدين والمفسدين بعد إلغاء البطاقة و(طمطمة) الملفات ونسيانها لان الناس سينشغلون بالمبلغ الذي خصصته الحكومة للمواطن؛ إذ سيكون هم المواطن معادلة المبلغ مع المفردات التموينية لان كل رب عائلة سيكون وزيرا للتجارة بطبيعة الحال!
الرسالة الثالثة: ضرب الأزمة بالأزمة وإشغال الناس بها وتمرير قوانين وقرارات خطيرة بالتوافق والتراضي ( وكان الله يحب المحسنين)!
الحكومة العاجزة عن محاربة الفساد حكومة فاشلة ولا تستحق الحياة ومصيرها المحتوم الاستقالة وان لم تستقل فالإقالة . وأنا أخاطب السيد السيستاني والسيد مقتدى الصدر وجميع المراجع الدينيين أن يبحثوا من الآن عن البدائل الحقيقية لهذه الحكومة الفاشلة التي لم تستطع أن توفر ابسط الخدمات لأبناء الشعب والمتمثلة بالماء الصالح للشرب والكهرباء والغذاء. ولا يكفي اعتذار الوزراء لان الإمام عليه السلام يقول: إن المؤمن لا يخطئ ويعتذر.
 
Afrawi70@yahoo.com
10/11/2012
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24700
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29