عقود طويلة من الزمن ولا زال النظام العربي بما يمثله من أنظمة متسلطة قامعة وانتهازية لا يقبل بالعراقيين بينهم وتحديدا المكون الشيعي ونريد ان نتكلم بشكل واضح وصريح دون نغلف الحقائق بروحية الملائكة وغطاء دبلوماسي منمق بكلمات جميلة لأن الحقائق مرة جدا في تعامل هذه الانظمة وشعوبها مع العراقيين الشيعة بالذات وربما استثني من كل النظام العربي دولة لبنان وسوريا فقط الذي وجد العراقي فيهما راحته وامانه .
فكل الدول الاخرى لم تكن بالدول الرحومة بأبناء العراق المشردين من ويلات النظام البعثي الذي كان يحكم بالحديد والنار بل ان بعض الدول تمادت كثيرا في حقوق الانسان وسحقتها تحت قدميها فقامت بتسليم اللاجئين العراقيين الى المخابرات العراقية لنظام صدام وهي تعلم علم اليقين ان مصيرهم الاعدام وسيكونون بعد ايام تحت التراب وهو ما حدث بالفعل فقد راح ضحية ذلك العشرات بل المئات ممن رموهم على الحدود العراقية وهذا الامر لا يقتصر على العرب فقط وانما حتى ايران مارست هذا الدور لفترة معينة .
اليوم العداء العربي لشيعة العراق يختلف عما هو عليه في السابق فهناك المنظمات والحركات السياسية التي سيطرت على الحكم في تلك البلدان هي من تمارس هذا التعامل العنصري الشوفيني ويساندها في ذلك كل الحركات الدينية السلفية التكفيرية حيث اوردت وكالات الانباء عن تعرض الكثير من العوائل الشيعية في الاردن ومصر وابو ظبي واليمن والبحرين والمغرب الى محاولات الابعاد القسري من جانب الدولة والضغط والترهيب من قبل المنظمات التكفيرية في كل بلد ولعل اخرها ما يحصل اليوم في الاردن ومصر حيث تقول احدى الصحف العراقية ما نصه (( كشفت مصادر أمنية وسياسية عن خطة لترحيل المواطنين العراقيين المقيمين في الأردن، لافتة إلى أن شخصيات من حزب البعث المنحل في الأردن، فضلاً عن سياسيين ومسؤولين حكوميين يقضون اغلب أوقاتهم هناك اتفقوا مع المخابرات الأردنية بعدم السماح لأي “شيعي” عراقي البقاء في الأردن. وقالت المصادر في تصريح لـ”المستقبل العراقي” إن هذه الخطوة اتخذها هؤلاء السياسيون خوفاً من أن يكون هؤلاء “الشيعة” عيوناً للأحزاب في العراق، مبينة أنها أيضاً تأتي كنوع من تقييد حركة شيعة العراق. يشار إلى ان مصر كانت قد باشرت بتطبيق عدم دخول العراقيين الشيعة إليها منذ سبعة أشهر، وقدمت “صحيفة المستقبل” حينها تقريراً بينت فيه ان دولا عربية سنية تسعى لتنفيذ برنامج يحد من حركة الشيعة ومنع دخولهم لدول عربية. وكان مصدر دبلوماسي مطلع، قد كشف عن تلقي عائلات عراقية من الطائفة الشيعية في الأردن تهديدات بالقتل في حال عدم مغادرتها. وقال إن “عدداً من العائلات العراقية المنتمية للطائفة الشيعية تلقت تهديدات بالقتل من قبل عناصر مجهولة في حال رفضت تلك العائلات مغادرة الأردن”. )) من المؤكد ان تقف خلف الكثير من هذه التهديدات بقايا المنظومات البعثية القذرة ومعها الجهات الهمجية من سلالة التكفيري ابن عبد الوهاب ليقتصوا من شيعة العراق فما هذا العداء الذي يكتنزه هؤلاء في نفوسهم تجاه الاخرين ويكون الامر مستغربا عندما تصدر تلك المضايقات من الاردن دولة وشعبا والعراق هو الدولة الوحيدة التي لا زالت تتصدر في مساعدتهم فعلام تصرف الدولة العراقية تلك الاموال على أناس لا يمتلكون ضميرا يحاسبهم على ذلك لكي يكرموا ضيوفهم ، فلا اعلم هل اصبح الشيعة بعبع يخافونه الى هذه الدرجة. |