يجري الحديث اليوم في الاعلام الموجه للشارع العراقي وبشكل متصاعد عن ثوار ميدان التحرير في مصر والحقيقة ان لهذا الحديث اهدافه وتداعياته التي اعتقد انها ورائها امرا مبيتا ليس لانني احب الحديث دوما بنبرة المؤامرة التي ارفضها قطعا ,لكن كل المعطيات تشير الى ذلك ولعل الحملات التي قامت بها بعض القنوات العراقية الخطاب والتي تمول وتتبنى موقفا عروبيا تامريا او تلك الموجهة للداخل العراقي وتريد تحقيق مكاسب معينة فوضوية الاغراض اكدت هذه الحقيقة .ما اريد قوله ان مصر وثورتها ومتظاهريها لا شأن لهم بالوضع العراقي ولديهم من المشاكل ما يكفيهم لكن استغلال حراكهم والحديث عن اصرارهم ووقوفهم بوجه الطاغية مبارك وازلامه كان مشرفا رغم ان الهمازين واللمازين يشيرون الى دور قطري واماراتي وحتى امريكي لكنه يبقى ضمن دائرة اضيق من التي حدثت في ليبيا اما عن مسألة التظاهرات الاخيرة والاعلان الدستوري فالقضية اشبه بالفوضى والتظاهر والتظاهر المضاد او قتال الشوارع الذي اساء للثورة وكشف عن اجندات خارجية فاعلام قطر والسعودية لعب دورا خبيثا في تأجيج الشارع وكلا الدولتين لها مصالحها ولها من تدعمه وتحرض الجماهير من اجل السير والمضي خلفه اما ان نعكس ذلك في الشارع العراقي ونطالب المواطن العراقي بالتظاهر والخروج فالامر يحتاج الى وقفة تامل فمن يدعونا ولماذا وكيف فان كانت الجزيرة او العربية او الحرة عراق والشرقية وغيرهم ومن يقف ورائهم فهذا يعني قطر والسعودية وامريكا بل وحتى ايتام صدام وغيرهم وهم متفقون على اثارة الفوضى مع اختلاف مصالحهم ورؤيتهم وهولاء او الدوائر الاعلى التي تحركهم هم السبب في تراجع البلاد وبقاء حالة التناحر اذا ما عرفنا انهم جميعا لديهم جماعات قتلة ومجرمين تتنقل في شوارع بغداد وغيرها من المناطق بل انهم و تحت يافطة التوازن في مؤسسات الدولة يقومون بتوظيف القتلة في المؤسسات والوزارات العراقية للقيام باعمال تخريب ممنهجة وممارسة عمليات القتل وكل ذلك يخطط له هناك في عواصم البغاء العربية ومنتجعات (سي أي ايه) وهذا ليس دفاعا عن حكومة المالكي او مشروع الشيعة السياسي كوني اتحدث عن اعداء تاريخين لهذا المشروع لان هذا المشروع له استحقاقاته الزمانية والمكانية وزج ايران في كل شاردة وواردة هو اعلان حالة حرب عليها وهو يندرج ضمن حالة العداء التاريخي لهذا المشروع وهي المتهمة الاولى عن كل شيء يحدث في العراق بحكم موقعيتها في هذا المشروع بنظر هولاء بينما لا يتحدث الجميع عن دور قطر والسعودية وتركيا التخريبي في العراق ما اريد قوله ان تاليب الشارع والضحك على ذقن العراقيين واستفزازهم عبر خطاب (شوفوا مصر واتعلموا منها الثورة على الطغاة لتصحيح مساركم) اصبح الخطاب السائد لدى هذه الدول لماذا لانها يئست من العمل بطريقة الحرب الخفية وعملائها ومن ينفذون عمليات القتل انكشفوا وفقدوا الغطاء بسبب استهدافهم للجميع بلا استثناء ومع عدم تحقيقهم لاية مكاسب جديدة خلال الاعوام الاخيرة عبر هذا الاسلوب مع كلفة مرتفعة لتنفيذ هذه العمليات ينتظر اعداء العراق اثارة الشارع بالعزف على وتر الفساد وان كان الفساد الذي يتحدثون عنه ونتحدث عنه نحن موجود لكنه لا ينبغي ان يصور بهذا الشكل فلكم ان تتصورا ان انهيار جزء من سياج لمدرسة في قرية بالناصرية بسبب الامطار بات قضية فساد تتحمل الحكومة تبعاتها فهل يصح تجاوز كل سلسلة المراجع وتحميل المالكي (الشيعي ) التبعات لان مقاولا لم يقم بواجبه الوطني والاخلاقي تجاه ابناء قريته ومدينته وهل يحق لقناة معينة ان تكذب على الناس وتصور الامر على انه كارثة ثم تتحدث بشكل غريب وتربط تظاهرات مصر واقتتال انصار التيارات السياسية في ميدان التحرير بالقاهرة على انه ثورة على الفساد و لابد من ان يخرج الناس جميعا للقصاص من المالكي واكرر لست من المدافعين عنه لكني اتحدث عن طريقة خطاب تستهر بعقول المواطنين ووعيهم .هنا اقول ماذا لو خرج العراقي متظاهرا كما يراد له ويشار اليه في نموذج ميدان التحرير المصري فماذا سيكون بانتظاره وهذه مسألة لا تحتاج الى تذاكي ( افواج من الذباحين وبهائم الخليج الذين يفجرون ويقتلون بشكل عشوائي) عندها ستحاك القصص ويكثر الحديث فلمن ولماذا وما هي المصلحة من كل ذلك ؟؟ ان الانتخابات باتت على الابواب ولهذا المواطن الحر نقول لك الحرية في التغيير دون ان تلجأ لحرب الشارع التي نراها في ذلك الميدان بشكل يومي, فالمتظاهر المصري الذي ينتمي لخلفيات مختلفة ويعيش حالة صراع ما بعد الثورة وانفلات امني كبير ليس قدوة للعراقي بالمعنى الدقي للكلمة وان كان الكثيرون يرون ان تحقيق المطالب بالاعتصام فقط هو الحل دون اللجوء للاقتتال والصدام المباشر الذي يدفع ثمنه البسطاء وحتى لانطعن بتضحيات المصريين دون دليل يكون لزاما علينا الحديث عن شواهد فحزب مثل حزب النور السلفي المصري المتحالف مع الاخوان وهو سعودي التمويل انفق مليارات الجنيهات من اجل تحشيد انصاره في رد فعل مضاد على معتصمي القوى الليبرالية والعلمانية التي تلقت تبرعات مالية وعينية من دول خليجية من بينها قطر ومن هذه المساعدات تلك الخيام التي نصبت في ميدان التحرير لثوار الفيسبوك !! وليس هذا ختام الحديث فله بقية سنختصرها بجمل قصيرة (مصر للمصريين ) ولهم ان يختاروا طريقتهم للتعبير عن انفسهم , (العراقي لن يكون كبش فداء) لمؤامرة تحاك هنا او هناك تحت مسمى تعلموا من متظاهري مصر (متظاهري مصر ليسوا قدوتنا) لاننا مللنا حالة الاقتتال التي يفرضها علينا اعداء مشروعنا ,(من يريد التغيير) فله ان يغير عبر صندوق الانتخابات (قنوات العهر الاعلامي) اضربوا رؤوسكم بحائط التجاهل) لاننا نعرف نواياكم (الفساد يحارب باليات معقولة) وليس بالتهريج والكذب والضحك على عقول الناس