• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تفجير المعابد ودور العبادات ظاهرة جديدة!! .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

تفجير المعابد ودور العبادات ظاهرة جديدة!!

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) النساء/83.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات /13.
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ )البقرة/11 ــ 12.
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) الأنعام /82 .
(أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) الحشر/11.
(وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج/40 .

وبعد، فقد تناقلت وكالات الأنباء خبر تفجير  كنيسة في بغداد وكنيسة في الإسكندرية، ويشرع في هذا المقام بيان الحكم الشرعي من قبل أهل العلم ولاسيما من سئل من المفتين وتمكن من تصور المسألة على وجهها الصحيح فيتأكد الجواب في حقه وهذا من فروض الكفايات إذا قام به بعض علماء الأمة سقط عن الباقين.

وقد بين أهل العلم في هذا البلدين وغيرها في أكثر من مناسبة أنهم يجرمون التفجيرات في بلدان المسلمين غير المحتلة بعساكر الكفار الذين لا يختلف في كفرهم وجواز قتلهم، كالصهيونية في فلسطين مع وجوب مراعاة الشروط اللازمة في ذلك حتى لا يكون من قتل النفس بدون حق أو يترتب على ذلك مفاسد أعظم من المصلحة المراد تحقيقها وليس هذا مكان بيان وتفصيل هذا الأمر وإنما يرجع إليه في مظانه كما بين العلماء أما التفجير في بلاد المسلمين فهو محرم لأنه ينال معاهدين أو مستأمنين أو من لهم شبهة عهد أو أمان بل قد علم من الواقع أنها تنال بعض المسلمين أيضاً، وكل هؤلاء لهم ما يعصم دماءهم، ولا يجوز أن تستباح الدماء بالشبه، بل الشبهة توجب عصمة الدم حتى في الحدود، ولا يصح عند أهل العلم قياس التعدي على الدماء المعصومة لمن ذكروا بمسألة الته... (إذ لا خوف استئصال ولا مصلحة عظيمة كفتح دار الكفر هنا ولا ما يقارب ذلك مما نص عليه العلماء في مسألة الته...) بل المفاسد المترتبة على هذه الأعمال أكبر، وهذا مقرر عند سواد طلاب العلم وأهل الدعوة في هذه البلاد ناهيك عن علمائها، قديماً وحديثاً .

مع أنه حتى هذه الساعة لم يتحقق هل الذي قام بتلك التفجيرات في بغداد والإسكندرية مسلمون أم غير مسلمين؟
وهل من قاموا بها إن كانوا من المسلمين قاموا بها لشبهات دينية أو ثارات وإحن شخصية؟

وهل من الممكن أن تكون هذه التفجيرات بمباشرة أو دفع أو دعم لوجستي من قبل استخبارات دول أخرى كا.......؟!! أو غيرها من أجل إثارة الفتن بين المسلمين وغيرهم؟ كل ذلك ممكن فلا نستبق التحقيقات ولا نرمي بريئاً بالظنة.

وبهذه المناسبة نحذر شباب المسلمين من التسرع في الحكم على هذه النوازل قبل الرجوع إلى علمائهم الراسخين التزاماً بقوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) النساء..

لكن مما يسترعي الانتباه في زخم الحدث وضوضائه طائفة من المنافقين والعلمانيين، تعودت استثمار الفتن، فاستغلت تلك الضوضاء للمتاجرة بقضية تفجير دور العبادات ودماء المسيحيين والمسلمين في العراق والمسيحيين الأقباط في مصر! بل والقيام بتفجيرات أخرى لا تقل خطورة عن تفجير الكنائس والجوامع ودور العبادات، بل هي أخطر! إذ قاموا بمحاولات لتفجير المسلمات الشرعية، وزعزعة العقيدة الإسلامية! في انتهازية أيدلوجية لا دليل شرعي أو منطق عقلي صحيح يؤيدها.

ومن المعروف عن تلك العصابة من المنافقين والإرهابيين من القاعدة والتكفيريين وغيرهم من المتلبسين بالإجرام أنها (وسواسة خناسة) إذا فجر مسجد للمسلمين من قبل الصه... أو الوثنيين المشجعين للتفرقة الطائفية بين الأديان  وزرع الفتن في صفوف البشر ، خنسوا وبدؤوا في الهمس والوسوسة والدعوة للتهدئة وضبط النفس، فدماء المسلمين لا تساوي عندهم شيئاً، وربما اعتذروا للغير الغازي أو المعتدي أو المنافقين المجرم، وحملوا المسؤولية المصلين بمن فيهم الأطفال الصغار والشيوخ الكبار، أما إذا فجرت كنيسة فينتفشون ويرفعون صراخهم ويحملون المسؤولية كافة ... ولكن يجب أن يتعاونوا جميعهم ويجعلون الوطن رابطة فيما بينهم وروابط أخر ... ولا يتركوا مجال لأي متربص يريد أن يزرع فتنة بيننا لأن الدين لله والوطن للجميع وهذا أمر رباني لقوله  تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات. ..   ويجب أن لا يتهموا بعضهم البعض بل يجب أن يتكاتفوا ويتعاونوا ويعملوا معاً لكشف الحقائق وإظهار الحق...، ويجب أن لا يتهموا كما ذكرت أنفاً  !!!

وكعادتهم حاول بعض الحمقى النيل من المناهج الشرعية، وآخر من الخطب والخطباء، وثالث اتهم الوعي الإسلامي في المجتمع، ولم يكتف حتى زعم أن "التخلّف هو واقع اجتماعي إسلامي يجب أن يقتلع"! إلى غير هذا من دعاوى العريضة الكاذبة التي يرددونها لهدم التدين في الأمة والسبب المساعد على بث هذا الزعم تصرفات حفنة لا يدرى من هي وما انتماؤها ومن دعمها في تفجير الكنيسة! أما الأصل الدافع لتبني تلك الدعوى فليس حادث التفجير في حد ذاته بل هم لا يفرقون بين من يقوم بالتفجيرات المحرمة وبين من يرى الجهاد الصحيح المنضبط بالشروط الشرعية، فأي جبل يناطح هؤلاء المهزومون؟! أيحق لعاقل إن كان يهرف بما يعرف أن يصم الإسلام في بلداننا بالتخلف، لقيام شرذمة لا تمثل سواد المسلمين بتبني التفجيرات ضد من عصم دمه وماله، بينما يعظم هؤلاء المنافقون بكل غباء حضارة دول قد دنس بعض موظفيها الرسميين بل بعض كبار مسئوليها مساجد المسلمين وديارهم وانتهكوا حرماتهم! أم أن هذا هو سرَّ تقدمهم الحضاري عنده؟

فهذه طائفة، وطائفة أخرى قبل أن ينجلي غبار الحدث عن مرتكبيه طفقوا في محاولات خاسرة لتفجير بعض (مسلمات الشريعة)، ولا سيما فيما يتعلق بالولاء والبراء، حتى قال قائلهم: موتاهم في النار وموتى الكنيسة في الجنة مع الشهداء والأبرار! فانظر كيف يتحول اللبراليون والمنافقون إلى تكفيريين كبار يعلنون التكفير ويحكمون بالخلود في النار على صفحات الجرائد الرسمية دون بينة أو دليل، ثم يرمون الدعاة والناصحين بالتكفير! وفي مقابل تكفيرهم هذا! يبالغون في تولي إخوانهم من أهل الكتاب وإظهار أخوتهم لهم، وتقديم التعازي وصناعة المراثي والمطالبة بكفالة ما لم يفكروا يوماً من الدهر بالمطالبة بكفالته للمسلمين المضطهدين في بلدانهم المحتلة أو الأصلية! ولم يبق لهم إلاّ إظهار اللطم وشق الجيوب والمطالبة بإقالة الحكام ورد الحق المسلوب،  لقوله تعالى : (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )الحشر..

وأخيراً.. قد لا نعجب من انتفاضة بعض علماء الفاتكان  في روما لأبناء ملته، ومطالبته الحكومة في بغداد و مصر  بحماية أتباع مذهبه، ولكني أعجب من سكون كثير من المسلمين – ولاسيما أهل الفضل- وبرودهم تجاه قضاياهم، كما أعجب من جرأة بعض المنافقين والعلمانيين وأشباههم الذين فاقت انتفاضتهم انتفاضة البابا لأبناء شريعته، فذاك لم يتجرأ على استغلال الحدث من أجل الطعن على التدين في المجتمع، ولا على الدين الإسلامي، أما هؤلاء فقد فعلوا! مع أننا نعلم من سلبيتهم تجاه الحوادث التي تنزل بالمسلمين ومساجدهم أن الدافع لهم هنا غير إنساني خلافاً لما يدعون! وإني لأخشى أن يجيء اليوم الذي ينتهزون فيه تصرفات بعض الغلاة في الدعوة إلى نبذ المصلين وترك الصلاة لأن الغلاة يصلون! وهم الآن حول هذا يحومون ويدندنون، فإذا رأيتموهم فاعلموا أنهم الذين سمى الله فاحذروهم (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون* أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ) البقرة.!

نسأل الله السلامة والعافية، وأن يحفظ بلاد المسلمين والعالم من عبث العابثين وتفجيرات الغاليين والجافين، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين وباقي البلدان لتحقيق الأمن الشرعي ليتحقق الأمن الشامل الذي أرشد الله إلى سبيله في محكم التنزيل بقوله سبحانه :  (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) الأنعام .. وبعد أن تعرفنا بأن الأمر مشكوك في صناعة الإرهاب واّلإرهابيين مثل القاعدة والتكفيريين والمتلبسين بزرع الفتنة ,وللأسف أن هذه العمال تشوه اسم الإسلام ولكن الإسلام بعيد كل البعد عن هذه الأعمال الإجرامية ؛لأن الإسلام دين سلام ومنطلق لجمع البشر وحمايتهم من ذكر وأنثى ليزرع بينهم الحب والتآخي والعاطف ويداً بيدا للتعاون للقضاء على الإرهاب والإرهابيين وهذا واجب شرعي للعمل سوياً الشعب والسلطة لحماية الإنسان في الوطن وخارجه ولا نتركها كما قال تعالى : (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ) الحج. * ولا نترك هذه المسؤولية  والواجب الشرعي إذن يداً بيد للعمل سوياً والله ولي التوفيق وينصر من نصره والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
* ( وكلنا شاهدنا مصير الذين يخونون أوطانهم يكون مصيرهم مصير المقبور صدام أو الدكتاتور التونسي زين العابدين وحتماً يكون الدور للدكتاتور المجنون القذافي الذي بذرثروات الشعب الليبي يوماً في صناعة الذرة ويوماً للبناء نزواته والفقر بين شعبه والله لا يترك عبده عرضة لرياح الأحداث! والعجب أن كل دكتاتور ظلم شعبه يلتجأ لآل سعود بالأمس الديكتاتور عيدي أمين واليوم زين العابدين وغداً يا ترى لمن الدور , ويا تر فكيف بنا إذا مرض الطبيبُ ؟)
المحب المربي
سيد صباح بهبهاني
behbahani@t-online.de




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2600
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 19