هي اكبر وأسمى وأقوى من إن تكون مجرد امرأة ، مشروع عطاء وتضحية وفداء ، عاهدت الله والأمام الثائر أن تنصر القضية ، زينب الحوراء غصن من شجرة الكوثر ، تنظر إلى المهمة العظيمة الصعبة في قياسات العقل المجرد من فكرة النبوة .

تقف على التل المشرف على مسرح الإحداث التاريخية تنظر إلى شمس الإسلام وهو يخطط ويقود الثوار لكسب المعركة الفكرية المصيرية في تاريخ امة محمد صلى الله عليه واله وسلم ، ثم تنظر إلى قمر الإسلام وهو يمسك بالراية بروحه قبل أن يشدد عليها بيديه الكريمتين .

تسخر كل طاقتها الروحية لخدمة غاية الرسالة من تحت إمطار النبال والدماء تقف وقفة الآباء ، أميرة الحياء تلهم الفرسان أسباب الفداء

تخط على صحائف كربلاء أن للجراح عزاً وكبرياء

تحمل رسالة الوفاء للمبادئ تقود الجموع في الخيام ، تبث قوة الروح وتحفز الأرواح العظيمة .

شمس الحقيقة تحاصر بظلامات الماكرين، فتشرق رغم أنوفهم .

صهيل الخيل والأرض والسماء تلعن المتطاولين على أل البيت عليهم السلام .

صوتها يهز الطغاة ويعري دسائسهم ،ويقتلع كراسي الظالمين .

-فو الله لا تمحوا ذكرنا ، ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا

-فهل رأيك ألا فند وأيامك ألا عدد وجمعك ألا بدد .

ينتصر صوت الإيمان ،ويذبح صوت الحق السوط،وينكسر جبروت الشيطان.

 

فرسان الشهادة

السماء رسمت لوحة حمراء يحيطها السواد والأرض تثير الغبار في وجه الظالمين .

فرسان الحرية نزلوا إلى ميدان الشرف لمنازلة رواد العبودية .

رجالً أبو إلا السير نحو الجنة راسمين طريقهم بالدماء على صحائف كربلاء

نفخ في بوق المعركة ، صليل السيوف يوثق ربح معركة الوفاء بضع وسبعين كوكباً داروا في فلك إمامهم وأناروا الكون .

لبسوا القلوب على الدروع وبايعوا حتى أخر قطرة وفاء وخطت دمائهم قصيدة الخلود

الصوت العلوي ينادي

-أتخذوا الليل جملا

-لن نترك الرسالة لن نخذل الله والرسول وأمنا البتول

الشعلة تتقد في صدور الأصحاب المخلصين فتحترق مباهج الحياة وملذاتها وتنار الوجوه .

فارس يواجه الموت بإصرار وينادي

-الإنسان لم يبدأ عند ساعة الولادة ولن ينتهي عند مفارقة الروح الجسد وأخر ينادي 

-ياسيوف امنحينا أسباب الخلود فالجود في سبيل الله ما بعده جود

انتصرت الرقاب على السيوف