في ضل منطق الازمات المتكررة , لا يزال الكثير من العراقيين يبحثون عن فارس يخرجهم من هذه الازمات المتعاقبة والمتكررة والمتداخلة والمعقدة بكل انواع العقد المعروفة وغير المعروفة .
يبدو ان هذه الازمات المتكررة لا يمكن ان تحل من خلال منطق تبريد الازمة , وجعلها بالونا ينفجر متى ما استحدثت ازمة جديدة تجعل كل آلام الازمات المبردة تعود على جسد الوطن المثقل بالجراح وبالازمات .
سمعنا في الاونة الاخيرة طلب الائتلاف الوطني من السيد عمار الحكيم عقد مؤتمر موسع لقادة الكتل السياسية , ومن اجل وضع صيغة حل للازمات المتكررة , ولا سيما الازمة الاخيرة التي تتمثل بالمظاهرات في المدن والمحافظات الغربية .
اعتقد ان مجرد اختيار الائتلاف الوطني للسيد عمار الحكيم لهذه المهمة هو رجوع الى منطق المرجعية ...لأن ما دعا اليه السيد الحكيم يمثل تطابقا لرأي المرجعية في حل هذه الازمة ؛ التي اطلقت الحل واضحا وصريحا ؛ ولكن هناك من المسؤولين من يتلفلف بعباءة الدين ولا يسمع للمرجعية من رأي وهذه هي الازدواجية بعينها !!!
اعتقد ان المهمة التي كلف بها السيد الحكيم مهمة صعبة وخطيرة , و انا هنا لا اشكك بأمكانية نجاحه في هذه المهمة ولكن !! اعتقد ان هذه المهمة ستكون مهمة مستحيلة ؛ ولا سيما اننا نرى القادة السياسيين في العراق يمثلون اكثر صنوف المجتمع تطرفا لأفكارهم الشخصية , ونجد غياب لأرادة الحل في العراق فالكثير من الساسة (مكيفين ومرتاحين للطربكة) السياسية التي تعصف بالعراق ؛ فهم يعتقدون ان هذه الازمات هي التي اوصلتهم الى مناصبهم , وانهم من دونها لا يمكن ان يكون لهم مكان ولا ننسى انهم لم يقدموا للمواطن العراقي اي شيء يمكن ان يتذكروه من خلاله .
اعتقد ان الحل يكمن في ان تقدم مبادرة للحل ولكن ... قبل المبادرة يجب ان تكون هناك ارادة للحل, وتنضيج للمطالب السياسية من اجل ان تكون المبادرات قابلة للتطبيق ولا تنطوي كغيرها من المبادرات في (مجرات) الكتل السياسية . |