• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحسين (ع) في ضمير النجباء..خطبة للشيخ الدكتور: عدنان ابراهيم / القسم الاول .
                          • الكاتب : ماجد عبد الحميد الكعبي .

الحسين (ع) في ضمير النجباء..خطبة للشيخ الدكتور: عدنان ابراهيم / القسم الاول

 هذه نسخة محوّلة نصيا من اصل خطبة  القاها الشيخ د.عدنان ابراهيم في مسجد الشورى بالنمسا بتأريخ   2/12/2011  تحت عنوان : (بين يزيد والحسين) بمناسبة الذكرى الاليمة لاستشهاد ابي عبد الله الحسين (ع). ننقلها هنا ليطلع اخواننا من ابناء المذاهب الاخرى على حقيقة الطاغية معاوية وولده يزيد عليهما وعلى امثالهما لعائن الله الى يوم الدين.  ونتيجة لطول الخطبة وشموليتها ، قسّمت على قسمين ، وهذا هو القسم الاول :

فبعد الحمد والثناء على الله عز وجل وعلى رسوله الكريم تلى قوله تعالى:

( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ، الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ، فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ان هذا له القصص الحق وما من اله إلا الله وان الله لهو العزيز الحكيم )صدق الله العظيم

ثم قال :

اخرج الامام مسلم في صحيحه - رحمه الله تعالى - عن عامر بن سعد بن ابي وقاص : ان معاوية بن ابي سفيان قال لأبيه سعد :  ما منعك ان تسب ابا التراب ؟ (اي امره بسبه فامتنع سعد كما هو ظاهر الحديث) ، فقال سعد(رض) : أما وقد سمعت ثلاثا من الرسول (ص) يقول هن له ، فلا اسبه ( يعني بعدما سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول لعلي (ع) : ثلاثة اشياء ، فلن اسبه ، لان مثله لا يسب . سمعته يقول له : وخلفه في بعض مغازيه وهي غزوة العسرة أو غزوة تبوك ، من السنة التاسعة فقال له علي( ع) : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان  ، فقال صلى الله عليه واله وصحبه  وسلم له : اما ترضى ان تكون مني بمنزلة  هارون من موسى إلا انه لا نبوة بعدي) . وهذا من اعظم مفاخر هذا الامام الاجل عليه السلام ، وسمعته يقول له يوم خيبر لأعطينّ الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال سعد : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فجيء به ارمدا فبصق في عينه ثم دفع اليه الراية ففتح الله عليه (هذه الثانية) ، والثالثة : قال سعد لما نزل قوله تعالى : (فقل تعالوا ندعوا ابناءنا و أبناءكم يريد الاية التي تلوتها عليكم اية المباهلة ) دعا النبي عليه الصلاة وأفضل السلام عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء اهلي . اللهم هؤلاء اهلي.

هذه هي الثلاث الخصال  التي منعت سعدا - ايها الاخوة - ان يسب عليا عليه السلام وهي ثلاث من ثلاثين من  ثلاثمائة مما لا يعلمه إلا الله من خصال هذا الامام عليه السلام وكرم الله وجهه في الدنيا وفي الاخرة . وفي سنن الامام ابي عيسى الترمذي رحمه الله تعالى عن أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله تعالى عنها و ارضاها) : انه لما نزل قوله تبارك و تعالى : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) جلّل (صلى الله عليه واله و اصحابه وسلم) عليا وفاطمة والحسن والحسين بكساء ، ( جللهم بكساء اي وضع كساء عليهم) . وفي حديث ام المؤمنين عائشة (في صحيح مسلم ) بمرط مرحل (نوع – أيضا من الثياب أو الاغشية عليه صور رواحل ) ، هذا هو المرط المرحل ، والحديث عند مسلم من رواية امنا عائشة  – ايضا – (رض)  وقال عليه الصلاة وأفضل السلام : اللهم هؤلاء اهلي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت ام سلمة يا رسول الله و انا منهم ، قال : انك الى خير ، لا تدخلين معهم تحت هذا الكساء ، هذا الكساء فقط لخمسة . وكان الحسين ، ابو عبدالله ، ابو الشهداء ، وسيد الشهداء – عليه السلام والرحمات والقربات والانوار الباهرات  الساطعات في الدنيا و الاخرة - كان خامس اصحاب الكساء ( محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) ، فالحسين هو خامس اصحاب الكساء. قال ابو عيسى - رضوان الله عليه- : وهذا احسن شيء في الباب ، وفي الباب : عن انس بن مالك وعن عمر بن ابي سلمة (ابن أم سلمة ، لكن من زوجها) وعن ابي الحمراء وعن معقل بن يسار وعن عائشة ، في هذا الباب (باب تفسير الاية : باب الكساء ) ، يروي كل هؤلاء الصحابة – رضوان الله عليهم والصحابيات عن رسول الله هذا المعنى ، تختلف الفاظهم يسيرا ويتواطئون على تقرير جوهر المعنى .

الحسين بن علي - عليهما السلام – ابو الشهداء ايها الاخوة وسيدهم ، ريحانة رسول الله من الدنيا ، حسين مني وأنا من حسين ، احب الله من احب حسينا، حسين سبط من الاسباط ، ريحانته من الدنيا ، وابن بنته ومستودع ذريته هو و اخوه الحسن – عليهم السلام جميعا- نعم ، وخامس اصحاب الكساء ، نقول : ابو الشهداء ، وسيدهم . لماذا كان الحسين ابا الشهداء وسيدهم ؟ ماذا فعل بالحسين ؟ ماذا فعلت هذه الامة بالحسين( ابن محمد ، ابن بنت رسول الله ، ابن علي وفاطمة ) ؟ ، باخ الحسن ، ماذا فعلت هذه الامة بهذا الامام الاجل ؟.

بعد يومين ايها الاخوة ، نوافي اليوم العاشر من شهر الله المحرم ، لنوافق فيه الذكرى الاليمة ، الذكرى الممضّة ، الحزينة ، ذكرى الكارثة والنكبة والمصيبة ، ذكرى الخرم العظيم الذي لم يخرم الاسلام بمثله ، ذكرى هذه البائقة التي لأجلها سخط الله على اهل السماوات و الاراضين ، ابو حامد الغزّالي – رضوان الله عليه- ( في كشف علوم الاخرة) ، ذكر ان الله تبارك و تعالى  غضب على اهل الارض جميعا لمقتل الحسين. شيخ الاسلام ونقل هذا عنه الأيمة   ومن اخرهم ابن الوزير اليماني في ( العواصم و القواصم ) ، وليس (عواصم) ابي بكر ابن العربي وهي (قواصم) وليست (عواصم) هي( قواصم) النصب والبغض لأهل البيت والكذب على الله والرسول و الأيمة والتواريخ وعلى العقل وعلى الشواهد والحس والضرورات ، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

 أهل البيت ، ايها الاخوة ، الذين نصلي عليهم في كل صلاة ، نصلي على محمد وال محمد ، لم تزل هذه الامة تطاردهم وتهجرهم ، وتنكل بهم ، وتذبّحهم ، وتفعل بهم الافاعيل ، كتمت علومهم ، وحاربت حتى ذكرهم و اسماءهم  . ايها الاخوة ، فإمام مثل علي – عليه السلام - ، ومن مثل علي ؟ باب  مدينة العلم واخو رسول الله ، الذي لازمه منذ نعومة اظفاره الى اخر لحظة الى ان ادخله في قبره الشريف ، لا يروى عنه - كما قال ابن حزم - لم يسند عنه إلا خمسون حديثا ، وله في الصحيحين عشرون منها. الامام علي يستشهد سنة اربعين للهجرة  -ايها الاخوة- وقبل ذلك مكث ثلاث عشرة سنة في الاسلام المكي المحمدي ، فهذه ثلاث وخمسون ، وقبل الاسلام ربيّ في كنف رسول الله ، و ارتضع لبان علمه وهديه ، عشرون حديثا في الصحيحين ! ، وخمسون حديثا  في الجملة  ( يقول ابن حزم )، و أناس آخرون تشرفوا برسول الله سنة او  سنتين او ثلاثة ، تروى لهم الوف الاحاديث ، الوف الاحاديث !. أين احاديث الحسن (ع) ، المستشهد بالسم سنة 48هـ ؟ أين هي ؟ أين احاديث الحسين المستشهد بالطريقة الوحشية ، الاجرامية ، الأموية ، سنة 61هـ ؟  أين أحاديث ابي عبد الله ، أين أحاديث ال محمد؟

اخواني اخواتي : لو سألتم انفسكم وسألتم كل من تعرفون من العامة وبعض اهل العلم والوعظ ( حاشا المتخصصين في الحديث) ، لو سألتموهم ، ما مدى صحة حديث : ( تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا : كتاب الله وسنتي ) ؟ ، سيقولون : قطعا متواتر! ، قطعا هذا كالقران الكريم ! تقريبا لا تكاد تخلو خطبة من هذا الحديث ، ايها الاخوة : ( كتاب الله وسنتي) ، يعني هو في الصحيحين ؟ قطعا هو في الصحيحين ! وقطعا في المسانيد وفي السنن والمشيخات و المعجمات ، في كل الكتب  حديث متواتر.

كلا ..هذا حديث ضعيف ! ، لم يخرّجه لا البخاري ولا مسلم ولا ابو داود ولا النسائي ولا الترمذي ولا ابن ماجه ، ايها الاخوة : لم يخرّجه واحد من اصحاب الكتب الستة ! ، ستصدمون الان .. طبعا ، ولا بد ان تصدموا .. طبيعي ان تصدموا . هذا الحديث : ( كتاب الله وسنتي) ؟! ليس في الكتب الستة ولا في واحد من الكتب الستة ، رواه مالك بلاغا بلا اسناد ، .. بلغني : ان النبي قال : ( تركت فيكم ...) ، بلغني بلا سند ، ورواه غيره – أيضا مرسلا ، كالطبري  - ايها الاخوة - في تاريخه مرسلا ، وأسنده بعضهم ، لكن في سنده مقال ، وبعضهم جازف بتصحيحه ولكن هناك مقال في تصحيحه.

أمّا الحديث المخرّج في صحيح مسلم – ايها الاخوة - وفي مسند احمد ومستدرك الحاكم وعشرات الكتب بأسانيد على شرط الشيخين ، اسانيد صحيحة ويكفي انه في مسلم : ( تركت فيكم ما ان تمسكتم به  لن تضلوا بعدي : كتاب الله و عترتي اهل بيتي) ، هذا لا نسمع به ، وان سمعنا به نقول : هذا حديث شيعي ! ، هذا عند الشيعة ! ، نعم عند الشيعة ، لكنه عندنا في صحاحنا . لماذا لا يتكلم بهذا الحديث ؟ لأن المؤامرة الاموية مستمرة الى اليوم على اهل بيت النبي ، انتبهوا.. هذا ما يصدم ! ويمرر و يكبد ،   يصيب الانسان بالصدمة – ايها الاخوة - بالمرارة ، بالكباد .

كيف ؟.. كيف دأبنا على ان نتلوا حديثا - لم يصح – اناء الليل وأطراف النهار ، في كل منتدى ومجمع في كل خطبة وموعظة ، على انه لا يصح – ايها الاخوة- إلا بعد اللتا واللتيا، ونضرب الذكر صفحا عن حديث في الصحيح ، في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم ، و هو – أيضا- من حديث ابي سعيد الخدري – رضي الله تعالى عنهما - ( كتاب الله و عترتي ) ، والشيخ الألباني – أيضا -  ممن صححه من غير طريقة مسلم ، لان وروده في مسلم كاف ، ( لكن في غير مسلم صححه الالباني) ، هذا حديث صحيح : ( كتاب الله وعترتي ) لكن ، بنو اميّة لا يحبون - ايها الاخوة - هذا الحديث ، فليصمت  النبي – اذن – وصمت النبي ! عندنا نحن اهل السُنة 1400 سنة ، صمت النبي ، لا نسمع بهذا الحديث ، وإذا سمعنا به مباشرة نشتم رائحة التشيع ، هذا حديث الشيعة ! .

يا اخواني : هذا حديث محمد .. هذا حديث محمد – صلى الله على محمد وال محمد – ( وان رغم من رغم) و (رغب من رغب ) اللهم اجعلنا من الراغبين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..شيء عجب يا اخواني !! .. شيء عجب .. ونعود الى  مولانا الحسين ، فالذكرى ذكراه ، والمقام له – ايها الاخوة – ونحن حضور متطفلون ، في هذه الذكرى الاليمة ، وجزى الله خيرا كل من احياها وذكّر المسلمين بها ، والله الذي لا اله إلا هو ، لولا ان الله قيض اناسا  لأهل البيت يظهرون شانهم ، ويتظاهرون بمحبتهم ويعتقدونها لربما طمس ذكرهم من عند اخرهم ، نعم ، نحن ندعي - ايها الاخوة – (الدعوة باللسان) حبهم ، لأنه لا مناص ان نصلي عليهم بالصلاة ولا نكاد نعرف عنهم شيئا ! ، لا نحزن لحزنهم ،لا نتذكر مصائبهم - ايها الاخوة - لا نتذكر مصائبهم ، المصيبة التي قال عنها حجة الاسلام : ان الله سخط (غضب )على اهل الارض لأجلها. يقول سعيد بن جبير: سمعت عبد الله بن عباس – رضي الله تعالى عنهما - يقول : قال صلى الله عليه واله وصحبه وسلم : أتاني جبريل فقال لي : يا اخي يا محمد ، يقول لك الله تبارك وتعالى : لقد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفا ، واني قاتل بابن بنتك سبعين الفا وسبعين الفا.

أيها الاخوة : الحديث المشهور الذي نتداوله ويدور على ألسنة الوعاظ والخطباء : لتتّبعنّ سنن من كان قبلكم ، حذو القذة بالقذة حتى وان دخلوا جحر ضب دخلتموه ، قالوا يا رسول الله من ؟ اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ اي : فمن الناس سواهم طبعا! ، واليهود اكثر ما اشتهروا به ( ما هو ) قتلهم الانبياء والمرسلين ، هذه الامة حاولت قتل نبيها ، كما في صحيح مسلم - ايها الاخوة- المنافقون ، المتظاهرون بأنهم من اصحابه ، حاولوا قتله مرجعه من غزوة تبوك التي خلّف فيها عليا في المدينة  لحكمة ، لان ناصبيا ، معثرا ، تعيسا- والعياذ بالله - يزعم بعد ذلك ( حريز بن عثمان الحمصي )، يزعم   ان عليا هو الذي اراد ان يقتل رسول الله في العقبة التبوكية ، قدّم اليه بغلته وحل رسنها ، والبغلة مركب عثور - والعياذ بالله - يكثر ان تقتل راكبها  و صاحبها اذا وقع عنها ، خلافا للفرس أو الحصان – ايها الاخوة - انظروا الى هذا الناصبي الذي يتعبد الله ببغض اهل البيت ، فلعنة الله على مبغضيهم الى يوم الدين .

نحن نعبد الله ونتقرب اليه – ايها الاخوة- بكره وبغضة ولعن كل من ابغضهم و لعنهم وحاربهم ، فلعنة الله عليه ، نبرأ منه في الدنيا والآخرة ، اللهم لا تجمعنا به في مورد لا في الدنيا ولا في الاخرة ، أيّا كان ومن كان ، لا نستثني ، لا نستثني أحدا ، كيف نستثني ؟ والنبي هو الذي يقول  في ما صح عنه وصححه الاكابر من القدماء و  صححه كثير من المحدثين من علماء الحديث : ( من سبّ عليا فقد سبّني ) ، هذا صححه الشيخ (حتى) ابو اسحاق الحويني المعاصر ، قال : صحيح ما في كلام ، اسناد صحيح . وهو صحيح بلا مثنوية ، دخل ابو عبد الله الجدلي على ام سلمة فقالت : يا أبا عبد الله يشتم فيكم رسول الله ! قال : ما عاذ الله او حاشا الله او كلمة كهذه – يقول الراوي-  كيف ؟ من الذي يشتم رسول الله ؟ قالت : يسب فيكم علي ، وقد سمعت رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم يقول : ( من سبّ عليا فقد سبّني) ، علي يسب ويلعن على المنابر – ايها الاخوة- وتقتّل شيعته وأحبابه وأولاده ، في كل بلد.. في كل بلد .. احدثوا لهم مقتلة ومجزرة ، وسجل بعض الاسماء الشاعر دعبل الخزاعي- رضي الله عنه وجزاه الله عن اهل بيته نبيه خير الجزاء- سجل اسماء بعض مقاتل هؤلاء الطالبيين في بعض البلاد تحت كل نجم و فوق كل ثرى ، يقتّلون – ايها الاخوة – ويذبّحون ، ويذبّح من احبهم ويطعن في دينه ويحارب – ايها الاخوة- في رزقه ورزق عياله ، هكذا .. نعم .

نعود ايها الاخوة : ماذا فعلت هذه الامة بالحسين ؟ ولماذا ؟ ما قصة الحسين ؟ التي اراد بعض العلماء والمشائخ ان يصوروه لنا  بمظهر الرجل خفيف الرأي ، رأيه خفيف ليس رزينا ، لم يستمع الى نصائح الوصاة ، الالباء العقلاء ، كابن عباس وابن عمر وعبد الله بن مطيع وغير هؤلاء وعمرة بنت عبد الرحمن من الذين نهوه عن الخروج . الحسين ! الحسين كان في الثامنة والخمسين لم يكن ابن عشرين او ثلاثين سنة ، كان في الثامنة والخمسين وهو امام الامة في وقته ، لا .. يزيد الخليع المتهتك لعنة الله عليه الى يوم الدين ، يزيد الشريّب ، منادم الفهود والقرود والكلاب والحمام ، ناكح امهات الاولاد – ايها الاخوة – هاتك الحرمين ، الى اليوم تؤلّف كتب ويدافع فيها عن يزيد ، ويكتب بعضهم : ( الذي يطعن في يزيد مصاب بالكسل العلمي ، لم يعرف الحقائق) ، وانت مصاب – والله – بالعمى ( عمى البصر والبصيرة) ، انت اعمى ، لا تفقه شيئا ، وكذّاب ، تكذب على التاريخ ولا زلت كبني اميّة تكذب على المسلمين الى اليوم .. يزيد ..يزيد الملعون – ايها الاخوة- ، اسمعوا رأي الامام الذهبي ( وهو من أئمة السلف ! وهواه أموي ومتهم بالنصب قليلا ) يعني ليس من احباب اهل البيت ، بالعكس مائل عنهم ، ينزه لسانه عن لعن قتلتهم ، بعد ان يورد في تاريخه- ايها الاخوة- : طرفا من نبأ مقتل ابي عبد الله –عليه السلام - وبعد ان يترجم للملعون الدعيّ ابن الدعيّ ، اللعين ابن اللعين : عبيد الله بن زياد ، ابن سميّة ، ابن ابيه  الذي استلحقه معاوية بن ابي سفيان .. يقول : ونحن لا نحبهم ( عن عبيد الله بن زياد وامثاله)   لا نحبهم هؤلاء ونبرأ الى الله منهم ، ولكن لا نلعنهم و امرهم الى الله ..

أما نحن فنقول بالتصريح – ايها الاخوة-  لا بالتلويح : نحن  نلعنهم ونتعبد والله الذي لا اله إلا هو ، والله نتقرب   الى الله والى محمد رسول الله – صلى الله عليه واله – والى ال رسول الله  ببغضة هؤلاء ولعنهم ، اذا لم ألعن من قتل  الحسين وقطع رأسه وسبى بنات رسول الله و استاقهن من مكان الى مكان .. ألعن من؟ وأتساءل لمن خلق الله جهنم ؟ أحب ان اعرف كمسلم ، كموحد ، لمن يا ربي خلقت جهنم ؟ ، سيقال : للمشركين ، للكافرين ، و اقول لهم : ما المشرك ؟ من المشرك ؟ لست خارجيا لكن أقرأ في كتاب ربي : أ رأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدعّ اليتيم ولا يحض على طعام المسكين ، فويل للمصلين ( الاية ) ، جوهر الشرك ما يعادله :  قسوة القلب و الاجرام ، والوحشية ، وترك الصلوات ، و اتباع الشهوات ، هذا هو جوهر الشرك ،  اذا اردنا ان نفقه (فقها لا أمويّا ) ، فقها قرآنيا ( لا على طريقة معاوية و شيوخ معاوية ومحدثي معاوية..لا ) على طريقة رب معاوية ورب الخلق اجمعين ، على طريقة كتاب الله ، المضيّع في هذه الامة ، ما عدنا نفقه فيه شيئا ، إلا ما رحم ربك ، وقليلا ما هم (وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة..) هذا هو ، الله يقول : هذه صفات المشركين ، فإذا كان من ضيّع الصلوات وركب اكبر الكبائر و المحرمات وانتهك حرم اهل بيت رسول الله وهتك الحرمين الشريفين ( مكة والمدينة) وقصف الكعبة بالمنجنيق حتى احترقت استارها ، اذا كان هذا اللعين ، الملعون الخليع المهتوك لا يستحق اللعن  ولا يستحق جهنم ، من الذي يستحق اللعن ؟

أين ذهب الدين ؟ أين ذهب الدين -ايها الاخوة-؟ 

 


كافة التعليقات (عدد : 3)


• (1) - كتب : ماجد ، في 2012/12/03 .

اعتذر عن خطا و رد في التعليق السابق ، والصحيح: شقيقة زوجة توني بلير

• (2) - كتب : ماجد ، في 2012/12/03 .

اخي د. علي : شكري وتقديري لكم و على متابعتكم لماينشر .. ان د. عدنان ابراهيم مثال واحد من هؤلاء الذين يبحثون عن الحقيقة بعقول راجحة وضمائر حية ، وهؤلاء وامثالهم هم من يجب ان يشار اليهم بالبنان ، لا الاعراب من الجاهليين الذين ختم الله على قلوبهم .. ان الحسين (ع) منار لذوي البصائر ، وامثال هؤلاء يزدادون يوما بعد اخر ، فعلى سبيل المثال ، هناك عشرات الالاف من المهاجرين العرب قد امنوا بنهج الحسين (ع) في السنوات الاخيرة ، يضاف الى ذلك ان ابرز المفكرين والاكاديميين والاعلاميين الغربيين يعرفون حقيقة الحسين ويدركون سبيله القويم ، فمنهم من امن واستبصر ، مثل الاعلامية المعروفة البريطانية لورين بوث شقيقة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والسياسي المخضرم جورج غالوي والاكاديمي ضياء الدين سردار وعشرات غيرهم ، والبقية منهم يشيرون الى الحق في كتاباتهم ، ومن ابرز هؤلاء المفكر الفرنسي فوكو الذي وصف المذهب الشيعي بانه اقرب المذاهب الاسلامية لروح الديمقراطية.. هؤلاء هم الاحياء وامثالهم .. وهم الذين نخاطبهم ونامل منهم الخير ، وليس الاعراب الذين لا يفقهون من الدين الا اسمه ومن القران الا رسمه. تقديري واحترامي

• (3) - كتب : علي مجيد البديري ، في 2012/12/02 .

أخي الحبيب د. ماجد

أعزك الله وأيدك
والله هذه صاعقة محرقة ..
ولكن .. يادكتور عدنان ابراهيم
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24814
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29