أسبوع كامل مرَّ على التظاهرات التي اندلعت في مناطق متعددة من الجزائر هذا البلد العربي الأبي بلد المليون شهيد , تظاهرات عمت مناطق مختلفة من البلاد .

أن الجزائر تعتمد في اقتصادها أساسا على مدخولات المحروقات، وقد حقق ميزانها التجاري خلال الشهور الـ11 الأخيرة من العام المنصرم فائضا بلغ 14.83 مليار دولار أميركي مقابل 4.68 مليارات دولار في المدة نفسها من العام الماضي

ومع هذا فأن ابناء الشعب يعانون مايعانونه من جوع وفقر وحرمان,لن يتوقف الامر على هذا بل صاحبته موجة من الغلاء الصارخ, حيث زحفت على المواد الغذائية والاساسية , كالطحين والسكر والزيت لتلقي بثقلها وإعبائها على كاهل رب الاسرة الذي لايجد قوت عياله, فحتى الخبزصار قحطاً في بيوت عزيزي القوم. .
لقد تظاهر الفقراء , أمام محلات ومقار بعض الشركات وسيارات في حي باب الواد الشعبي الواقع غرب العاصمة الجزائر، وخاصة في حي بلكور، وهو حي شعبي آخر في العاصمة.

ومن الطبيعي فأنه في البلدان العربية اول ماتعمل عليه السلطات الحاكمة هو , القيام بعمليات الاعتقالات والتي اول ماشملت الشيخ علي بلحاج، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وذلك أمام المقر المركزي للأمن الجزائري.

حيث أنهم أعتقلوا الشيخ مع احد ابنائه ورجلين اخرين ,وذلك بعد ان القى كلمة أمام جمع من المتظاهرين في حي باب الواد بالجزائر العاصمة.

كما عمت المظاهرات مدينتا جلفة بالجنوب ووهران بالغرب صباح الأربعاء وكذلك حصلت ,صدامات مماثلة بسبب التنديد , بالغلاء، فيما تعرضت بلدية وهران ومنشآت حكومية أخرى للرشق بالحجارة.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن عدة بلدات بولايات تيبازة والبليدة وعنابة والطارف شهدت الأربعاء احتجاجات مماثلة.
أن ,ماقام به الشعب الجزائري هو صرخة ضد الفقر والعوز الذي يعم بلد الثروات والخيرات ,ياتُرى متى ستعم البلدان العربية الاخرى تلك المظاهرات الشجاعة,التي أربكت الحكومات الذليلة للغرب ,والقوية على شعوبها المستضعفة؟
الذي يحيرني في امر ابناء شعب الرافدين ,هو هل سيصحون من سباتهم المميت,أم أنهم سيرتضون الذل والهوان خبزاً لجوعهم ,و يستسيغوا الضعف والجُبن مأوىً لهم؟

مجرد أن ارتفعت الأسعار في الجزائر,فأن الشعب كله ثار , ونحن في عراق الخيرات والشعب غارق في الغلاء والجوع والفقر,وفي إنعدام كل معاني الحياة,وفي الحرمان من كل الخدمات. ومع هذا فلا, أحد يصرخ,واذا حدث وان ثارت , محافظة ما كما حصل في محافظة ذي قار البطلة ,فاننا سرعان ما نصطدم بأن, المحافظات الاخرى لاتفكر في مساندتها بل انها تأخذ دور المتفرج الذي لايحرك ساكناً,اذاً متى سنتعاون من أجل انقاذ البلاد وسحبها الى بر الأمان ؟ متى سنتقدم ونتطور؟ متى سنخرج المحتل الاميركي اللعين ومرتزقته الذين يتصارعون على العرش المملوء بقيح الثكالى واليتامى والمبني من جماجم الشهداء والابطال ؟هل سننتظر معجزة كي يتغير الوضع التعيس, ام نطمح كي نعثر على مصباح علاء الدين السحري؟
هل ان مظاهرة الجزائر هي البشرى للثورة على كل الانظمة العربية ام انها زوبعة سيخمدها رجال الامن والشرطة الذين هم سياط لاترحم أبناء شعبهم