• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زاد الطين بله .
                          • الكاتب : واثق الجابري .

زاد الطين بله

في كل يوم يتنزع الامل من النفوس وتتباعد المسافات بين السلطة والمواطن , ازمات متوالية تقتل التطلعات وتنزع الثقة من القائمين على قمة الهرم  , وفي غياب رؤية للحول وتعمد التمويه  بالافعال  لتحول مفهوم طبيعة الحكم بما ينطبق مع اي  مسمى يليق ويناسب لها  الذي عادة ما يدفع القائمين والمجتمع لأقتفاء الأثر لتسميتها وتعود عليه بتأثيرها العملي و النفسي , حكومات متتالية تناوب بعد 2003 بمسميات مختلفة  منها حكومة الوحدة الوطنية وحكومة الشراكة لم تعمل على انضاج ما اطلق عليها من صفات تلك التسميات , حكومة اليوم دائمة التلاحق في الازمات خجلة او مصرة من الاعتراف   بالأخطاء ليقول المواطن انها حكومة الازمات  بعد ان عملت اغلب اطرافها على إذكاء الفتن والتلويح بالملفات والتهديد بها بالابتزاز  حينما تشعر ان الخطر يكشف اوراقها مستغلة ومشكلة وعي الجمهور لتدفع بالرأي العام للحشد بتوجهات تعزز الانقسام ساعية لزيادة رصيدها على حساب الرصيد الوطني , إذ لا تتراجع من علاج الازمة بالازمة والفساد بالمفسدة والخطأ بالخطيئة والعقدة بالتعقيد  لم تستفد من اخطائها ولم تصغي لنقادها او ناصحها  عازفة على وتر الخلافات لاعبة ّ  بالمشاعر والانقسام وترك المواطن وحيداّ لمواجهة ابسط الاخطار وابسط الأمطار , تناست واجباتها الاساس وتوفير الخدمة والراحة للمواطن وما يعيق حياته العامة برصد الحوادث والكوارث وتغيرات البيئة , العراق بلد يهدده الجفاف وما امطرت السماء بخيرها وليس بمنة السياسين  12 ساعة حتى غرقت الشوارع  والبيوت وسقط من سقط على رؤوس اهلها وما لحق من اضرار جسيمة جراء ضعف الاستعدادات والرصد واللامبلاة وردها كبقية حلولها  الناقصة التي تعود العراقيون عليها كل مرة بأعطاء عطلة رسمية في بلد اكثر من ثلث سنته عطل وعمل معطل وانتاج لا يتجاوزمعدل  17 دقيقة يومياّ, الازمة الحقيقية هي حينما لا يجد المسؤول لنفسه الا الهروب من مواجهة الحقائق والتمسك بالصمت والاختباء   وبالأمس رأينا الرئيس الامريكي ومنافسه يقطعون حملتهم الانتخابية ويتفقدون مناطق الأعصار ويبكون عليها وربما لو شاهدوا مناطقنا وعوائل تحلم ان تحصل على 100 ألف دينار للنايلون لتغطية سقوفها المتهالكة  لسالت دموعهم دماء وتلك اليابان بعد الكارثة تعطي ستة اشهر من العمل المتواصل دون عطلة لتعوض ما فاتها , الحكومة ادرك فشلها في مواجهة اي طاريء وتكشفت اقنعتها  بالاستفادة من  رحمة الرحمن وعطلت مؤوسساتها وعطلت  العمل للكثير من الكاسبين  لرزق ينتظروه بعد ان اصبح العيش بكد يومي وهذا الأجراء امتصاص لغضب الشارع ومنع  تداول الحديث المعروف ( حديث الكيا ) والشارع  وتذمر المواطن من ردود الافعال الشعبية  وليتها استفادت من الامطار السابقة التي حلم العراقيون بهطولها كي تخضر اراضيهم التي يهددها الجفاف لتذهب تلك النعم للبحار كما تذهب اموال وخيرات العراق لبحارة الفساد ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25718
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29