• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكوفة في عصر الظهور عاصمة الدولة العالمية .
                          • الكاتب : فلاح العيساوي .

الكوفة في عصر الظهور عاصمة الدولة العالمية

قال أبو سعيد الخدري: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:( الكوفة جمجمة العرب ورمح الله تبارك وتعالى وكنز الأيمان )(1).

 

ربما يسأل البعض فيقول أن الكوفة أصبحت مصرا في سنة 17 هجريا والرسول الأعظم (ص) رحل إلى عالم الخلود سنة 11 للهجرة؟.. وذكرها ومدحها على لسان رسول الله (ص) لا يستوعبه البعض؟..

 

فنقول: أن هذا التساؤل غريب!،، لكون أن الناطق بوحي من الله تعالى (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)(2)، لا يخفى عليه ما سوف يكون إلى يوم القيامة، وعلمه هو من علم الله عز وجل الذي قال له في كتابه الحكيم (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً )(3)، وما كان له لزم لأوصيائه بعده (عليهم السلام) فهم خزان علم الله وأمنائه في أرضه، ولا ريب أن ذكر الكوفة ومدحها له غايات، منها أعلام الناس لما لها من أهمية واقعية عبر الأيام والعصور التالية ومنها أبراز مكانتها المستقبلية لحكم العالم في الدولة الإلهية العالمية على يد أمام العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، وللوقوف على أهمية الكوفة لمستقبل الإسلام المحمدي، ودورها الريادي في حركة الظهور، نسلط الأضواء على مجموعة من الروايات الواردة في الكوفة المقدسة على لسان أئمة أهل البيت المعصومين (عليهم السلام) في هذا الشأن، ونقسم الروايات إلى قسمين:

 

أولا: الكوفة قبل الظهور:

 

فللكوفة أهمية ودور فاعل قبل الظهور وأبان الظهور المبارك وبعده إلى ما شاء الله عز وجل، وهنا نستعرض الروايات التي تحدثت عن علامات الظهور، تحت عناوين مختارة، للوقوف على كبر وحجم دور الكوفة قبل الظهور وأيامه المباركة.

 

خروج الشيصباني (الشيطاني) قبل السفياني:

 

عن جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) عن السفياني، فقال:( وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني، يخرج من أرض كوفان، ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم، فتوقعوا بعد ذلك السفياني، وخروج القائم (عليه السلام))(4).

 

 

 

 

هدم حائط مسجد الكوفة:

 

عن خالد القلانسي، عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) أنه قال:( إذا هدم حائط مسجد الكوفة من مؤخره مما يلي دار ابن مسعود، فعند ذلك زوال ملك بني فلان، أما إن هادمه لا يبنيه )(5).

 

وعن الحسين بن المختار عن أبى عبد الله (الصادق) (عليه السلام) قال:( إذا هدم حايط مسجد الكوفة مما يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك القوم، وعند زواله خروج القائم عليه السلام )(6).

 

وعن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام): حتى انتهى إلى مسجد الكوفة وكان مبنياً بخزف ودنان وطين فقال: ( ويل لمن هدمك، وويل لمن سهَّل هدمك، وويل لبانيك بالمطبوخ، المغير قبلة نوح، طوبى لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي، أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة )(7). 

 

وقعة قرب مسجد الكوفة:

 

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) قال:( إن لولد فلان عند مسجدكم يعني مسجد الكوفة لوقعة في يوم عروبة، يقتل فيها أربعة آلاف من باب الفيل إلى أصحاب الصابون، فإياكم وهذا الطريق فاجتنبوه، وأحسنهم حالا من أخذ في درب الأنصار )(8).

 

وعن أبى بصير عن أبى عبد الله (الصادق) (عليه السلام) قال:( لا يذهب ملك هؤلاء حتى يستعرضوا الناس بالكوفة في يوم الجمعة، لكأني انظر إلى رؤوس تندر فيما بين باب الفيل وأصحاب الصابون )(9).

 

قتل بين الكوفة والحيرة:

 

عن جابر عن أبي جعفر (الباقر) (عليه السلام) أنه قال:( يا جابر لا يظهر القائم حتى يشمل ( الناس ب‍ ) الشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه ويكون قتل بين الكوفة والحيرة، قتلاهم على سواء، وينادي مناد من السماء )(10).

 

وعن جابر قال: قلت لأبي جعفر (الباقر) (عليه السلام) متى يكون هذا الأمر ؟ فقال:( أنى يكون ذلك يا جابر ولما يكثر القتل بين الحيرة والكوفة )(11).

 

وعن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر(عليهما السلام):( ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة، وعدتهم سبعون ألفا، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا، فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طيا حثيثا، ومعهم نفر من أصحاب القائم، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ).(الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة)(12).

 

أقول: يحتمل إن القتل الذي يحدث بين الحيرة والكوفة في الروايتين السابقتين هو نفس القتل المذكور في الرواية الأخيرة وهذا يعني إن القتل بين الحيرة والكوفة يكون على يد جيش السفياني بقيادة احد قادة جيشه.

 

نزول الرايات السود في الكوفة:

 

عن جابر، عن أبي جعفر (الباقر) (عليه السلام) قال:( تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان، الكوفة، فإذا ظهر المهدي بمكة بعث إليه بالبيعة )(13).

 

وعن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي (الباقر) (عليهما السلام) أنه قال:( وقال: لابد لبنى فلان من أن يملكوا فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هذا من هنا وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما، أما إنهم لا يبقون منهم أحدا، خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا )،(الحديث طويلا أخذنا منه موضع الحاجة)(14).

 

السفياني يغزو العراق:

 

عن جابر عن أبي جعفر (الباقر) (عليه السلام):( إذا ظهر السفياني على الابقع وعلى المنصور والكندي والترك والروم، خرج وصار إلى العراق، ثم يطلع القرن ذو الشفا، فعند ذلك هلاك عبد الله . ويخلع المخلوع ويتسبب أقوام في مدينة الزوراء على جهل فيظهر الاخوص على مدينة عنوة فيقتل بها مقتلة عظيمة، وتقتل ستة أكبش من آل العباس، ويذبح فيها ذبحا صبرا ثم يخرج إلى الكوفة )(15).

 

دخول السفياني العراق:

 

عن جابر، عن أبي جعفر (الباقر) (عليه السلام) قال:( إذا ظهر الابقع مع قوم ذوي أجسام فتكون بينهم ملحمة عظيمة، ثم يظهر الاخوص السفياني الملعون فيقاتلهما جميعا فيظهر عليهما جميعا، ثم يسير إليهم منصور اليماني من صنعاء بجنوده وله فورة شديدة يستقل الناس قبل الجاهلية، فيلتقي هو والاخوص وراياتهم صفر وثيابهم ملونة، فيكون بينهما قتال شديد، ثم يظهر الاخوص السفياني عليه، ثم يظهر الروم وخروج إلى الشام، ثم يظهر الاخوص، ثم يظهر الكندي في شارة حسنة، فإذا بلغ تل سما فأقبل، ثم يسير إلى العراق، وترفع قبل ذلك ثنتا عشرة راية بالكوفة معروفة منسوبة، ويقتل بالكوفة رجل من ولد الحسن أو الحسين يدعو إلى أبيه، ويظهر رجل من الموالي فإذا استبان أمره وأسرف في القتل قتله السفياني )(16).

 

النفس الزكية الشهيد في ظهر الكوفة (النجف الأشرف):

 

جاء في الخطبة المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام التي تسمى المخزون، قوله:( وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين )(17).

 

وقال الشيخ المفيد في تعداد علامات الظهور:( وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين )(18).

 

وقال العلامة الشيخ علي الكوراني:( وأما النفس الزكية التي تقتل في سبعين من الصالحين بظهر الكوفة، فأوضح من تنطبق عليهم ممن قتلوا في النجف إلى الآن، هو الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) فقد قتل في أكثر من سبعين، ومعناه أن سبعين منهم صالحون، أو قد يكون العدد للتكثير )(19).

 

أقول: دلت الروايات الشريفة السابقة على محورية الكوفة في خضم الأحداث الواقعة قبيل عصر الظهور ولأهميتها وكبر شأنها يستبق إليها السفياني من سوريا، والخراساني من إيران واليماني من اليمن، وتقع فيها معارك حامية الوطيس تذهب بأرواح عدد كبير من الناس، وقد تعرضت الكوفة في العصر الحديث إلى عدة أحداث وفجائع على يد طاغية العراق المقبور، وتعرضت إلى هدم وقصف ومجازر في سنة 2004 م، على يد قوات الاحتلال الأمريكي للعراق، والمستقبل القادم فيه الكثير من البلاء والامتحان الذي يجب الصبر عليه وتحمله من اجل القضية الإسلامية كما هو صريح روايات أهل بيت العصمة (عليهم السلام)، عصم الله الكوفة المقدسة وأهلها من فجائع الزمان.

 

الكوفة العلوية المقدسة وقم المقدسة:

 

عن الأمام الصادق (عليه السلام) أنه ذكر الكوفة فقال:( ستخلو كوفة ( الكوفة ) من المؤمنين، ويأرز عنها العلم كما تأرز الحية في جحرها، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم، وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال، وذلك عند قرب ظهور قائمنا، فيجعل الله قم وأهله قائمين مقام الحجة، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجة، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب، فتتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم، ثم يظهر القائم (عليه السلام) ويسير ( ويصير ) سببا لنقمة الله وسخطه على العباد، لان الله لا ينتقم من العباد إلا بعد إنكارهم حجة )(20).

 

أقول: مرت الكوفة من عهد الأمام الصادق (عليه السلام) إلى عهدنا هذا بعدة مراحل صدق عليها حديث الأمام، فقد خلت من المؤمنين من أتباع مذهب أهل البيت وخلت من علوم الفقه والدين، وقد عاد إليها المؤمنين حتى أصبحت تعلوا فيهم، لكن لم يعد إليها العلم كما هو ألان ومن قبل ألف سنة في حوزة النجف الأشرف العلمية التي أسسها الشيخ الطوسي والتي تزخر بالعلم والعلماء الأعلام قدس الله أسرار الماضين منهم وأعلى مقام الباقين، أتباع مدرسة الأمام الصادق (عليه السلام)، وأن تعد النجف الأشرف من الكوفة فهي ظهرها فالشهرة لأسم النجف الأشرف وليس للكوفة فيه نصيب لهذا وجب علينا نحن ابنا الكوفة المقدسة أن ننهض في سبيل رفع اسم الكوفة عاليا في سماء العلم والمعرفة، ولا ريب أن هذا السبيل فيه رضا إمامنا الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف.

 

سنة ظهور الإمام يفيض الفرات ويدخل أزقة الكوفة:

 

عن أَبي عبد الله عليه السلامُ (الصادق) قالَ:( سنة الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل على أزقة الكوفة )(21).

 

أقول: هذه العلامة قد خصصت لأهل الكوفة وهذا من فضل الله تعالى عليهم خاصة كي لا يلبس عليهم أمر الظهور المبارك بعد تشكيك الناس وتلبيس إبليس اللعين في الصيحة الثانية، فجمع هذه العلامة مع بقية العلامات زيادة باليقين، إن كانت سابقة عن الصيحة أو بعدها بوقت قصير لكونها في سنة الظهور على الخصوص.

 

ثانيا: الكوفة وقت الظهور وبعده:

 

سيكون ظهور الأمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) في مكة المكرمة كما صرحت به الروايات، ولكن ستكون عينه على الكوفة المقدسة، وكما اتخذها أمير المؤمنين (عليه السلام) عاصمة للخلافة الإسلامية تاركا المدينة المنورة، فسيرحل الأمام المهدي (عجل الله فرجه) إلى الكوفة ليتخذها عاصمة للدولة الإلهية العالمية، ويحكم العالم بأسره منها، وهذه كرامة عظيمة للكوفة وللمؤمنين من أهلها، نالوا استحقاقها بقوة أيمانهم وعقيدتهم وصبرهم على عظيم البلاء والامتحان ولهذا فليعمل المؤمنين أتباع أهل بيت النبوة، كما هو ظاهر الروايات التالية:

 

الرحلة إلى مطار النجف الأشرف:

 

عن جابر قال: قال أبو جعفر (الباقر) (عليه السلام) في قول الله تعالى ( في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر ) قال:( ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيها، هو حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل )(22).

 

وعن أبى حمزة عن أبى جعفر (الباقر) (عليه السلام) قال:( قال يا حمزة كأني بقائم أهل بيتي قد علا نجفكم، فإذا علا نجفكم نشر راية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر )(23).

 

وقال أبو جعفر (الباقر) (عليه السلام):( انه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق فهذا حين ينزل وأما ، قضى الأمر ، فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر )(24).

 

وروي عن محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول: سمعت أبي يقول: سئل أبو محمد الحسن بن علي (العسكري) (عليهما السلام) وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه (عليهم السلام): إن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فقال:( إن هذا حق كما أن النهار حق، فقيل له: يا ابن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك؟ فقال: ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقاتون، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الإعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة )(25).

 

الأمام المهدي (عليه السلام) ينزل الكوفة ويقسم الجنود منها:

 

عن أبى بكر الحضرمي عن أبى جعفر (الباقر) (عليه السلام) قال:( كأني بالقائم عليه السلام على نجف الكوفة، قد سار أليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه، وهو يفرق الجنود في البلاد )(26).

 

أخراج أسلحة لجيش الأمام المهدي من ارض الكوفة:

 

عن ابن الحجاج عن الصادق (عليه السلام) قال:( إذا قام القائم (عليه السلام) أتى رحبة الكوفة فقال برجله هكذا وأومأ بيده إلى موضع ثم قال: احفروا هاهنا، فيحفرون فيستخرجون اثني عشر ألف درع واثني عشر ألف سيف واثني عشر ألف بيضة لكل بيضة وجهان ثم يدعو اثني عشر ألف رجل من الموالي (من العرب) والعجم، فيلبسهم ذلك، ثم يقول: من لم يكن عليه مثل ما عليكم فاقتلوه )(27).

 

امتحان أصحاب المهدي (عليه السلام) في الكوفة:

 

عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) أنه قال:( كأني بالقائم (عليه السلام) على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب، فيفكه فيقرؤه على الناس فيجفلون عنه إجفال الغنم فلم يبق ( فلا يبقى ) إلا النقباء، فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه، وإني لأعرف الكلام الذي يتكلم به )(28).

 

وعن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (الصادق) (عليه السلام):( كأني أنظر إلى القائم (عليه السلام) على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر، وهم أصحاب الألوية وهم حكام الله في أرضه على خلقه، حتى يستخرج من قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب، عهد معهود من رسول الله صلى الله عليه وآله، فيجفلون عنه إجفال الغنم البكم، فلا يبقى منهم إلا الوزير وأحد عشر نقيبا، كما بقوا مع موسى بن عمران (عليه السلام)، فيجولون في الأرض ولا يجدون عنه مذهبا فيرجعون إليه، والله إني لأعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به )(29).

 

وجاء في معجم أحاديث الأمام المهدي (عليه السلام) تعقيبا على هذه الرواية المتقدمة ملاحظة مهمة وهي:( قد يفهم من الرواية أن هذا الامتحان من المهدي (عليه السلام) لمدى وعي أصحابه وتحملهم يكون بعد أن يفتح العالم ويوزعهم حكاما على البلاد، وأن القصد من الاختبار إعدادهم  لمرحلة جديدة كالانفتاح على السماء والآخرة مثلا).

 

مسجد السهلة المعظم هو بيت الأمام عليه السلام:

 

عن صالح بن أبي الأسود قال: قال أبو عبد الله (الصادق) (عليه السلام) وذكر مسجد السهلة فقال:( أما إنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله )(30).

 

وروى الشيخ المفيد عن صالح بن أبى الأسود عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) قال:( ذكر مسجد السهلة فقال: أما انه منزل صاحبنا أذا قدم بأهله )(31).

 

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) قال: قال لي:( يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم (عليه السلام) في مسجد السهلة بأهله وعياله قلت: يكون منزله جعلت فداك؟ قال: نعم، كان فيه منزل إدريس، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمان، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه وفيه مسكن الخضر (والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلى الله عليه واله وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه). قلت: جعلت فداك؟ لا يزال القائم فيه أبدا؟ قال: نعم، قلت: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق، قلت: فما يكون من أهل الذمة عنده؟ قال: يسالمهم كما سالمهم رسول الله صلى الله عليه واله، ويؤدون الجزية عن يد وهم صاغرون قلت: فمن نصب لكم عداوة؟ فقال: لا يا ابا محمد ما لمن خالفنا في دولتنا من نصيب إن الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا، فاليوم محرم علينا وعليكم ذلك فلا يغرنك أحد، إذا قام قائمنا انتقم لله ولرسوله ولنا أجمعين )(32).

 

الأمام المهدي (عليه السلام) يحكم العالم من مسجد الكوفة:

 

عن المفضل بن عمر قال: سألت سيدي الصادق عليه السلام (في حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة) قلت: يا سيدي فأين تكون دار المهدي، ومجتمع المؤمنين ؟ قال:( دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين. قال المفضل: يا مولاي كل المؤمنين يكونون بالكوفة ؟ قال: إي والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها، وليبلغن مجالة فرس منها ألفي درهم وليودن أكثر الناس أنه اشترى شبرا من أرض السبع بشبر من ذهب، والسبع خطة من خطط همدان، وليصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا وليجاورن قصورها كربلا، وليصيرن الله كربلاء معقلا ومقاما تختلف فيه الملائكة والمؤمنون وليكونن لها شأن من الشأن، وليكونن فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربه بدعوة لأعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا ألف مرة )(33).

 

 

 

مسجد الكوفة المعظم منار المعرفة للعالم:

 

عن حبة العرني قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):( كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة، وقد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما انزل، أما إن قائمنا إذا قام كسره وسوى قبلته )(34).

 

وعن رفيد مولى أبي هبيرة، عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) قال: قال لي:( يا رفيد كيف أنت إذا رأيت أصحاب القائم قد ضربوا فساطيطهم في مسجد الكوفة، ثم أخرج المثال الجديد، على العرب شديد. قال: قلت: جعلت فداك ما هو؟ قال: الذبح، قال: قلت: بأي شيء يسير فيهم بما سار علي بن أبي طالب عليه السلام في أهل السواد؟ قال: لا يا رفيد إن عليا سار بما في الجفر الأبيض، وهو الكف، وهو يعلم أنه سيظهر على شيعته من بعده وإن القائم يسير بما في الجفر الأحمر وهو الذبح، وهو يعلم أنه لا يظهر على شيعته )(35).

 

عيون تنبع من مسجد الكوفة المعظم:

 

عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) قال:( قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف مسجد الكوفة: في وسطه عين من دهن، وعين من لبن، وعين من ماء، شراب للمؤمنين وعين من ماء طهور للمؤمنين )(36).

 

وعن جابر، عن أبي جعفر (الباقر) (عليه السلام) قال (في حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة):( ثم إن الله يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن وعينا من ماء وعينا من لبن )(37).

 

سيكون للأمام المهدي (ع) منبر في الصحن الحيدري الشريف:

 

عن مبارك الخباز قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):( أسرجوا البغل والحمار في وقت ما قدم وهو في الحيرة قال: فركب وركبت حتى دخل الجرف، ثم نزل فصلى ركعتين ثم تقدم قليلا آخر فصلى ركعتين، ثم تقدم قليلا آخر فصلى ركعتين، ثم ركب ورجع فقلت له: جعلت فداك ما الأوليتين والثانيتين والثالثتين؟ قال: الركعتين الأوليتين موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، والركعتين الثانيتين موضع رأس الحسين (عليه السلام)، والركعتين الثالثتين موضع منبر القائم (عليه السلام))(38).

 

الأمام المهدي (ع) يبني اكبر مسجد في العالم في ظهر الكوفة:

 

عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام يقول:( أذا قام قائم آل محمد عليه السلام بنا في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب، واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلا )(39).

 

وعن المفضل بن عمر أيضا قال:سمعت أبا عبد الله (الصادق) (عليه السلام) يقول:( إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، واستغنى الناس ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر لا يولد فيهم أنثى، ويبني في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهر كربلا وبالحيرة، حتى يخرج الرجل يوم الجمعة على بغلة سفواء يريد الجمعة فلا يدركها )(40).

 

بناء مسجد كبير بالحيرة:

 

عن حبة العرني قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحيرة فقال:( ليتصلن هذه بهذه - وأومأ بيده إلى الكوفة والحيرة - حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير، و ليبنين بالحيرة مسجدا له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم (عليه السلام) لان مسجد الكوفة ليضيق عليهم، وليصلين فيه اثنا عشر إماما عدلا قلت: يا أمير المؤمنين ويسع مسجد الكوفة هذا الذي تصف الناس يومئذ؟ قال: تبنى له أربع مساجد مسجد الكوفة أصغرها، وهذا، ومسجدان في طرفي الكوفة، من هذا الجانب وهذا الجانب - وأومأ بيده نحو نهر البصريين والغريين )(41).

 

بعض أعمال الأمام المهدي (عليه السلام) في العراق:

 

عمرو بن شمر عن أبى جعفر (الباقر) عليه السلام قال:( ذكر المهدي فقال: يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت، فتصفو له ويدخل حتى يأتي المنبر، فيخطب فلا يدرى الناس ما يقول من البكاء، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلى بهم الجمعة، فيأمر ان يخط له مسجد على الغري، ويصلى بهم هناك، ثم يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين عليه السلام نهرا يجرى إلى الغريين، حتى ينزل الماء في النجف، ويعمل على فوهته القناطير والارحاء، فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الارحاء فتطحنه بلا كرى )(42).

 

اسعد الناس بالمهدي (عليه السلام) هم أهل الكوفة:

 

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله):( يملك المهدي تسعا أو عشرا، أسعد الناس به أهل الكوفة )(43).

 

وعن عبد الله بن عمر قال:( يا أهل الكوفة، أنتم أسعد الناس بالمهدي )(44).

 

وجاء في معجم أحاديث الأمام المهدي (عليه السلام) تعقيبا على هذه الرواية المتقدمة ملاحظة مهمة وهي:( قد يشكل على الأحاديث التي ورد فيها أسم الكوفة أو غيرها من المدن التي مصرت ووضعت أسماؤها بعد النبي (صلى الله عليه وآله) أو لم تكن مشهورة، إلا أن يقال بأن ذلك من إخباره (صلّى الله عليه وآله وسلم) بالمغيبات على نحو الأعجاز، وهو كثير في الأحاديث ).

 

رفقاء الأمام المهدي من أهل الكوفة:

 

عن أبي الطفيل عن علي (عليه السلام):( إذا قام قائم أهل محمّد جمع الله له أهل المشرق، وأهل المغرب، فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف، فإما الرفقاء فمن أهل الكوفة، وإما الإبدال فمن أهل الشام )(45).

 

اجتماع المؤمنين في الكوفة:

 

عن الحضرمي، عن أبي جعفر (الباقر) (عليه السلام) قال:( جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره. وعنه (الأمام الباقر) (عليه السلام) قال: إذا قام القائم ودخل الكوفة لم يبق مؤمن إلا وهو بها )(46).

 

استحباب التمسك بالعقار في الكوفة:

 

ومن كتاب الفضل بن شاذان رفعه، عن سعد، عن أبي محمد الحسن بن علي (العسكري) (عليه السلام) قال:( لموضع الرجل في الكوفة أحب إلي من دار في المدينة. وعنه، عن سعد بن الأصبغ قال: سمعت أبا عبد الله (الصادق) (عليه السلام) يقول: من كانت له دار بالكوفة فليتمسك بها )(47).

 

نهاية إبليس اللعين في مسجد الكوفة المعظم:

 

عن وهب بن جميع مولى إسحق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول إبليس: رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى  يوم الوقت المعلوم، قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو؟ قال:( الإمام الصادق (عليه السلام)):( يا وهب أتحسب أنه يوم يبعث الله فيه الناس؟ أن الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا، فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة، وجاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم هو الوقت المعلوم )(48).

 

أقول: لا شك أن نهاية إبليس اللعين في مسجد الكوفة بهذه الصورة المفرحة للمؤمنين، هو حدث ذا أعجاز كبير وفيه نهاية الظلم والفساد في العالم، على يد المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ومتعنا بدولته الكريمة المباركة، وسوف يكون انطلاق العدل والقسط من الكوفة المقدسة ومسجدها المعظم إلى العالم بأسره، ويتحقق ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:( المهدي من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم، يأتي بذخيرة الأنبياء (عليهم السلام) ، فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً )(49). 

_______________________________________________________

 

الهامش:

 

1- الكافي: ج6 ب173 ح1 ص243 .

2- سورة النجم: الآية: (3-4) .

3- سورة طه: الآية: (114) .

4- الغيبة للنعماني: ب18 ح8 ص302 .

5- الغيبة للنعماني: ب14 ح57 ص276 .

6- الإرشاد: ج2 ب40 ح13 ص351 .

7- الغيبة للطوسي : ح495 ص283 .

8- الإرشاد: ج2 ب40 ح19 ص352 .

9- الإرشاد: ج2 ب40 ح17 ص352 .

10- الغيبة للنعماني: ب14 ح65 ص279 .

11- الإرشاد: ج2 ب40 ح12 ص351 .

12- الغيبة للنعماني: ب14 ح67 ص280 .

13- كتاب الفتن: ص85 .

14- الغيبة للنعماني: ب14 ح13 ص253 .

15- كتاب الفتن: ص82 .

16- كتاب الفتن: ص78 .

17- مختصر البصائر: ص199 .

18- الإرشاد: ج2 ص368 .

19- دراسة أولية في علامات الظهور .

20- بحار الأنوار: ج57 ب36 ح23 ص214 .

21- الإرشاد: ج2 ب40 ح21 ص352 .

22- تفسير العياشي ج1 ح301 ص103 .

23- تفسير العياشي ج1 ح302 ص103 .

24- تفسير العياشي ج1 ح303 ص103 .

25- كمال الدين: ج2 ب38 ح9 ص409 .

26- الإرشاد: ج2 ح1 ص362 .

27- بحار الأنوار:ج52 ب27 ح179 ص377 .

28- الكافي: ج8 ح185 ص167 .

29- كمال الدين: ج2 ب58 ح25 ص672 .

30- الكافي: ج3 ح2 ص495 .

31- الإرشاد: ج2 ح3 ص362 .

32- بحار الأنوار:ج52 ب27 ح177 ص376 .

33- بحار الأنوار:ج53 ب25 ح1 ص11 .

34- بحار الأنوار:ج52 ب27 ح139 ص364 .

35- بحار الأنوار:ج52 ب27 ح18 ص318 .

36- بحار الأنوار:ج52 ب27 ح172 ص374 .

37- بحار الأنوار:ج53 ب25 ح52 ص62 .

38- تهذيب الأحكام: ج6 ب10 ح15 ص34 .

39- الإرشاد: ج2 ص 362 ح2 .

40- الغيبة للشيخ الطوسي: ف8 ح484 ص467 .

41- بحار الأنوار:ج52 ب27 ح173 ص375 .

42- الإرشاد: ج2 ح2 ص362 .

43- معجم أحاديث الأمام المهدي: ج1 ح197 ص305 .

44- معجم أحاديث الأمام المهدي: ج1 ح196 ص304 .

45- منتخب الأثر: ف7 ب6 ح1 ص477 .

46- بحار الأنوار:ج52 ب27 ح197 ص386 .

47- بحار الأنوار:ج52 ب27 ح198 ص386 .

48- تفسير العياشي: ج2 ح14 ص242 .

49- كمال الدين: ج1 ب25 ح5 ص287 .

 

المصادر:

 

1- القران الكريم  -  كلام رب العالمين

 

2- كتاب الفتن -  تأليف أبي عبد الله نعيم بن حماد المروزي ت 229 ه‍.

 

3- الكافي   -   تأليف ثقة الإسلام أبى جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي رحمه الله المتوفى سنة 328 / 329 ه‍.

 

4- تفسير العياشي  -  تأليف المحدث الجليل أبى النظر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي المعروف بالعياشي رضوان الله عليه المعاصر لثقة الإسلام الكليني.

 

5- الغيبة  -   تأليف أبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني المعروف ب(أبي زينب) المتوفى حدود سنة 360 ه‍.

 

6- كمال الدين وتمام النعمة  -  تأليف أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الملقب بالصدوق المتوفى سنة 381 ه‍.

 

7- الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد  -  تأليف أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الشيخ المفيد 336 - 413 ه‍.

 

8- الغيبة  -  تأليف شيخ الطائفة أبى جعفر محمد بن الحسن الطوسي (قدس) المتوفى 460 ه‍.

 

9- تهذيب الأحكام  -  تأليف شيخ الطائفة أبى جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى 460 ه‍.

 

10- مختصر بصائر الدرجات  -  تأليف الشيخ الجليل حسن بن سليمان الحلي تلميذ شيخنا الشهيد الأول من علماء أوائل القرن التاسع.

 

11- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار  -  تأليف العلم العلامة الحجة فخر الأمة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي المتوفى سنة 1110 ه‍.

 

12- منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر (عليه السلام)  -  تأليف الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني، معاصر.

 

13- دراسة أولية في علامات الظهور  -  تأليف العلامة الشيخ علي الكوراني معاصر.

 

14- معجم أحاديث الأمام المهدي عليه السلام  -  تأليف ونشر مؤسسة المعارف الإسلامية تحت أشراف الشيخ علي الكوراني معاصر.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25312
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29