• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تفجيرات الثلاثاء ... رسالة الجبناء .
                          • الكاتب : علي حسين الدهلكي .

تفجيرات الثلاثاء ... رسالة الجبناء

لعل التفجيرات التي حدثت يوم الثلاثاء 27/11/2012 قد حملت في مضامينها نفس الاهداف السابقة للإرهابيين ولكنها اختلف في معنى الرسالة المراد ايصالها الى الشعب  والحكومة.
فهذه التفجيرات حملت نفسا طائفيا بغيضا تمثل في استهداف المساجد والحسينيات التي تنشغل هذه الايام بإقامة مراسيم فاجعة عاشوراء  بالإضافة الى بعض الاماكن التي يقطنها اناس ابرياء لا علاقة لهم بالسياسة من قريب او بعيد .
وبالعودة الى حيثيات هذه التفجيرات سنجد انها سلكت نفس الاتجاهات للتفجيرات السابقة  من حيث جاءت متزامنة مع الازمة الخاصة ما بين المركز والاقليم بشان قيادة عمليات دجلة دون ان نبعد النظر عن الاستهدافات المتكررة للمواكب الحسينية منذ السقوط ولحد الان .
ولربما تأخذنا غايات هذه التفجيرات وتوقيتها للربط ما بين الازمة الحالية  وغايات الارهاب القاعدي المتمثل باستهداف كل الشعائر التي تقام بالمناسبات الدينية .
ولربما ايضا يكون هناك اتفاق مخفي ما بين طرفي المعادلة( اصحاب الازمة - الخلايا الارهابية )  على استغلال المناسبات الدينية والشعائر لخلط الاوراق والسير بتوجيه الاعتقاد بان التفجيرات تحمل بصمات طائفية وليست سياسية. 
ولكن على الرغم من اعتقاد البعض ان تفجيرات الثلاثاء بما حملته من غايات قد تبدو للوهلة الاولى طائفية بحكم كونها استهدفت المواكب والحسينيات الا اننا لا يمكن باي حال من الاحوال تجاهل اتجاهاتها واهدافها السياسية .
ولذلك فقد تكون هذه التفجيرات قد قربتنا كثيرا من معرفة الجهات الداعمة والساندة للإرهاب رغم جميع الاغطية التي تتبرقع بها هذه الجهات ، ولكننا نخشى ان لا يتم الكشف العلني عن داعمي وممولي تلك الهجمات .
وعلينا ان نكون واقعيين ونعترف بان الجماعات الارهابية باتت تعتمد على التمويل الداخلي بصورة اكثر من الماضي خاصة بعد نجاح الاجهزة الامنية من تجفيف الكثير من منابع التمويل لتلك المجاميع .
ومن هنا نستطيع القول ان التفجيرات التي حصلت يوم الثلاثاء كانت تفجيرات خطط لها بصورة ذكية كونها استطاعت ابعاد المشبوه بها والصاق التهمة بالمألوف اي تنظيم القاعدة .
نعم قد يكون الاسلوب نفسه والطريقة ذاتها التي يعتمدها تنظيم القاعدة في تفجيراته ولكن هذا يجب ان لا يبعدنا عن وضع الاحتمالات الواقعية لاستغلال جهات ربما تكون سياسية لنفس اسلوب القاعدة لأبعاد الشبهات عنها والصاف التهمة بالقاعدة وهذا لا يعني تبرأت ساحة القاعدة من التفجيرات اطلاقاً .
ولكن ما اردنا قوله هو ان هناك جهات سياسية باتت تشعر بالقلق على مستقبلها السياسي نتيجة تعاملها اللا متزن تجاه الاحداث التي مرت بها العملية السياسية ولذلك فان هذه الاطراف قد تكون متورطة بصورة مباشرة او غير مباشرة في التفجيرات الاخيرة .
واذا ما كان الامر كذلك فان الحكومة تصبح حرة في اختيار الاسلوب الذي تراه مناسبا للتصدي لهؤلاء مهما كانت عناوينهم او مراكزهم في الدولة ، لان انهار الدماء الزكية يجب ان تتوقف وبكل الوسائل .
لقد اراد الارهاب ومن تعاون معه او موله ان يبعث برسالة ظاهرها طائفي وباطنها سياسي  تبغي في مفهومها معنى واحد وهو  ان لكل ازمة ثمن وطريقة للتعامل معها ، والطريقة هي اشاعة القتل ، والثمن هو دماء الابرياء ،وتلك هي الرسالة الغبية .
ولكن يبقى الامر المهم في الموضوع هو ان يتم التعامل مع موضوع الاختراق بشدة لكونه اتى في وقت من المفترض ان تكون فيه الاجهزة الامنية بأعلى درجات الحيطة والحذر .
 كما بات من غير المقبول ان تحقق الاجهزة الامنية نجاحا باهراً في الزيارة المليونية في كربلاء وفي وضع غاية في الحراجة والخطورة دون ان تتمكن المجاميع الارهابية من اختراقها .
 في حين يحدث الاختراق في اماكن تكون فيها الاجهزة الامنية بوضع غير صعباً أو خطير وبحالة يمكّنها من السيطرة على زمام الامور ، وهو ما يجب ان يسأل فيه مسؤولي الامن في المناطق التي حدثت فيها التفجيرات .
وهنا يجب الاشارة الى الجهود الكبيرة التي تبذلها الاجهزة الامنية خلال شهر محرم الحرام والتي اثبتت نجاحها في عملية السيطرة على الاوضاع خلال الزيارة العاشورائية المليونية وهو ما يجعلنا ان نوجه لها الشكر والتقدير .
وقد قلنا مراراً ان حالة استرخاء واحدة ولثواني معدودة قد تسبب في جريان انهار من الدماء ، وشددنا على مسألة الاسترخاء والثقة المفرطة ولكن للأسف ما زال هنالك من لم يتعظ من النصيحة وعليه يجب محاسبته بشدة .
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24712
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2