• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ؛؛ دعوة للمؤسسات الدينية لتوجيه الشعب للانتفاض؛؛ .
                          • الكاتب : علي عبد داود الزكي .

؛؛ دعوة للمؤسسات الدينية لتوجيه الشعب للانتفاض؛؛

؛؛هنا ارض اكد؛؛ هنا الاه وهنا اللاقرار لسياسي الغفلة!! ان القرار يحتاج الى عصبية رجال الحق والفضيلة!! ان تاخر تشكيل الحكومة يشير الى ان الحكومة القادمة ان تشكلت فانها من اسوء الحكومات وذلك لكثرة الخروقات الدستورية ولكثرة التنازلات التي حصلت وستحصل لصالح التاحصص على حسب القانون والنظام وعلى حساب الشعب والوطن الواحد. ان ازمة تشكيل الحكومة اليوم اهم اسبابها هي الانانية والدكتاتورية السياسية والتي يبدو انها اصبحت سمه تنمو بقوة عندما لا يوجد قانون سوى قانون السلطان. والذي يختزل فيه جميع الخيارات الوطنية براي دكتاتوري لبناء مؤسسات
المافيات الحكومية بدلا من بناء مؤسسات دولة القانون والنظام. ان ازمة تشكيل الحكومة الحالية هي ليست الازمة الوحيدة التي واجهت البلد في سنواته الاخيرة بل انها ازمة وريثة نكبات وازمات انها ازمة تطفو على سطح بحر الظلم والظلام على سطح بحر التصحر بحر التغرب بحر الصراع بحر التناقض بحر الازدواج بحر غزل السياسة الماجن بحر السوء الذي قذف بقطاع طريق الخير الى اعالي هرم السلطة.
فمن من المفروض به ان يتحرك اليوم لانقاذ البلاد؟!! هل ننتظر من الشعب الذي اتعبته السنين من اهات وصراعات وظلم وجور ان ينتفض ليسقط السوء الارعن بعفوية شديدة. هل الشعب الذي لم يستقر على حال ولم يهنا له عيش منذ عقود من الزمن قادر على  فعل شيء لأحداث التغيير؟!!! وما هي الدوافع التي ستحرك المجتمع للانتفاض؟!! من هم قادة المجتمع للتغيير نحو الافضل اليوم؟! هل هم السياسيون الذين يسعون الى ابقاء المجتمع جاهل؟!  ام ان المثقفين والمفكرين العراقيين اليوم قادرين على تحريك المجتمع بفعالية عالية للانتفاض على السوء والفساد؟!. ان المجتمع يعاني من
فقدان ذاكرة التوحد الاجتماعي ويعاني من الجهل المركب المفروض عليه (لاسباب كثيرة ولعهود ظلم طويلة) ويعاني الاغتراب بظل العولمة  (الامركة) الجديدة. لذا لا نتوقع من السهولة ان يقوم المثقفون بدور كبير في المرحلة الراهنة على  مستوى تحريك الشارع. لكن من الممكن ان يكون لهم دورا في تثقيف المجتمع والنهوض بمقومات التماسك الاجتماعي للمستقبل.
هل سينجو العراق ويزدهر على ايدي النخب السياسية التي تتصارع اليوم من اجل عواطفها وطموحاتها غير الناضجة متجاوزة الوطن لصالح الاشخاص والاحزاب وغاب عن اهدافهم وامنياتهم ؛؛العراق الواحد ؛؛ الذي يجب ان يقدس وتتظافر الجهود  للعمل من اجل ازدهاره ؟!! هل من المنطق ان ننتظر من متسلطي الصدفة  شيء؟! حقيقة وبدون تجني على احد لا يمكن ان ننتظر اي شيء صالح منهم. انهم عاجزون عن تطبيق اي نظرية عاجزون عن تحقيق اي حلم عراقي ان عجزهم اكبر من عتبة الالم الذي يعيشه العراقي. اين ثقافتهم الديمقراطية التي كانوا يتمشدقون بها والتي يقولوا انهم عاشوا او
تمتعوا بها سنين طويلة في ارض الغربة (ارض الوطن الثاني لا نعرف هل نسميه الثاني ام الاول !!!!!). نتسال اين الوطنية اين الصلاح اين الاخلاص الذي كانوا ولازالوا يدعونه. لا نعمم الخيانة والعمالة والسرقة على الجميع لكن حتى الصالحين منهم نراهم غارقين في بحر الهموم وهم يلبسون اثواب التجلوز الجديدة في سلطة العصر الديمقراطي الامريكي الاهوج.
كانت جدتي رحمها الله تقول دائما كلمة لازالت اذكرها على الانسان الخامل الذي لا يعرف تدبر اموره ولا يخرج باي حل لاي مشكلة صغيرة ام كبيرة وكانت تصف ذلك بعبارة ؛؛(خنيفسينة بالصوف)؛؛ حيث ان الخنفاس عندما تسير على الارض تسير بسرعة بطيئة نوعا ما لكنها لو وضعت في الصوف فان تشعبات اقدمها المسننة سوف يلتف الصوف عليها ويعيقها ذلك عن الحركة بشكل كامل ومهما حاولت فلن تستطيع ان تخرج وكلما حاولت ازداد الامر سوءا عليها. وهذه هي الصور التي نراها اليوم لسياسيوا المرحلة (الخنافس) تشكيل الحكومة (الصوف) فكلما حاولوا حل عقدة التفت عليهم عقد. يبدوا
اننا اليوم بحاجة الى مكافحة الخنافس العاجزة عن تشكيل الحكومة وذلك لانها اصبحت مضرة وضررها اصبح كبير على الوطن العراقي.
اذن ممن نطلب الحل؟ لقد اطبق العجز على كل عقول السلطة عن اتخاذا اي قرار. اصبحت عملية تشكيل حكومة عملية مستحيلة عملية صعب ان يحقق فيها اي نصر للعراق الديمقراطي الموحد. نسال متسلطوا الغفلة هل هذه هو دستوركم الذين كنتم تتباهون فيه وتفتخرون على انه منجز عظيم؟!!!!  انه  دستور العجز  دستور القرارات والبنود غير المقدسة دستوركم متناقض فقراته غير متناسقة وفيه من الغرابة ما يثير بالنفوس الالم والحيرة. هل الدستور كتب لمصلحة فئة محددة ليستعبدوا المجتمع العراقي؟ هل كتب الدستور لصالح من غرتهم مباهج السلطة الى درجة ان اول انتخابات يتم فيها
التخلص من دستور بريمر  تفشل في تشكيل حكومة وتفشل في احترام ما كتب في الدستور. امريكا لا يهمها ما يحصل من سوء ديمقراطي الان امريكا ان عانت من اي مشكلة في العراق او توجه الاعلام لنشر خبرا سيئا عن العراق  فانها ستفتعل ازمات في مواقع اخرى من العالم وتبعد الانظار عن العراق وتوجه الاعلام صوب الحدث الساخن وتخفي ما يجري في العراق. ان امريكا اليوم  بعيدة عن اي فشل في العراق رغم انها هي المسؤولة المباشرة عن كل ما جرى ويجري انها تسيطر على دمى المسرح الديمقراطي بالريموت كونترول وليس بالخيوط لتحريكهم كما تهوى وتحب. الساسة الامريكيون يصنعون
ازمات الشرق ويجلسون يتفرجون على مسرح الدمى باستمتاع  وليحددوا بعدها رسمهم رؤيتهم لمستقبل المنطقة وفقا لمصالحهم الاستراتيجية. ما دام نفط العراق وخيراته في الارض لا مشكلة على المشروع الامريكي الاستراتيجي في العراق.
امريكا لا تفضل الرجل الوطني العادل الذي يؤمن بالمساواة والعدالة لانها تعادي ايديولوجيا اي فكر يساري. ان امريكا تفضل العملاء زعماء السيناريو والاخراج الامريكي الاعلامي الكاذب. امريكا قادرة على خلق من بعض ممن تختلف معهم ايديولوجيا عملاء تابعون ينفذون رغباتها وبذلك تحقق الكثير مما ترمي اليه. لذا فان امريكا صامتة اليوم ولا  ترغب بالتدخل لتشكيل حكومة لانها تريد من الاطراف ان ينجرفوا بكثير من التطرف الى هاوية قد تؤدي الى اشكاليات وتدعيات كبيرة على مستوى الشارع العراقي لكي يصبح جميع السياسين بمستوى عالي من الضعف لفشلهم الذريع في
تحقيق طموحات الانسان العراقي وبذلك سيرفضهم الشعب بقوة وسيكونوا تحت رحمة امريكا لابقائهم في واجهة الاضواء السياسة القذرة فهي من يقدمهم الى كراسي السلطة بدعم مرحلي (لا يعني انه سيستمر) ليضمنوا ولائهم. لكن بنفس الوقت  ظهور اي بديل افضل لمصالح امريكا فان امريكا لا تمانع باطلاق كلمة كشك ملك على عملاء الماضي مثلما اصدرت الامر بالتقاعد الاجباري لحكومة الظلم الصدامية ، رغم ان صدام كان مستعدا للتوقيع على بياض من اجل البقاء في منصبه.
ان الحدث والزمن فرض امور اخرى على العالم مما حدا بامريكا انتهاج سياسة جديدة والاعتماد على رجال جدد في تصدير العولمة (الامركة) وفرضها على العالم. اصعب ما تواجهه العولمة في الشرق هي الاخلاقيات والقيم الحضارية والاجتماعية الشرقية. لذا كان القرار بتصدير العولمة عبر العراق لكل الشرق كبوابة وتجربة سيفرض نجاحها لصالح امريكا ويفرض الخضوع والالم على شعوب المنطقة واولها العراق. ان العراق يعتبرونه مهيئا لذلك لانه البلد الاكثر تعرضا لحلقات الاختبار والحروب في العالم في عصره الحديث. العراق لم يستقر منذ تسلم القوميين السلطة في العراق
وتجارب الالم والجوع والحروب استمرت وتوالت عليه. لذا فان وضعه وظروفه الخاصة او بمعنى اصح الظروف الاستثنائية التي عاشها العراق خلال عقود طويله لم تعد استثنائية لانها اصبحت واقع حال يعيشه العراقي وبذلك ممكن فرض ظروف استثنائية جديدة عليه لفترات زمنية جديدة كما حصل في عراق ما بعد سقوط الصنم. ان شفاء العراقي من اي الم اصبح امرا مستحيلا مالم يكون الشفاء بالم جديد اشد منه وكل مرحلة صبر تفضي الى صبر اكبر والم اكبر.
المشكلة العظمى التي يواجهها العراق اليوم هو تآمر الجوار العربي والاقليمي عليه لصالح المشروع الامريكي في المنطقة. تدخلات سياسية ، تمويل ارهاب ، استنزاف الثروات ، حسر المياه عن شعبه هذه هي التدخلات الاساسية التي يعاني منها العراق بعد الاحتلال. اضافة الى وجود تدخلات مخابراتيه تعمل على توجيه الحركات والاحزاب السياسية للتصارع على السلطة لصالح اثنيات او طوائف او احزاب للاستئثار بالسلطة لصالح التجزئة والتشظي والضعف وتدمير العراق كدولة قوية. تم استغلال طاقات التنافر والصراع الكامنة في العراق وتغذيتها بكل وسائل التناحر لاضعاف
العراق وجعله هزيلا يعيش تحت رحمة كل دول الجوار فهل سنتوقع بعد ذلك تدخلا محمودا من قبل الجوار في مسالة ازمة تشكيل الحكومة ؟! بالتاكيد اي تدخل خارجي سيكون غير محمود يمهد الى تبعية وحرب اهلية. لذا نعود الى الداخل الوطني العراقي نعود الى الشعب الذي يعاني من كل انواع الازمات ، شعبا يعيش البطالة والفقر والاضطهاد من قبل كل مؤسسات الدولة. نعود لنبحث الحل الوطني والحل الوطني يمتلكه الشعب لانه هو الوحيد الذي سينجب قيادات القرار الوطني ولو بعد حين.  هل سيستطيع الشعب ان يضغط في مسالة تصحيح المسار السياسي العراقي الان؟!!!. بالتاكيد الشعب قادر
على ذلك لكنه بحاجة الى التوحد والتضامن وبحاجة التكاتف تحت راية وطنية تهتف للعراق الوحد الموحد وهذا يحتاج الى توحد فكري ووطني.
لدينا اليوم ازمة قيادة حقيقية لتوجيه الجموع الشعبية اتجاه تحقيق طموحاتها واهدافها. لم تظهر قيادة تعمل على حث الشعب على التخلص من العواطف والانتماءت الضيقة عندما يكون امام مصير امة العراق والتي يجب ان يتم التاسيس لقدسيتها والتضامن من اجلها. ان عاطفة الانتماء الطائفي والعرقي ليست عيبا وليست جرما لكن بعيد عن الراديكالية السياسية التي تنبع من الانتماءت الضيقة.  هناك افتقار حقيقي لقيادات شعبية قادرة على قيادة الشعب وتحريكه عاطفيا ليكون ضاغطا اتجاه تشكيل حكومة وطنية. لحد الان لم يتم تبني مشروع  القدسية الوطنية والعصبية الوطنية
التي تحترمها جميع مكونات الشعب العراقي وللاسف قيادات المكونات العراقية اصبحت اليوم منقسمة على نفسها ولا امل بان تعود ادراجها للنظر باستراتيجية الحل لمشكلة الامة العراقية. يجب احترام كلمة الامة العراقية وفرضها كواقع لكل العراقيين. العراق ليس تابع الى احد العراق ليس قطرا وانما العراق امة موحدة بكل مكوناته واعراقه. فهل لدينا اليوم قيادات سياسية تعمل على هذا الاساس؟!!!!.
لذا يجب ان يكون هناك اتفاق اخلاقي ومبدائي بين القيادات العراقية الدينية وعلى المؤسسة الدينية ان تعطي مقترحات لا يتم تجاوزها من قبل السياسين. يجب ان يكون هناك دور توجيهي ضاغط باستعمال قوة الجماهير وليس ترك الامور دون حدود يجب ان يكون هناك دور  لكل المرجعيات الدينية العراقية بجلسات حوار في فرض القرار على السياسيين او اقالتهم بدعوة الشعب الى التظاهر السلمي او العصيان المدني لاسقاط سياسيو السوء لغرض تشكيل حكومة انقاذ وطنية تعتمد فيها الاشتركية الاسلامية كمبدا للعمل المؤقت الى حين تهيئة الساحة العراقية الى انتخابات حرة نزيهة
واعادة اصلاح الدستور لتحقيق العدالة والمساواة. ولتكون انتفاضة الشعب العراقي هي نواة التغيير لكل شعوب المنطقة نحو الديمقراطية العادلة كما فعلت الثورة الفرنسية في اوربا والعالم الغربي. القدسية الدينية في مجتمعاتنا لها دور عظيم في تحريك المجتمع للضغط من اجل اصلاح المؤسسة الديمقراطية العراقية  يجب ان تتخذ المرجعيات الدينية لكل المكونات العراقية زمام المبادرة ليس بالتدخل المباشر وانما بتوجيه الشعب وليس الاحزاب (التي فشلت وما زالت متمسكة بنقاط الفشل) للقيام بدوره الايجابي في التغيير نحو الافضل. كان للمرجعيات الدينية دورا كبيرا
في حفظ العراق ومنعه من الانزلاق في مؤامرات الحرب الاهلية كما ان دورهم كان كبيرا ومحمودا في كثير من الازمات . واليوم هناك مطلب وطني لتقليل الخسائر على المدى القريب والربح الاستراتيجي على المدى البعيد. وهذا الدور محكوم بتقبل الشارع  العراقي للقدسية الدينية. ان استمرت الازمة واستمر العولمة او الامركة في تغلغلها في المجتمع سيدفع العراق اغتراب كبير وتلاعن للماضي والارث الوطني والديني.
ليس كل من هتف ضد الظلم الصدامي كان مناضلا عصاميا وعادل. ان الكثير من الذين يهتفون بشعارات العدالة ما كانوا ليهتفوا بها لو لم يقع الظلم عليهم. فليس كل من كان يهتف ضد صدام هو امين وقادر على انقاذ البلد من السوء ونشر العدالة الاجتماعية والمساواة. لذا يجب التاكيد على دور المؤسسات الدينية اليوم للخروج بحلول وطنية عادلة والعمل على ان يكون هناك دورا اساسيا للمفكرين والمثقفين في بناء العراق الحديث بترسيخ افكار وثقافة العدالة والمساواة.
قد تمضي القافلة الديمقراطية العرجاء اليوم وقطاع طريق الحق في مقدمتها فلا حل يرتجى الا بالانتفاضة الوطنية.
قلنا ما نعتقد ونؤمن بالتصحيح اذا ثبت خطا ما اعتقدنا

د.علي عبد داود الزكي

dr.alialzuky@yahoo.com

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=259
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 08 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28