• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لعبة قطع الرؤوس .
                          • الكاتب : معمر حبار .

لعبة قطع الرؤوس

طفل لايعرف من دنياه غير اللهو والعبث، تستقدمه مجموعة مسلحة قامت "لتحرير !"  دولة العرب من العرب، لتردي أخا لها في الدين والدنيا أرضا، وتضع رأسه على حجرة، لتسهل عملية قطع الأعناق، بعدما تمّ قطع الأرزاق، ويُعطي السيف للبراءة ليجهز على أب أو أخ أو عمّ أو خال،  فيفصل الرأس عن الجسد، بعد محاولتين أو ثلاث من طرف الطفل البريء الذي لم يستطع جسده الطري حمل السّيف.
وفي جوّ كله فرح وسرور، يوضع الرأس على ظهر الجسد، وتّأخذ صورة تذكارية للجسد المفصول عن الرأس، تتخللها صيحات الله أكبر، وكأن بلاد الشام فتحت من جديد.
وقبلها، يُفصل جسد الطيار الذي قصف الحجر والبشر عن رأسه، وترسل الصورة ليراها القائد والعدو وأهله وأحباءه، وتستمر لعبة قطع الأعناق من طرف كل من تمكّن من عنق أخيه وصاحبته وبنيه.
إن الحجاج بن يوسف الثقفي، حينما أمعن في قطع رقاب الأبرياء من أهل الفضل وعامة النّاس، استنكر عليه العالم والجاهل فعلته، وحين قُتل سيّدنا الزبير بن العوام، وعُلّق جسده على أبواب مكة، واجهته امرأة ضعيفة بقولها، أما آن لهذا الفارس أن يترجل، وماكان منه إلا أن استجاب لطلبها، فكُفّن ودفن بما يليق بمقامه.
وفي المقابل، يُعفى الغريب وابن البلد من "إقامة الحدود الشرعية عليه !"، ويُجازى في المقابل بإرساله إلى سورية ليقيم "حدود قطع الأعناق !"على أهل الوطن،  واتّخاذها لُعبة يتسلّى بها أمام الأنظار.
ومنذ 3 ساعات خلت، وعبر إذاعة الشلف، يُسأل المفتي يوسف العجري عن حكم قتل الحيوان الضار، فيجيب قائلا، لايجوز تعذيبه ولا حرقه ولا إهانته، ويواصل قائلا، من قتل قطا بالخطإ، فعليه الاستغفار.
إننا في الجزائر، وخلال العشرية الحمراء، عشنا مرارة قطع الأعناق، ولا يرضى عاقل بعد ذلك، أن يعيش إخوته وأحبّته في المغرب والمشرق، تلك الأيام المريرة العصيبة. ومن أضعف الإيمان أن يتوقف الأخ والجار عن إرسال المزيد من الحطب، فاللّهيب إذا امتد أتى على الدار ومن حولها، ومن اتّخذ من قطع الأعناق هوايةً، لامحالة سبُتلى على يد من سلّطه على غيره.


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : معمر حبار ، في 2012/12/15 .

السلام عليكم

هو فعلا كما قلت وتفضلت
أدام الله ملاحظاتك القيمة، فلا تحرمنا إياها

أخوك صاحب المقال: معمر حبار


• (2) - كتب : munther ، في 2012/12/15 .

سيدي الفاضل لم يُقتل سيدكم الزبير في مكة بل قتل في البصرة في معركة الجمل الشهيرة بقيادة ام المؤمنين عائشة بنت أبي بكر بعد خروجهما على الخليفة ونقض بيعته. وقبره في البصرة بقضاء الزبير الذي حمل اسمه. والذي علق في الكعبة هو ابنه عبد الله بن الزبير قتله الخليفة الاموي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25274
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28