• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رجل الدولة والقانون ( نوري المالكي ) .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

رجل الدولة والقانون ( نوري المالكي )

نوري كامل المالكي رجل دولة وقانون ، هذه حقيقة لا ادعاء ، وتوصيف يستند الى الواقع ، وهذا الكلام يعتمد على المعايشة مع سيرة المجاهد المالكي منذ توليه المسؤولية التنفيذية الرئيسيسة في العراق في الدورة الماضية ولغاية الوقت الحاضر الذي هو في بداية مسؤولية الدورة الثانية انشاء الله تعالى ، اذ انّ هناك مؤشرات كثيرة تؤكد هذه الحقيقة ، ولا نريد ان نذكر جميع هذه المؤشرات ، لان الشعب عايشها وتفاعل معها ، بل سنذكر نماذج منها لغرض الذكرى فحسب ،(( وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين )) 55 الذاريات .
 المالكي رئيسا للوزراء وقائداعاما للقوات المسلحة حسب الدستور ، وهذان منصبان لا شك رفيعان ، لكن الرجل لم يخرج عن طوره وطبيعته التي تربى عليها من تواضع وتضحية وايثار ، وشعور بالمسئولية الوطنية ، وشعور بالمسؤولية الشرعية ، كل هذه الصفات وغيرها تعلمها ونشأ عليها من بيئته وعائلته ، وترسخت عنده اكثر عندما انتمى وعاش في ظل مبادئ مدرسة ( حزب الدعوة الاسلامية ) فكان نعم الرجل الواعي لرسالة  الاسلام ، ومبادئه السامية ،كان الرئيس المالكي يتشاور مع مجلس الوزراء في اتخاذ القرارات المهمة ، والتي فيها مصلحة الشعب والوطن ، ولا يتردد في اتخاذ القرار الجرئ والشجاع اذا تطلب الامر منه ذلك ، فهو لم يكن دكتاتورا كما يدعي البعض من حاسديه ، او من اعداء العملية السياسية الجديدة في العراق ، لان مبادئه التي عاش في ظلالها تأبى عليه ذلك ، لكنه لا يحابي ولا يجامل على الخطأ والباطل ، صريح في مواضع الحق والصراحة ، يحب الجميع ، ولا يخشى في الحق لومة لائم ، وهذه الصفات كشفت للناس من خلال ادائه ، كان حريصا على ان يحقق الانجازات الكبيرة للشعب في مجال الامن والاقتصاد والخدمات واهمها التحرر من الاحتلال ، ورغم المعوقات والعقبات الكبيرة التي توضع في طريق مسيرته ، وبدوافع مختلفة ، استطاع بمؤازرة الشعب له ،ومؤازرة رجال العراق الاخرون الاوفياء لشعبهم ووطنهم ، من العسكريين والمدنيين ، ان يحقق انجازات مهمة منها المنجز الامني ، فعندما تسلم المسؤولية كانت الفوضى ضاربة اطنابها في انحاء العراق ، ففي بغداد العاصمة مثلا من منا لا يتذكر ان ابن الاعظمية لا يستطيع الوصول الى الكاظمية وبالعكس ايضا ، وكذلك في بقية احياء ومناطق بغداد ، من منا لا يتذكر كيف كانت الحال في حي العدل او العامرية او الرضوانية او الدورة او غيرها من الاحياء البغدادية ، الا يتذكر ابناء محافظات الوسط والجنوب ، مثلث الموت في اللطيفية واليوسفية ، من لا يتذكر من ابناء محافظات شمال بغداد ، كيف يستطيع الوصول الى بغداد ، هذه امثلة قليلة من احداث كبيرة ومؤلمة مرت على العراق ، كان للسيد المالكي الفضل الكبير في القضاء على العنف فيها ، واستعادة الامن والاستقرار اليها ، وعندما نذكر المالكي فأننا نقصد قيادة المالكي ، لاننا لا يمكن ان نتجاهل او نتجاوز جهود الرجال الاخرين الذين يعملون معه بكل جد واخلاص وتضحية ، من عسكريين ومدنيين ، لكن قيادته وشجاعته وجرأته ، كان لها النصيب الاوفر في توجيه الامور نحو الاستقرار وحفظ دماء الناس الابرياء من مختلف الاديان والمذاهب والقوميات ، لا فرق بين عراقي واخر ، وهذا هو شعاره الذي تميز به ، رغم وجود الطائفيين والعنصريين في مؤسسات الدولة ، والذين أرادوا افشال واسقاط الحكومة ، من خلال عمليات الهدم والتخريب التي قاموا بها ، مستغلين وجودهم داخل هذه المؤسسات ، واذ نتكلم عن المنجز الامني الذي حققه المالكي لا يمكن ان ننسى منجز القضاء على الطائفية ، هذه النعرة المقيتة والغريبة على الشعب العراقي ، التي ارادت قوى اقليمية طائفية تساندها قوى دولية حاقدة ، استخدام الطائفية كسلاح لتدمير وتفتيت الشعب العراقي الصابر ، انتقاما من هذا الشعب الذي وقف بكل قوة لنصرة الوضع الجديد في العراق ، الذي اخاف الكثير من القوى الاقليمية ، وكان قمة التصعيد الطائفي في تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء ، لكن صبر ووعي الشعب العراقي ، ووقفة الحكومة الوطنية برئاسة المالكي فوت وافشل مخطط الطائفية ، التي راهنت عليها قوى الارهاب الاقليمية والدولية ، واذ نتحدث عن الحرب الطائفية التي اراد اعداء العراق تأجيجها ، لا ننسى دور المرجعية الرشيدة وموقفها الى جانب الشعب العراقي للقضاء على الطائفية ، ومنعها لاي ردة فعل طائفية ، لان المرجعية تدرك وكذلك قادة العراق المخلصون لوطنهم وشعبهم ان الطائفية تقوم على اساس الفعل ورد الفعل ، ثم ماذنب من يقتل او يدمر بيته من الابرياء على اساس رد الفعل الطائفي ، ان موقف المرجعية هذا الداعم والمدافع عن جميع ابناء الشعب العراقي وبمختلف اطيافهم ، اعطى هذا الدعم القوة الروحية والمعنوية لرجال القانون بقيادة المالكي ، للوقوف بكل حزم وقوة بوجه المد الطائفي والقضاء عليه ، ولا يمكن لاحد منصف ان ينسى هذا الموقف الشجاع للمالكي ، واذا نسي البعض او تناسى هذه المواقف الشجاعة للرجل ، هل يمكن نسيان موقفه الذي تفرد به ، بعد ان انسحب الاخرون ، الا وهو الاقدام الشجاع على تنفيذ حكم الشعب العادل بحق طاغية العصر صدام ( هدام العراق ) ، رغم الخطة المحكمة الموضوعة من قوى دولية واقليمية وداخلية لتهريبه الى خارج العراق ، وبطريقة لا تجلب الشك والظن حسب تقديراتهم ، بل الحقيقة ان هذه القوى المتآمرة على الشعب العراقي تعرف ان الشعب سيكتشف هذه اللعبة كما اكتشف الكثير من ألاعيبهم ، لكن هذا لايهمهم ، بل الذي يهمهم تحقيق مصالحهم وبأي ثمن كان ، حتى ولو بابادة الالاف من الناس بل الملايين ، وللانصاف وللتأريخ نقول ، ان وقفة وشجاعة المالكي هي التي اسقطت جميع هذه الرهانات الخائبة ، وفي تقديري المتواضع  ، وتقديرجميع المنصفين ، ان المالكي لو لم يفعل شيئا الا اعدام صدام لكفاه فخرا ، ولكفى الشعب مبررا لان يعطي ثقته لرجل شجاع مثل المالكي ، يعمل بكل جرأة وأقدام لمصلحة شعبه المظلوم ، ولا يعير اهتماما لتخرصات الاخرين ، بل حتى لا يرد عليهم ، انما يترك الحكم الى الشعب .
نحن لسنا بصدد ان نعدد انجازات المالكي في الدورة السابقة ، لانها كثيرة ، كما لا يمكن ان نتجاوز الموضوع ، من دون ان نذكر انجازه الكبير في توقيع اتفاقية سحب القوات الاجنبية على مراحل ، واتفاقية الاطار الستراتيجي للتعاون مع العراق كدولة ذات سيادة ، والذي سيتم بموجب هذه الاتفاقية سحب جميع القوات الاجنبية في نهاية 2011 ، هذه الاتفاقية التي ثار عليها الكثير من الحديث ، وكان توجه بعض السياسيين الاعتراض على الاتفاقية .
وكانوا يحمّلون المالكي مسؤولية هذه الاتفاقية ، وقد تحمل رجل الدولة المالكي الكلام القاسي من الاخرين بكل شجاعة ، حتى بانت النتائج وجاء الانسحاب الامريكي للقوات المقاتلة ، والاستمرار في خطوات الانسحاب الاخرى ، حينها هدأت النفوس وتوقف الكلام الذي قيل من هنا وهناك ، لدوافع سياسية احيانا ، ولسوء تقدير احيانا اخرى ، اما الشعب العراقي صاحب المصلحة فيما يتحقق من انجازات ، فأنه يرى ويراقب هذه المواقف والمشاهد ، ويعي هذه الاشارات ويدركها ، لهذا السبب اتخذ الشعب قراره في عملية الانتخابات الاخيرة ، اذ فازت قائمة المالكي بمركز متقدم ، وهذه حقيقة يعرفها الجميع ، وحتى الخصوم للشعب العراقي ، اما المالكي ومعه رجال العراق الاوفياء ، فقد ادرك ان هناك محاولة مرّتبة من قوى دولية واقليمية لحرف العملية السياسية عن مسارها الطبيعي ، فلا بد اذن من تفويت هذه الفرصة على اعداء الشعب العراقي ، فجاء انبثاق كتلة التحالف الوطني وحسب الدستور ، وتأكيد المحكمة الاتحادية ، اصبحت الكتلة الاكبر ، فثارت العواصف الاعلامية المفتعلة والمنفعلة ، لكن صمود رجال العراق القوي ، افشل كل محاولات الالتفاف على ارادة الشعب العراقي، وتحققت الارادة الشعبية بأنتخاب المالكي لدورة ثانية ، وحصل التفاهم والتوافق بين الكتل الفائزة لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية ، وان كنا كمواطنين نعتقد ان حكومة الشراكة الواسعة لا تحقق طموح الشعب العراقي ، مثل ماتحققه حكومة الاغلبية ، لان حكومة الاغلبية ستكون مسؤولة امام الشعب عن مسيرة عملها ، وتتحمل نتيجة النجاح او الفشل جهة حزبية معلومة ، اما الان فمن يحاسب من ؟ لكن على أي حال نقبل بهذا الطرح في هذا الوقت الحرج على الاقل ، على امل التخلص من المحاصصة في المستقبل ، ونحمل جهات اقليمية ودولية مسؤولية ما حصل في العراق ، من تدخل في الشأن الانتخابي ، ومن تأخير في تشكيل الحكومة ، ومن دعم لبعض الشخصيات السياسية بغية التأثير على الوضع في العراق ، الى غير ذلك من التدخلات المدانة من الشعب العراقي ،  واليوم اذ تتشكل حكومة الشراكة الوطنية برئاسة رجل الدولة والقانون نوري المالكي ، نتمنى له الموفقية في عمله وواجبه ، ونرجو له النجاح في مهمته الكبيرة والشاقة ، من اجل اكمل مسيرة بناء دولة المؤسسات والقانون ، ونتمنى على الكتل المشاركة في الحكومة التعاون مع السيد المالكي والتعاون مع بعضهم ايضا من اجل مصلحة العراق العليا ، وليثبت الجميع من خلال عمله وادائه ان مصلحة الشعب هي فوق المصالح الشخصية والحزبية الضيقة ، واخيرا ندعو للجميع بالموفقية والنجاح في مسؤوليتهم الجديدة خدمة للشعب والوطن .

A_fatlawy@yohoo.com
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2502
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29