• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رواتب القادة إبادة لخزينة الدولة .
                          • الكاتب : حمزة علي البدري .

رواتب القادة إبادة لخزينة الدولة

إن أي مواطن فطن وواع ومتابع يؤكد أن أية حكومة وطنية نقية ومخلصة هي خادمة للشعب , وتحمل همومه وغيومه , وتحقق إرادته وطموحاته , ولا تفكر باستنزاف خزينته لمصالحها الخاصة , ولا ولن تستأثر بأموال الشعب المبتلى بمأربها ورغباتها الذاتية والتي ليس لها حدود .
فالحكومة الملتزمة في الدول المتمدنة والمتحضرة تعيش من اجل خدمة الشعب وإسعاده وتوفير ما يتوق إليه من امن وخدمات , والحكومة في الدول المتقدمة تخضع إلى رقابة مشددة ومحاسبة صارمة ... أما في عراقنا الصابر المبتلى فطيلة العهود المنصرمة عاش بمرارة وتحت سياط الحكومات الظالمة التي سامت الشعب المقهور أبشع أنواع القهر والفقر والظلم وتكميم الأفواه وتجاهل طلبات المواطنين المشروعة ... وأننا بعد التغيير كنا نتوقع المزيد المتزايد من تحقيق طموحات الشعب المتعطش إلى انجازات مصيرية ذات مردودات ايجابية عالية تضمن العيش الرغيد ,  والديمقراطية والحرية والوحدة الوطنية والمساواة والاستقرار وضبط الموازنات والعدالة في توزيع الرتب والرواتب التي لا نجد فيها الفارق الكبير جدا بين متخوم ومحروم  , وإننا الآن في عراقنا الصابر نجد حقائقا اغرب من الخيال وخاصة إذا وقفنا وقفة نقدية صريحة وصارخة أمام رواتب الرئاسات الثلاث والوزراء والبرلمان وأصحاب الدرجات الخاصة ,  فنرى ونسمع برواتبهم الخرافية الفلكية المهولة والمجنونة هذه الرواتب الأسطورية لو قرأت على مجانين الشماعية  لأفاقوا من جنونهم , ولو قرأت على العقلاء المتعقلين فأنهم يصابون بصدمة ويغرقون في بحر الدهشة والاستغراب .. وثقوا يا قادتنا ما كنا نتوقع منكم أن تجعلوا من أنفسكم قياصرة جدد ومماليك مستبدين ,  وتتلاعبون بخزينة الدولة على هواكم , وتخططون لمشاريع وتصدرون قوانين وقرارات تضمن لكم حقوقا ليس لكم فيها حقا شرعيا وعرفيا ... بالله عليكم من منكم اقترح هذه الرواتب التي لا يرضى بها الله ولا شرع ولا شعب ولا نبي ... وصدقوا قولنا بان البعض منكم عندما يسالون عن رواتبهم يستحون ويخجلون أن يقولوا الحقيقية التي لم تصدق .. إلا توجد بينكم نخبة تخشى الله والشعب والقيم والمبادئ وتصرخ في وجوهكم ( اتقوا الله يا قادة ) واخشوا الشعب يا أيها المتحكمون فالشعب كله ( ماعداكم ) متذمر وساخط ويغلي غضبا وغيضا منكم ,  لان المفهوم الواقعي والأصولي يؤكد أن المسؤولين الحريصين على أموال الدولة هم أول المضحين وأخر المستفيدين .. وننقل لكم بأمانة أمينة بان المواطنين في الجوامع والمساجد وفي البيوت وفي المعامل والمدارس والدوائر الحكومية يجاهرون بسخطهم وغضبهم عليكم , ويتندرون بنوادر , وينسجون نكات مضحكة مبكية وبصورة متزايدة .. وننصحكم صيانة لسمعتكم التي أضحت مضغة بأفواه المواطنين الذين تحصدهم الاغتيالات والسيارات المففخة والعبوات الناسفة والمسدسات الكاتمة للصوت ,  وان البطالة والعطالة تفترس الشباب و و و , وأنكم تتنعمون برواتب ضخمة وامتيازات كبيرة .. ثقوا إننا لن نصمت ونسكت فزمن خصي الشفتين وحصي الأنفاس والفلتر والرقابة والعقوبة ,  هذا الزمن البغيض قد ولى ولن يعود , فالشعب قد كسر حاجز الخوف والتخوف ,  ويمتلك الشجاعة الفائقة في كشف الحقائق وسرد الأرقام وأماطة اللثام عن المخبأ والمستور .
إن رواتب القادة هي إبادة وتبديد لخزينة الدولة المنهوبة والمسلوبة بأيدي المتحكمين بالشعب المنهوك , فأموال الخزينة أضحت نهبا وتحت الشمس لاؤلي الأمر الذين منحناهم البيعة والدعم والتأييد اعتقادا وظنا منا بأنهم يفضلون مصالح وطموحات الجماهير التي انتخبتهم على مصالحهم وأطماعهم الذاتية .. وقد كنا نتصور أن هذا البرلمان الجديد وأركان القيادة السياسية يحققون نقلة نوعية جديدة في الإيثار والتنمية والأعمار و و و .. مع الاستفادة من أخطاء وخطايا البرلمان السابق الذي رفضه الشعب حين شطبهم وأهملهم في الانتخابات الجديدة حيث أبقى منهم 62 نائبا واستغنى بلا أسف وتأسف ( عن 213 نائبا منهم ) وان الجميع الآن يؤكد بان الدورة المقبلة للبرلمان سوف يحجم الشعب عن المبايعة لأنه لم يحصد سوى العهود الفارغة والوعود الزائفة .
 فالشعب يمهل ولا يهمل وانه يعيش في غضب وإذا انفجر دمر وللصبر حدود ... وان البرلمان السابق المدان والبرلمان الجديد والذي هو تحت الرصد الشعبي والمراقبة الشعبية نريد منه وبإلحاح شديد أن يحقق منجزات كبرى ومنافع عظمى وتشريعات صائبة وخلاقة حتى يستحق البرلمان هذه الرواتب العملاقة التي يستنزفها من جيب الشعب والدولة ,  فهل في التاريخ شاهدة أن نائب البرلمان يتقاضى ( 32 ) مليون شهريا من غير الامتيازات والأشياء التي نجهلها ,  وكلنا يجهل ماذا يتقاضى الوزير ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ونوابهم والمستشارين وأصحاب الدرجات الخاصة , فهذه الحقائق إلى متى تظل مجهولة ومختفية عن الأنظار والإعلام ..؟ والشعب ما يزال يمضغ الصبر ولله در الجواهري رحمه الله عندما قال : 
وما الصبر ُ بالأمرِ اليسير احتماله ُ
              وان راحَ ملصوقاً به كلُ مدعي
وما هو بالشيء المشرفُ أهله 
             إن لم تكن عقباهُ إلا التوجع 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2516
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20