• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المرأة والتطور .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

المرأة والتطور

اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان نسبة مساهمة المراة في العمل في بناء الوطن هو المقياس الذي بواسطته يمكننا معرفة تطور وتقدم الشعب
الا اننا للاسف لازلنا ننظر الى المراة ناقصة عقل المرأة عوره لا يجوز رؤيتها ولا يجوز لها ان ترى وهذا هو سبب تخلفنا سبب جهلنا سبب ضعفنا سبب فسادنا لهذا فلا  تغيير ولا تطور لحالنا ووضعنا الا بتغيير وتطور حال ووضع المرأة
فالمرأة اكثر من نصف المجتمعات العربية والاسلامية وهذه النسبة الكبيرة عاطلة عن العمل بعيدة عن العلم  والانسان الجاهل العاطل  عنصر ليس عاطل بل فاسد ومفسد في المجتمع لهذا نرى مجتمعاتنا من اكثر مجتمعات العالم فسادا وسلبية بل ان مجتمعاتنا بؤرة الفساد ومصدره في العالم
فلا يمكننا القضاء على هذا الفساد  وهذا التخلف الا اذا فتحت ابواب العلم والعمل امام المرأة بدون شروط ولا قيود الا اذا انطلقت حرة للمساهمة في بناء المجتمع وتطوره
لهذا على المرأة ان تبدأ بالحركة والتحدي لنيل حقوقها واثبات دورها بقوة وبدون خوف لا تطلب من الاخرين ولا تتحرك ورائهم بل عليها ان تتحرك وهي القائدة والرائدة ومن يؤيدها ان يسير خلفها ويدعمها
للاسف الكثير من الشخصيات  والمنظمات السياسية تقربت من المرأة ودعتها الى المشاركة في العملة السياسية والحقيقة كانت خدعة وتضليل حيث استخدمت المرأة وسيلة للوصول الى الحكم وعند وصولهم تخلوا عنها  وجعلوا منها مجرد ديكور يزوغون ويجملون مؤسساتهم الدستورية ليس الا وبما انها تابع لهؤلاء  وانها وصلت الى هذه المؤسسات بواسطة هؤلاء فجعلوا منها ادات تضليل وخداع للمرأة وبالتالي فرض القيم والقوانين التي تهين المرأة وتحتقرها بأسم المرأة وبواسطتها والا كيف نصدق وزيرة تقول انا لا اؤمن بمساوات المرأة مع الرجل كيف نصدق امراة في البرلمان تقول المرأة  لا تصلح ان تتحمل مسؤولية القيادة في التنفيذ والتشريع لا شك ان هذه المرأة مجرد امعة تابعة يعني انها وصلت الى هذه المناصب بالوساطة بالرشوة بعلاقات خاصة  علاقات شخصية مريبة
لهذا على الواعيات الناضجات الناشطات من النساء ان يقفن بقوة ضد  بعض النساء اللواتي جعلن من انفسهن في خدمة الافكار الضالة الفاسدة والمجموعات المتخلفة لتحقيق مصالح خاصة
لا شك ان ثورة الربيع العربي حركت الواقع واذابة الكثير من الجليد قد  فتحت الكثير من الابواب  للمرأة  للمطالبة بحقوقها والغاء الظلم الواقع عليها وسهلت لها الحركة لفرض وجودها وتحقيق ما تأمله وما تريده الا انها لم تحصل شي من هذا التغيير الكبير الذي حدث في المجتمعات العربية رغم الدور الكبير الذي  لعبته في هذا التغيير  من حيث التضحية او العدد في مواجهة الانظمة الفاسدة والسبب واضح انها كانت تابع وذيل لجهات استغلت الاوضاع وحولتها الى جيوبهم
نعم هناك اصوات وصرخات نسائية في كثير من البلدان العربية  وهناك حركات نسوية بدأت تتحرك بقوة وبتحدي الا انها لا تزال ضعيفة  وهي تدعوا الى الحرية والانعتاق من بوتقات التقاليد والعادات المنافية للقيم الانسانية الاسلامية نتيجة للفهم الغير صحيح للاسلام فالاسلام  الدين الوحيد والحركة الانسانية الوحيدة اول من اعتنقته امرأة وهي خديجة الكبرى التي وقفت الى جانب الرسول وضحت بمالها وكل شي حتى سقطت صريعة الجوع نتيجة الحصار المفروض على الرسول واول شهيدة في الاسلام هي سمية ام عمار تلك الانسانة العظيمة التي اعتنقت الاسلام وصرخت بوجه الظلم انا انسانة انا حرة متحدية العبودية والقيم التي تهين الانسان سواء كان رجل او امرأة   فكانت صرختها القوة التي دكت  اركان وحصون العبودية  والطغيان وكانت السبب في  انهيارهما
لا شك اننا بحاجة الى تضحية خديجة وصرخة سمية ولولا اختطاف الاسلام من قبل الفئة الباغية  حيث افرغت الاسلام من قيمه السامية حيث اعادوا العبودية واحتقار المرأة    واعتبروها مجرد سلعة لا تملك عقل  ولا تصلح لشي فحرموا عليها العلم والعمل والغوا عقلها ومنعوها من الخروج الا اذا كانت عاهرة او  ما اطلقوا عليها جارية فمن حق هذه المرأة ان تتعلم حتى ان تسفر عن وجهها بل بعض الخلفاء حرم على المرأة الجارية من استخدام الحجاب وكان يجبرها على السفور
بل ان بعض وعاظ السلاطين اعتبروا  الزوجة كأي سلعة مؤجرة مثل تأجير اي دار لا يلزم الزوج بمعالجة زوجته اذا مرضت وانما على الزوجة ان تعالج نفسها   لكن على الزوج ان يلزم بدفع ما تطلبه من مزوغات وتجميل لانها هذه المواد من اجله
تأملوا اي تجاوز على الاسلام على   المصحف الشريف فالاسلام يقول الزواج هو امن واستكانة بين شخصين هو دمج شخصين بشخص واحد من الممكن للرجل ان يبتعد عن اخيه عن امه عن ابيه ومن الممكن ان يعيش غني او فقير او ملك لكن امه او اخيه اوابيه على خلاف ذلك لكن من المستحيل ان يبتعد عن زوجته او هو غني وهي فقيرة  او بالعكس  فالزوج تبع للزوجة والزوجة تبع للزوج حتى لو اصبح ملك فهي ملكة ولواصبح رئيسا فيطلق عليها السيدة الاولى
فالمرأة مسؤولة عن نفسها مسؤولة عن تصرفها امام الله  عن افعالها عن اعمالها وليس زوجها او ولي امرها فكل الاديان دعت الانسان سواء كان امرأة او رجل الى الايمان الى العمل الصالح الى الصدق والامانة  وحثهم على العلم والعمل المفيد وحب الاخرين والتضحية لهم وحرم عليهم الكفر والكذب والخيانة والجهل وكره الاخرين
كيف بمكن للانسان سواء كان رجل او امرأة ان يصل الى هذا المستوى ويطبق اوامر الله لا شك الا اذا كان حرا مسؤول عن تصرفه لهذا ليس امام المرأة من وسيلة لمعرفة الله الا اذا كانت حرة اي انها مسؤولة عن تصرفها
 


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25247
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29