يوم بعد اخر تثبت الازمة السياسية ان ابطالها لم يملوا ولم يتعبوا من استمرارها وانها باتت اللعبة الابرز والاكثر نجاحا بالنسبة لهم وانهم ابرع الناس في ادامتها وفي ابقاءها مستمرة حتى ينجزوا كل مايريدونه منها مع بقاء كل المشاكل والنقص والاخفاق والتعثر والفقر والبؤس والاحباط الذي يعانيه الوطن والمواطن خارج حساباتهم او ابقاء البلد يراوح في مكانه ان لم يكن التأخر والتراجع الى الوراء وبخطوات سريعة هو العنوان الابرز لهذا المنهج والاسلوب او التكتيك او الاستراتيجية او اللعب و(الخوط بصف الاستكان )فيمكن ان لاتتوقف عند المربع الاول هذا ان بقي مربع من الاساس .هذا ما يلاحظ على في انسحاب وزراء العراقية من جلسات مجلس الوزراء ذلك الانسحاب الخجول والمتكرر كحال (المشتهيه والمستحية) والذي تبعها انسحاب نواب العراقية ومقاطعتها من جلسات مجلس النواب المشروط وبنفس الكيفية القائمة العراقية والتي تمثل قطب من اقطاب الازمة بل ركنها القوي والذي اصبح مدين بالشكر والامتنان لمتظاهري الفلوجة بل اسير لهم بينما اصبح متظاهري الفلوجة اسارى القاعدة والبعث واجندة باتت واضحة فخارطة الطريق والتعريف الامثل لواقع القائمة العراقية هو متتالية او سلسلة من السهل ربطها بالمنظومة العربية او (منظومة الربيع العربي) يمكن رسمها وتوضيحها بالشكل التالي ربيع عربي :(قطر _الجزيرة ،السعودية _العربية ،تركيا _اساليب وتصريحات وتوجهات مسؤولي تركيا ،البعث والقاعدة _الشرقية بغداد الرافدين البغدادية ....) المتظاهرين (ربيع الفلوجه) القائمة العراقي (وزراء ونواب ). ويبدو ان القائمة العراقية باتت الحلقة الاضعف في هذه السلسلة او المعادلة مع انهم راس الحربة فيه وهذا امر يثير الاستغراب فالعراقية باتت بين نارين بين ما يدعونه من مواقف وطنية وبين عملهم وواقعهم وممارساتهم وادائهم داخل البرلمان والحكومة وهم ايضا بين نارين بين النظام الذي يحكمهم وبين اليات بعيدة عن التصديق والمعقول وهي مطالبات المتظاهرين او بالاحرى ارادة الركن الاقوى في هذه السلسلة وهو ركن الربيع العربي وارادة الانقلاب والرفض للعملية السياسية والنظام والدستور .هنا يمكن ان نفهم عدم قبول العراقية وزراء ونواب بكل مشاركات وتنازلات الحكومة او بما يسمونه التحالف الوطني على الرغم من مشاركتهم في كافة اللجان سوى خلية الازمة او اللجنة الخماسية والاخيرة لجنة تقصي الحقائق البرلمانية فمع مطالبة العراقية بالحوار واتهامها لخصومها بعدم الحوار والتقصير والتهميش وعدم الاهتمام بمطالب المتظاهرين الا انها لاتشارك في جلسات الحوار وتبتعد بمسافات بعيدة وكانها ترفع شعر (ابتعد عشرة امتار عن الحل ) فنحن نريدها كما هي (عركة اخوان لاحايوز) مع اتهامكم بعدم التدخل وادانتكم بما يجري فكيف هو الحل اعينونا اخبرونا دلونا .العراقية تريد معاقبة (الاغلبية ) بدولة القانون تريد ان تلاعب المالكي بنفس الطريقة التي استخدمها لكن هذه المرة ليس باسلوبها ولا بارادتها ولا باملاءاتها بل بما يريده المتظاهرون وليس برغبة وبقوة التظاهر بل بقوة وبزخم وبوعود وباحلام وباموال قادة الربيع العربي .هنا يمكن ان ننتهي للنهاية التي يريدها رواد الازمة واركنها الابرز العراقية .ان الاستمرار بهذه الطريقة لايحل المشكلة ولا يقدم بأي خطوة الى الامام ولا الى الوراء بل هو نسف واطاحة بنظام وهو الشعار الذي رفع في (جمعة لاتراجع )هو ما يعيد الانبار والمنطقة الغربية وابقائها تحت سيطرة القاعدة وعصابات القتل والتكفير وهذا ما حدث ايضا في (تكبيرات جمعة الفلوجة وراياتها السوداء) فيا نواب العراقية ويا قياداتها ويا من تدعون الوطنية والسياسة لاتتصوروا بان هذا المنهج هو الصحيح ولاتتصوروا بان الامور تؤخذ بهذه الطريقة فانتم تنقدون وتؤاخذون الغير وتتهمون الحكومة والمالكي بالتفرد والتهميش والاقصاء فلا تقصوا الجميع ولا تتفردوا بالقرار ولا تهمشوا الباقين لاتظلموا انفسكم ولا تظلموا العراق ولاتظلموا المتظاهرين ولاتكرروا اخطاء الماضي اعيدوا قراءة الموقف واستفيدوا من التجارب ولاتتوهموا بسراب ولا تعولوا على الخارج وجهوا التظاهرات ولاتدعوها توجهكم اذا كنتم قادة واذا كنتم ممثلين حقيقيين لهم اما اذا كنتم اتباع تابعين بلا قرار بلا توجه بلا هدف فانتم جسور سيعبر عليها من يريد ان يدمر العراق وان ينسف كل ما انجز للعراق بغض النظر عن الاخفاقات والسلبيات .