• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قادسية مسعود .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

قادسية مسعود

هناك قضايا لاتحتمل الحوار،يستسلم فيها الجبناء ،وينتصر الأقوياء ،ويحصلوا على مايريدون ،وربما إستعبدوا الناس وأذلوهم وساموهم سوء العذاب كما حصل في تاريخ البشرية الحافل بمثل هذه الحوادث والمشبع بذكريات الصراع المريرة ،ومثل ذلك حصل لأمم تعاقبت في هذه الدنيا الزائلة،وقد إنتهت في أغلبها الى صراع مرير كان من ضحاياه الفقراء،ولست أنسى كيف كان الشيعة والكورد يفقدون أرواحهم في حرب الثمانينيات وكيف كانوا يبادون في الأهوار وفي الجبال وفي صحارى السماوة وآثار الموصل.
كان القادة الكبار في المعارضة العراقية خارج دائرة الخطر اللهم إلا إذا كان هناك نوع من الإستهداف يلاحقهم لأسباب مرتبطة بنوع الحراك المعارض الذي يقودونه ضد السلطة الحاكمة .عندما كان وزير الدفاع في سلطة صدام حسين علي المجيد الذي أطلق عليه الكورد مسمى ( علي كيمياوي ) يتنقل من مكان لآخر في قرى كوردستان ،ويلقي بحمم الموت من طائرات الهليكوبتر على تلك القرى القصية والمدن الفقيرة ويسخر من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان وله في ذلك مقولة شهيرة سمعها الجميع من لسانه في تسجيل مصور ( أنعل أبو الدولي )،في تلك الأثناء لم يكن (علي كيمياوي). يصادف القادة الكورد الفارين الى دول بعيدة، وكان يجد الصبية والنساء والعجائز وقد تحولوا الى جثث متيبسة فقدت كل صلة لها بالحياة ،ومن الناس من قتل وهو يحاول الفرار من سلاح الكيمياوي القاتل.
التصريحات النارية من السياسيين العراقيين لاتكاد تهدأ حتى تتحرك في المنتديات الإعلامية وتثير القلق والخشية من صدام مقبل لامحالة، وخاصة المتعلق منها بقضية الصراع العربي الكوردي المحتدم والذي يتصاعد من جيل لآخر دون ان يتوقف او يعثر له السياسيون على حل وربما أججوه ،بطريقة أو بأخرى ،في هذا السياق خرج علينا النائب عن دولة القانون ياسين مجيد بتصريح غاية في القوة متهما فيه رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني بتأجيج الصراع من خلال زيارته الأخيرة لمدينة كركوك المتنازع عليها مع العرب والتركمان ،واصفا إياه بأنه يحاول التشبه بصدام حسين عندما كان يزور القطعات العسكرية أثناء الحرب مع إيران فيما كان يطلق عليه ( قادسية صدام)، متهما إياه إنه يعمل على التأسيس  ل( قادسية مسعود ) بتواجده بين عناصر البشمركة على حدود المدينة التي يعدها الكورد جزءا من كوردستان الكبرى.
السؤال أيضا،لماذا يتصرف السيد مسعود البرزاني بهذه الطريقة المستفزة ،ولماذا يتعكز على خلافات المركز بين القوى السياسية الأساسية،ولماذا يكرر زياراته لكركوك ويثير ريبة العرب والتركمان الذين لايمكن أن تذهب كركوك لحظيرة الإقليم بوجودهم ،والجميع يعرف ذلك من سياسيين ومثقفين وعشائريين وعلماء دين وفئات مجتمعية متعددة ،تدرك إن العراق ماض الى صراع خطير للغاية يؤكد الكورد عليه من خلال رغبتهم بإستغلال الأوضاع الحالية وضعف المركز لتحقيق طموح إعلان الدولة الكوردية القادمة لامحالة ؟
بالفعل الأوضاع خطيرة في ظل مراهقة سياسية تحكم بعض الأطراف التي تعمل على إشعال النار دون تفكير بمستقبل البلاد ومايمكن أن يصيبها من وهن وربما إنهيار ،وليس من تباشير خير في الأفق.لاأدري مالذي يجري؟ .
 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25329
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29