من منّا لا يحب السينما ، وليس لديه أفلام مفضلة ،
نختلف في تلك (المفضّلة ) إلا أننا لا نختلف في السينما ،
من أفلامي المفضلة هو فيلم (Gladiator ) و (Last samurai ) لهذين الفلمين جوانب مشتركة منها أنني أحبهما ،
ومنها أنهما يمثلان سرقة حضارية وتشويه للتاريخ ،
(Gladiator ) يحكي قصة العبد (سبارتاكوس ) قائد ثورة العبيد في روما ، حيث كان الرومانيون يقيمون مباريات قتالية للعبيد و" يستمتعون " بمشاهد القتل ، في هذا الفيلم يخبرنا الكاتب أن (سبارتاكوس ) لم يكن عبداً وإنما قائداً كبيراً ومقرباً من الملك يرى فيه خليفة له وزوجاً لأبنته وليس قائد جيشه فحسب ، إلا أن صراعاً بينه وبين ابن الملك الذي خشي على ملك والده أوصله إلى قتال غير متكافئ يفقده وعيه ليستيقظ ويجد نفسه في قفص العبيد ، الذي يؤدي إلى حلبة القتال، فيقود بعدها ثورة عرفت باسم "ثورة العبيد " التي تنادي بوقف القتل من أجل المتعة ، ، استكثر الكاتب أن يشُم " العبيد " نسائم الثورة ونسب هذه الكرامة إلى الطبقة الارستقراطية، لم ينادي هذا القائد بوقف القتال حينما كان أرستقراطياً ، ببساطة إن الكاتب سرق حلمهم وجردهم من إنسانيتهم سرق المجد الذي حققوه و احتكر الكرامة بطبقة معينة ، وهذه رسالة خطيرة يمكن أن تُرى
في فيلم (Last samurai ) في مصادرة وقحة لتراث الأمم حيث يكون آخر رجال الساموراي "اليابانيين" رجل غربي ، وكأنهم هم الرجال الوحيدون على هذه الأرض ، فلا الأسود ولا الآسيوي يستطيعون أن يصنعوا مجداً أو يعطوا درساً في الحرية ..
من لم يكن له تاريخ ومنجز إنساني .. " يصنّع و يلزّك "
مثل "سوبرمان و بات مان و سبايدر مان ورامبوا قاهر الجيوش ...الخ " ، بل يعمَد إلى سرقة كل منجز إنساني وينسبه إليه ..
ربما نتفهم هذه "التلزيكات " والسرقات ليسدوا به نقصاً ما ،
لكن الغريب فعلاً أن يقوم من لديه أبطال قل نظيرهم في الإنسانية إلى تجاهل تاريخه والتخلي عن المُثل العليا في أمته ،
عندما نتحدث عن شجاعة علي أو عدالة علي وبلاغته عن كلّ " علي "،
عن صبر الحسين ونبله فإننا نكون "طائفيين " أو "متدينين رجعيين " ؟!
نبحث عن أبطالٍ في تاريخ الأمم والشعوب فنحصل على "شجاع غبي " أو "قائد ظالم " أو "حكيم جبان" ، لا ننتقص من أحد لكن سمة الإنسان أن لا يكمُل حتى يتصل بالمطلق الذي يتممّ النقص ،
ونتجاهل عظمائنا حتى ظنَّ البعض أن ليس فينا عظيم ، والحقيقة أن ليس في جيلنا إحساس بعظمائنا ،
إذا شعرنا أننا لا يجب أن نذكر محمد وآل محمد (صلى الله عليهم) ونقدمهم إلى العالم فذلك نقصان حظّنا وسوء عاقبتنا ،
فهم الأنوار الخالدة التي يضيء كل من قاربها كما القمر الذي يضيء بنور الشمس وهو صخر أصم ،
وسيأتي اليوم الذي يعاتبنا فيه العالم على طمس حقيقة عظماء الإنسانية الكاملين. |