لقاء : نبيل خضر القصاب

أحيانا ً أعيد قراءة الذكريات جميلة من حياتي حيث أحتفظ بالأجندة الكاملة أضافة الى أرشيف كامل لنتاجاتي في الصحف العراقية أيام زمان نهاية السبعينيات ولغاية الخطوة الأولى للخروج من العراق والتوجه الى بلاد الغربة , قبل ذلك كنت متخصص في مجال الأعلام الرياضي ,من تصوير , تحقيقات , كتابات , متابعات , والتقيت المئات من الرياضيين الابطال في مختلف الرياضات الذين سطروا تاريخ بحروف من الذهب .
وأنا في بلاد الغربة لم أنقطع عن ممارسة مهنتي وأتابع أخبار الزملاء والابطال والمشاهير والشخصيات في مختلف مجالات الحياة من خلال عملي في السفارة العراقية , بيت العراقيين,أثناء فترة السفير القدير الأستاذ سيامند بناء , للفترة من عام 2005 ولغاية 2010 في هولندا .

ومن هؤلاء بطل الدراجات السيد محسن عزيز أحمد الذي يقيم الأن في بريطانيا , وأثناء زيارتي الى مدينة مانشستر أحببت أن ألتقي معه لأعادة الذكريات الجميلة أيام الثمانينيات واجراء هذا اللقاء معه لتسليط الأضواء على مايفعله الأن وهو في بلاد الغربة حاله حال الملايين من العراقيين .

السيد محسن عزيز احمد خريج كلية التربية الرياضية عام 1995 , وهو أحد الرياضيين الأبطال كلاعب ومدرب  في لعبة الدراجات في العراق وأقليم كوردستان , وحاصل على العديد من بطولات العراق . وشارك في العديد من البطولات العربية في الاردن والمغرب والجزائر وشارك في بطولة دولية عام 1982 في يوغسلافيا  Tour de Yugoslavia) )  واخرى في تركيا .  

بعد أعتزاله اللعبة عمل مدربا ً لنادي أربيل  بعد أن حصل على الشهادة الدولية للتدريب عام 1985 لحين خروجه من العراق , وحصل الفريق على العديد من البطولات وتمكن السيد محسن عزيز  من تطوير قابليات العشرات من الرياضيين في فئات الصغار والشباب والمتقدمين .  وكان اغلب أبطال العراق ورياضيّ اللعبة من النادي ولهذا كانت الصحف يلقبون نادي اربيل الرياضي بمدرسة الدراجات في العراق .

توجه المدرب القدير السيد محسن عزيز الى بلاد الغربة عام 1997 واستقر به المقام أول الآمر في هولندا , بعد فترة وجيزة , عمل كمراقب مع فريق Rabo Bank)   ) الهولندي , وسافر مع الفريق للمشاركة في بطولة العالم في فرنسا Tour de France)) .  بعد ذلك توجه الى بريطانيا عام 2002 واستقر في مدينة مانشستر , وبدأ بالبحث واللقاءات في مجال اللعبة وبالفعل تمكن من الأشتراك في ثلاث دورات تدريبية. وحصل على شهادة دولية كمدرب للعبة في القاعات المغلقة أي Track Cycling حيث يعتبر أول رياضي يحصل على هذه الشهادة في تاريخ العراق , الذي يؤهله أن يكون مدربا ً في الدول الأوروبية والعالم  وبعد ذلك أصبح مدربا ً لأشهر الأندية الأنكليزية . وفي نفس الوقت تم تكليفة بتطوير قابليات عددا ً من الرياضيين في الفريق البريطاني الذي سيشارك في اولمبياد عام 2012 .
   
 التقيت مع السيد محسن عزيز أحمد , وكان هذا الحوار

* أخي وصديق العمر في البداية أقدم لكم  الشكر التهانيء , رغم مرور اكثر من عقدين من الزمان فأنت البطل والرياضي الحقيقي وتحمل معاني الأخلاص والتفاني للعبة , وأقول لكم بأن العراق والعراقيين والكورد يفتخرون بأنجازاتكم كلاعب ومدرب .

# شكرا ً جزيلا ً لكم ولزيارتكم ومتابعتكم , نحن كذلك نفتخر بنتاجاتكم وعملكم في مجال الأعلام منذ أمد طويل .
 
* لنبدأ مع مشوارك وأنت تستقر في المملكة المتحدة عام 2002 , كيف ولماذا بريطانيا ؟

#  بعد وصولي الى بريطانيا قررت الأستقرار في مدينة مانشستر لعدد من الاسباب , الأول  وجود الملعب الدولي الشهير للدراجات Track Cycling VELODROME)) ,  والثاني وجود مقر الاتحاد الأنكليزي للعبة (British Cycling)  في المدينة , واختياري واقامتي سهل الكثير من الامور للتقارب معهم والتعارف والاشتراك في الفعاليات  والاستفادة منهم . وبالفعل لوجود مقر الاتحاد في ماشنستر نظمت العديد من البطولات الدولية والاوروبية فيها , وللمعلومات فأن أكثرية أبطال اللعبة من مواليد هذه المدينة ويحملون الميداليات الأولمبية والدولية .
بعد ذلك حفزني الاتحاد الانكليزي للعبة عام 2003 في المشاركة في دورة تدريبية , للآستفادة من خبراتي بشكل رسمي وعلمي , وبالفعل شاركت في الدورة والتي أستمرت سنة كاملة وحصلت على شهادة التخرج بأمتياز. وفي عام 2004 شاركت بدورة اخرى للتخصص في تدريب الفرق للعبة داخل القاعات المغلقة أي (Track Cycling) وحصلت على الشهادة بتقدير عال . في عام 2008  في دورة جديدة للعبة , وكانت اخر دورة تدريبية للتصنيف من أجل الترخيص والقدرة للعمل كمدرب للفرق داخل المملكة المتحدة , حيث الشرط الأساسي للذين يرغبون العمل في هذا المجال . واني فخور بذلك من أجل خدمة الأجيال القادمة في اللعبة , والان أنا أعمل كمدرب للعبة في نادي  (Eastland Velo) . 

• أنت ذكرت أنك شاركت مع الفريق الهولندي كمراقب في بطولة فرنسا الدولية Tour de France)) , وحسب معلوماتي فأن مثل هذه البطولات بحاجة الى خبرات ومهارة عالية , ممكن أن تسلط الضوء على ذلك ؟

# بطولة فرنسا من اهم البطولات الدولية المهمة , تقام سنويا ً في شهر تموز بمشاركة حوالي 22 فريق , ويقطع المتسابقون مسافة  3600 كلم خلال 21 مرحلة , واحيانا ً تصل المسافات الى داخل حدود دول الجوار مثل أيطاليا , أسبانيا , هولندا وبلجيكا , وبريطانيا. شخصيا ً شاركت مرتين في هذه البطولة بشكل رسمي عامي 2002 و2007 , وفي المرة الأخيرة شاركت في مؤتمر بطولة فرنسا للعبةTour De Franc Conference   والتي استمرت يومان وحصلت على دبلوم المشاركة .
 
 *  بعد كل هذه الانجازات كلاعب ومدرب مثالي , هل فكرت  في يوم ما  العودة الى العراق أو أقليم كوردستان وانت تحمل كل المؤهلات الدولية والخبرة والشهادات الدولية لتدريب أحد الفرق أو الأندية ؟

# أذا كانت العراق أو أقليم كوردستان بحاجة الى خبراتي ومؤهلاتي , فأنا أفتخر ولي الشرف في خدمة بلدي قبل الأخرين , وبذلت قصارى جهدي خلال وجودي في بريطانيا وتمكنت من الحصول على 3 شهادات تدريبية لماذا ؟ من أجل مستقبل اللعبة في بلدي وخدمة الوطن من خلال الأهتمام وتدريب الفرق والأندية وتكوين الفرق في جميع الفئات . والأن أنا أتحضر للدراسة والبحث للحصول على شهادة الماجستير لأختصاصي من  جامعة مانشستر بعد قبولي للدراسة .
هنا أريد أن أوضح, أن كان أهل اللعبة والمسؤولين يرغبون بعودتي وأستلام مسؤولية ما ؟ لأنهم يعلمون جيدا ً مكانتي وخبرتي في اللعبة ,لآني لم أنقطع عنهم وأتواصل معهم . وأتعهد بعدم التردد في تقديم كل أمكانياتي من أجل خدمة بلدي من أجل تقدم اللعبة يدا ً بيد مع زملائي من أجل تقدم اللعبة نحو الأفضل .

* حسب ماذكرت تعمل الأن كمدرب للعبة في نادي (Eastland Velo) الأنكليزي , مالفرق بين ممارستك وعملك للعبة في العراق وأنكلترا ؟
 
# هناك فرق كبير طبعا ً , كمثال فأن نادي (Eastland Velo) متخصص في مجال لعبة الدراجات ومرتبط  ومدعوم من أتحاد الدراجات الأنكليزي , والنادي يركز على هذه اللعبة فقط , والمشرفين على النادي يحملون شهادات أختصاص دولية , والمسؤولين يهتمون كثيرا ً و هناك ملاعب للمسابقات واخرى للتدريب , وتأمين مسلتزمات اللعبة , النادي لديه حوالي 100 لاعب ولدينا بين 200 و300 دراجات هوائية بكامل مواصفات اللعبة . والفرق بأشراف خمسة مدربين وانا واحد منهم , وهناك جدول ومواعيد التدريب حسب الفئات العمرية والفرق , هناك أهتمام كبير بالأطفال والفئات العمرية الصغيرة لأنهم أساس ورافد كبير للفرق الشبابية والمتقدمة في المستقبل . بالأضافة الى الأشراف على فرق المدارس , وللأعلام دور كبير في تطوير وتقدم اللعبة .  هذه البعض من الفروقات.

* بكل هذه الامكانيات , هل تذكر لنا النتائج التي حصلتم عليها في مجال اللعبة؟

#  المتسابقون في النادي يشاركون بأستمرار في البطولات المحلية في أنكلترا و بين 10 – 15 يحصلون دائما ً على المراكز الأولى , في السنوات الأخيرة تمكن متسابقينا الأشتراك في أولمبياد بكين عام 2008  والبطولات الأوروبية ضمن الفرق الأنكليزية , وحصل  متاسبق النادي جيسن كيني , على الميدالية الذهبية في الأولمبياد بمشاركة زملائه المتسابقون  ماثيو كرامبتن وستيفان بوركر وكريستيان لايته , والأن نحن منشغلين بأعداد خمسة متسابقين للمشاركة في أولمبياد لندن عام 2012.  

* هل أنت متفائل بتقدم اللعبة نحو الأفضل في العراق والأقليم أذا تم الأعداد والتجهيز بمثل مامتوفر في أنكلترا ودول أوروبا ؟ وماذا ستكون النتيجة ؟

# بكل تأكيد , أذا بالفعل وبرغبة فعلية تم الأهتمام باللعبة والمتسابقين , وسيتم تطوير قابلياتهم بشكل علمي أكثر , وبالنسبة لي شخصيا ً أنا مستعد لذلك  والعمل وأتعهد بتطوير اللعبة اذا وفرت الاحتياجات والمستلزمات والاجواء اللازمة للعبة وتطويرها , ولي كل الفخر في أن أرى راية العراق وأقليم كوردستان مرفوعة بين اعلام دول العالم . وارغب في تحقيق هذا الحلم . وأتذكر في الثمانينيات بأني كمتسابق كوردي كنت أشارك في البطولات العربية بأسم العراق , لأن البطولات العربية فقط للعرب والدليل على ذلك التسمية ( البطولة العربية للدراجات )  وكنت أحلم ولازلت بوجود فريق كوردي يمثل الأقليم , للشماركة في البطولات الدولية بأسم الأقليم أو الأندية .
 
* بما أنك حصلت على شهادات دولية في التدريب , هل تم التباحث معك لتدريب فرق أخرى خارج أنكلترا؟

# نعم , كان ذلك قبل سنتين , حيث تم التباحث معي عن طريق البعض من المعارف والأصدقاء لتدريب أحد الفرق في دولة خليجية  , ولكن رفضت الفكرة لأني كنت منشغل بأمور أهم في دورات دولية وخطط مستقبلية أخرى .

* نحن في نهاية اللقاء هل لديك كلمة أخيرة ؟

# أولا ً  أشكرك على هذا اللقاء , ثانيا ً , أطلب من السادة المسؤولين الأهتمام بصورة جدية للعبة في الأقليم , لأن من خلال الرياضة تتم التعريف بالبلدان , وأعداد وتجهيز الفرق والمتسابقين بمستلزمات المطلوبة لآن ذلك يختزل الوصول للقمة والحصول على النتائج الجيدة , وحلم الجميع برفع راية  كوردستان في المحافل الدولية . وأطلب فتح قنوات التواصل وتعميق العلاقات بين الرياضيين داخل الأقليم والمقيمين في الخارج في مجال اللعبة . والتنسيق من أجل تنظيم الوفود مع الفرق الرياضية والاستفادة من الخبرات الدولية بالمشاركة مع الفرق والاندية الدولية وتطوير قابلياتهم .