• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثلاثة قاموا بالتطبير .. السجاد وزينب وهند! .
                          • الكاتب : غفار عفراوي .

ثلاثة قاموا بالتطبير .. السجاد وزينب وهند!

 كثر الحديث عن شعيرة التطبير التي تمارس من قبل المعزين بذكرى شهادة الإمام الحسين عليه السلام، وينقل أن السيدة زينب كانت أول من فعل ذلك حين رأت عبيد الله بن زياد يقرع ثغر أخيها الحسين عليه السلام ويستهزئ به وهي تراه وقلبها يحترق ألماً وحزناً على ما جرى ويجري على ابن رسول الله فلم تحتمل المنظر وألقت بنفسها على جسم صلب وبدأت تضرب رأسها حتى سالت الدماء على وجهها الشريف. وقد أيد ذلك المرجع الديني الشيرازي الذي أجاب عن السؤال التالي:
س: ما رأي سماحتكم في ما يذكر من أن السيدة زينب صلوات الله وسلامه عليها عندما رأت رأس أخيها الحسين عليه الصلاة والسلام نطحت جبينها بمقدم المحمل فسال الدم من تحت القناع؟
ج: ثابت ذلك.
وقد وجدت أن هناك حالتان شبيهتان بهذه الحالة لم يسلط عليهما الإعلام ولم يتحدث بهما القراء والخطباء .
الحالة الأولى:  إن الإمام علي بن الحسين السجاد حين رأى يزيد ينكت ثنايا أبيه بمخصرته ويتهجم عليه بالكلام البذيء الجارح لم يحتمل المنظر وألقى بنفسه على حجر وأدمى رأسه الشريف حتى اغمي عليه.
أما الحالة الثانية: فهي موقف هند زوجة يزيد التي كانت لفترة طويلة تعمل في بيت علي بن أبي طالب بعد مقتل أباها عبد الله بن عامر ( ) ، ولما قُتل الإمام علي انتقلت إلى دار الإمام الحسن وكانت تخدم هناك ، فسمع عنها معاوية فطلبها وزوجها لابنه يزيد، فبقيت في دار يزيد، وهي تستخبر دائما عن الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام وتحاول أن تسمع أخبارهم من القادمين من المدينة المنورة.
ولما جاؤوا بعائلة الإمام الحسين – بعد مقتله- إلى الشام، دخلت امرأة عليها وقالت لها: لقد اقبلوا بسبايا ولا أعلم من أين هم، فلعلك تمضين إليهن وتتفرجين عليهن.
فقامت هند ولبست افخر ثيابها وتخمرت بخمارها، ولبست إزارها، وأمرت خادمة لها أن ترافقها وتحمل معها الكرسي حتى لا تجلس على التراب.
وعند المساء أقبلت هند ومعها الخدم يحملون معهم القناديل لإضاءة الطريق... فأقبلت هند وجلست على الكرسي قريبا من السيدة زينب، وقالت: أُخية أراكِ طأطأت رأسك؟ فسكتت زينب ولم ترد جوابا! ثم قالت هند: أُخية من أي البلاد انتم؟
فقالت السيدة زينب: من بلاد المدينة!
فلما سمعت هند بذكر المدينة نزلت عن الكرسي وقالت: على ساكنها أفضل السلام.
ثم التفتت إليها السيدة زينب وقالت: أراك نزلت عن الكرسي؟ 
قالت هند: إجلالا لمن سكن في ارض المدينة!
ثم قالت هند: أُخية أريد أن أسالك عن بيت في المدينة؟
فقالت السيدة زينب: اسألي عما بدا لك.
قالت: أسالك عن دار علي بن أبي طالب؟
قالت لها السيدة زينب: ومن أين لك المعرفة بدار علي؟
فبكت هند وقالت: إني كنت خادمة عندهم.
قالت لها السيدة زينب: وعن أيما تسالين؟
قالت: أسالك عن الحسين وإخوته وأولاده، وعن بقية أولاد علي، وأسألك عن سيدتي زينب! وعن أختها أم كلثوم وعن بقية مخدرات فاطمة الزهراء؟
فبكت – عند ذلك – زينب بكاءً شديداً، وقالت لها يا هند: أمّا إن سالت عن دار علي فقد خلفناها تنعى أهلها! وأما إن سالت عن الحسين فهذا رأسه بين يدي يزيد!!
وأما إن سالت عن العباس وعن بقية أولاد علي عليهم السلام فقد خلفناهم على الأرض مجزرين كالأضاحي بلا رؤوس!
وان سألت عن زين العابدين فها هو عليل نحيل...
وان سألت عن زينب فانا زينب بنت علي! ...
فلما سمعت هند هذا الكلام صرخت وا إماماه! وا سيداه! وا حسيناه ليتني قبل اليوم عمياء ولا انظر بنات فاطمة الزهراء على هذه الحالة، ثم تناولت حجرا وضربت به رأسها!! فسال الدم على وجهها ومقنعتها، وغشي عليها. 
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد الوحيلي ، في 2013/11/16 .

احسنتم وجعلكم من انصار الحسين



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25833
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2