جريدة "الشرق الاوسط " النفطية لا تفرط بادنى فرصة لتبرهن على قفزتها الحرة التي حملت رسالتها منذ بداية انطلاقتها . والسقوط الحر هنا - يا سادة يا كرام - لا يعني بالضرورة ان تهوي من شاهق فتردى ، اذ يكفي ان تقف على شفا جرف هار فينهار بك في واد سحيق . لا اتحدث اليوم عن ملك العهر "طارق الحميد" الذي استحق هذا اللقب بجدارة كملك الملاعب الخضراء "ليو مسي" وشتان ، انما اتحدث عن كتكوت آخر وهو "حسين الشبكشي" الذي يعد معتدلا بمقاييس زريبة الشرخ الاوسخ التي حولت جزءا من عاصمة الضباب الجميلة الى اسطبل يعج بالتبن . الاخ يريد ان يقنعنا من خلال مقال اليوم التنويري الموسوم "ديموقراطية النواصب والروافض " بان المعادلة اصبحت متوازنة وحلقاتها مكتملة . فمثلما قدم فريق "ساسون" التحفة صداما التكريتي للتاريخ ، فان منتخب "شاشون" المتألق قابله بالمثل وقدم له عصابة لئيمة تؤازر البعثي الموغل بالدم بشارا الاسد ، وكفى الله المؤمنين القتال . وحسب مفهوم اخينا في الله الشبكشي فان من لا يستوعب دماغه هذه المعادلة الحقة فهو الطائفي المقيت المؤجج للنعرات والمؤلب للصراعات و لا يريد للمنطقة ان تعرف السكينة ولا للامة المرحومة ان تعرف الهدوء . أريد ان اسال الاخ الكاتب ، ماذا عن معادلتك الفلتة قبل بدء الصراع المشبوه في سورية ؟ وماذا عن الملايين المملينة من الشيعة الذين يمقتون بشارا وعصبته كما كانوا يمقتون صداما وامثاله ؟ ... الان فقط بدأت تتكشف امامي خيوط الاسرار الغامضة التي تقف وراء النجاح الاسطوري الذي تحقق في جنوب افريقيا بعد نظام الفصل العنصري "ابارتايد" ... انها هذه العلاقة التاريخية الوثيقة اللصيقة والاستشارات القيمة التي كان لا يستغني عنها الرئيس "مانديلا" شافاه الله وعافاه مع كاتبنا المحنك الشرق اوسطي شافاه الله وعافاه ايضا