• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : المالكي ... والحزم المطلوب !! .
                          • الكاتب : علي حسين الدهلكي .

المالكي ... والحزم المطلوب !!

 مما يؤسف له حقا هو تصور البعض إن الحرية هي أنقلات وتخريب  وتجاوز وتطاول، بينما يتصورها البعض الأخر ضعفاً لابد من استغلاله لتحقيق مأرب مشبوهة ودنيئة .
فاغلب الشركاء بالعملية السياسية هم ممن روجوا لهذه النظرية واشتركوا بدعمها وتأليب الجماهير ضد الحكومة لتحقيق مصالح شخصية ونفعية وانية ضيقة .
 
كما شارك هؤلاء المحسوبين على العملية الديمقراطية بالعراق في الاستجابة للأجندات الخارجية على حساب وطنيتهم وإخلاصهم للوطن والجماهير التي انتخبتهم ، وعملوا ليل نهار من اجل أن يكون البلد ضيعة لدول عرفت بعدائها للعراق انطلاقا من عقد طائفية أو تاريخية حاولوا إحيائها بكافة الوسائل .
 
وبعد الدور التآمري المشبوه لهؤلاء السياسيين وفشلهم بتنفيذ مخططاتهم المعدة لهم من دوائر المخابرات القطرية والتركية والإسرائيلية كان لابد لهم من الاستمرار بمحاولات أخرى عسى ولعل النجاح يكون حليفا لها .
وهكذا تفتقت قرائحهم على التحشيد لمؤامرة التظاهرات بعد أن وصلتهم الأموال الخليجية وجهزت اليافطات الطائفية البغيضة وصور وأعلام القائد المقبور وأعلام جيش الإرهاب الحر.
ورغم علم الجميع إن التظاهر حالة اقرها الدستور ولكن وفق ضوابط تراعى فيها عدم الإضرار بمصالح البلد إلا إن طائفية وعنجهية وعمالة القائمين عليها ضربت هذه الضوابط عرض الحائط في تحدي سافر لهيبة الدولة .
 
وقد وصل الصلف بهذه العصابات إلى حد قطع الطريق الدولي الذي يربط العراق بسورية والأردن ، كما قاموا بمنع مرور المركبات الخاصة والعامة المكلفة بنقل البضائع من والى العراق في عملية لا يمكن وصفها إلا بعملية قرصنة بربرية .
 
كما شاهدنا إن هذه التظاهرات لم تكن  بمستوى الالتزام الوطني والأخلاقي حيث طغت الطائفية على الشعارات المرفوعة وسط دعم مكشوف وواضح من إرهابي القائمة العراقية أمثال احمد العلواني الذي تلفظ بألفاظ لا تصلح إلا لأبناء الشوارع وقطاع الطرق .
وقد شاهدنا كيف يتخلى بعض نواب العراقية عن واجبهم الوطني والدستوري ويصطفون بلا خجل أو حياء إلى جانب تشجيع المعتصمين للاستمرار بتمردهم لا حبا بأبناء محافظاتهم بل تنفيذا لأوامر قطرية وتركية وسعودية من جهة ومحاولة كسب ود الشارع الانباري والموصلي من جهة أخرى وهو ما أوقع صالح الملك بورطة كاد أن يدفع حياته ثمنا لها .
 
 
ورغم ادعاء بعض أعضاء العراقية بأنهم ضد الطائفية إلا إننا وجدنا اغلب زعماء هذه القائمة يهرعون  في طريقة طائفية للتضامن مع أبناء مذهبهم رغم ما رفع من أعلام البعث والجيش الإرهابي الحر وصور المقبور.
 
ورأينا كيف تشرف هؤلاء الساسة بالوقوف تحت رايات البعث وإرهاب القاعدة معلنين مساندتهم وتضامنهم مع المتظاهرين مطلقين اشد التصريحات ضد الحكومة الشيعية كما يسمونها على الرغم من شراكتهم فيها .
 
والأمر المثير للاستغراب هو الطريقة القبيحة التي يتعامل بها بعض سياسي العراقية فهم يوجهون اللوم والانتقادات للحكومة وهم شركاء كبار فيها ، ولو كانوا حريصين على أبناء محافظتهم ومتضامنون معهم بجدية وواقعية لانسحبوا من الحكومة ، وأنا أتحداهم يفعلوها !!.
نعم لا يفعلوها لأنهم عبدة مال ومناصب ولا يكترثون لأي شيء مادام ما يحصلون عليه من مغانم ومكاسب لا يتحقق حتى في أحلامهم . فلماذا ينسحبون إذن ؟!.
 
وإزاء هذا الوضع والتصرفات اللا مسؤولة لبعض السياسيين وتماديهم في تشجيع المتظاهرين على العصيان كان لابد للمالكي أن يحسم أمره بالتصدي للمؤامرة التي يقودها الرعاع .
وكم تمنينا أن يتخذ المالكي قراره بإزاحة المتظاهرين من الطريق الدولي في وقت مبكر، ولكن حكمة المالكي كانت بإعطاء فسحة  كبيرة من الوقت للحلول السلمية عبر الحوار.
ويبدو إن بعض الأغبياء ممن ابتليت بهم العملية السياسية فسر مرونة وحكمة المالكي بالضعف وهو ما يفسر رفعهم لسقف المطالب لتصل إلى حد الاستخفاف بأرواح العراقيين والمطالبة بإلغاء المادة 4 إرهاب والمسائلة والعدالة واجتثاث البعث .
 
وقبل أن يفسر العملاء حكمة المالكي بالضعف مرة أخرى قام المالكي بتوجيه صفعة كبيرة لهؤلاء الحثالة عبر توجيه تحذير شديد لهم بإخلاء الطريق الدولي وممارسة التظاهر بعيدا عن الإضرار بالحق العام وإلا سيضطر إلى إزاحتهم بالقوة .
 
ولربما سيعمد الخونة والعملاء على إيهام المتظاهرين واغلبهم من البسطاء والفقراء والأميين بان المالكي لا يستطيع إزاحتهم من الطريق وهذا خطأ قاتل سيقع به من يتوهم  ذلك لان تنفيذ هذا الأمر لا يكلف  إلا ساعة أو اقل لإتمامه .
 
نعم نحن بحاجة إلى قرار حاسم وحازم يتصدى به المالكي للمؤامرة الكبيرة والخطيرة التي يقودها  بعض العملاء ضد العراق من القائمة اللا عراقية وبتخطيط  خليجي تركي وبرؤوس داخلية وخارجية من المحسوبين علينا  للأسف الشديد .
 
وحاجتنا للقرار الحاسم كحاجتنا للحياة وعوامل استمراها  ، فهؤلاء هم ليسوا قطاع طرق فحسب بل هم قطاع ازدهار وتقدم وأعمار وإصلاح وبناء ودعاة فساد وافساد ، وهذا ما يريده أسيادهم في الخارج .
لذلك أصبح الحزم معهم مطلبا جماهيريا لكي لا تسول لهم أنفسهم بإعادة هذا الأمر ، ولكي يكونوا عبرة لغيرهم إذا ما فكروا بالاعتداء على المال والحق العام مرة ثانية .
 
ومن هنا تأتي مطالبة السيد المالكي لهم بإنهاء قطعهم للطريق وإنهاء عصيانهم المخالف للدستور رسالة واضحة تبغي إصلاح الأمة ومن لا يقبل بذلك يستحق العقاب.
 لأننا لا يمكن أن نعيش بشريعة الغاب نزولا عند رغبة الحمقى والعملاء  وسط هذا العالم المتحضر  ، كما لا يمكن أن نسير عكس اتجاه مسارات الحياة وتطورها ارضاءا لحكام معتوهين يقطنون في الخليج أو تركيا .
 
وعلى الحكومة أن تمارس مسؤولياتها الدستورية والقانونية في التصدي للمتمردين ومن يساندهم ويحرضهم وإلا فإننا سنعود إلى الغابات ونحمل الحطب ونركب الوحوش والعالم فوقنا يصعد للقمر بسفرات سياحية .
 
كفى تأمرا .. وكفى استهتارا .. وكفى عمالة وولاء  للخارج .. وكفى مجاملة وتملق .. فالعراق لابد أن يستقر وتحكمه الأغلبية ، ومن لا يعجبه الأمر فعلية أما ترك العملية السياسية أو العودة إلى أحضان أسياده غير مأسوفاً عليه .
 
ومن لا يؤمن بالعمل الوطني فليعلم إن هناك رجالا يقودون البلد صدقوا ما عاهدوا الله ولا تأخذهم بالحق لومة لائم ، يملكون القدرة على سحق كل الجواسيس والمرتزقة  لان مسيرة البناء والتقدم لابد أن تستمر .
 ولابد أن يصبح العراق حاضرة الدنيا  وقبلة العالم في التطور والازدهار رغم انف كل الخونة والعملاء والمرتزقة  وهو ما نراه قريبا ويرونه بعيدا .
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26254
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29