مما لاشك فيه ان الانسان ابن بيئته الطبيعية تحتضنه وتتعهده بالرعاية والعناية بقدر ما تسخط عليه وتقسو، وبفعل هذا العامل او ذاك يسعى الانسان حثيثا لممارسة حقه في العيش حياة كريمة والتي تليق به كانسان.
ان التنظيم الاجتماعي والسياسي بعد سلسلة متاهات ودوامات وعدم التنسيق والتخطيط في جميع نواحي الحياة وقد عانى العراق كغيره من بلدان العالم العربي التخلف والمعوقات في سبيل تحقيق التنظيم النقابي وفي معارضة شديدة من قبل النظام الدكتاتوري السابق واغلب النقابات والجمعيات كانت تحت سيطرة النظام السابق اذ سادت فيها سيطرة العقلية الدكتاتورية الرأسمالية.وبعد ان تحرر العراق وتحطمت القيود والاغلال كان لزاما على عماله وفلاحيه ومثقفيه ان يحققوا ما كانوا يصبون اليه فبادرت هذه الجماهير الى تجسيد الطاقات العالية وحشدت قواها من اجل بناء
نقابي منظم وشرعت الحركة النقابية في العراق تنمو وتتطور وتأخذ حريتها في العمل منذ سقوط النظام السابق وحتى يومنا هذا ولكن التنظيم النقابي في العراق.. بالقياس لما هو عليه في العالم المتقدم ما يزال في اول الطريق لان العراق ما يزال حديث العهد بالتجارب الديمقراطية نظرا لسياسة النظام البعثي المقبور واننا في العراق بحاجة الى تصعيد الوعي السياسي لدى الطبقات الشعبية الكادحة اكثر من اي وقت مضى واستقطاب العناصر الخيرة لبناء البلد بناء قويا يستند على قاعدة صلبة تتلاشى فيها المصالح وتذوب فيها الشخصية الفردية وتطوير العمل النقابي شريطة
الاخذ بنظر الاعتبار ظروفنا المرحلية الدقيقة الحالية التي تتجاوز العراق من فوضى وارباك.. وعلى النقابات التعاون بينها وبين السلطة الوطنية لتصبح كياناً متينا ووثيقا على الرغم من قصور الفترة ولايخفى ما لهذا التعامل من نتائج ايجابية في بلورة العمل النقابي ودفعه خطوات الى الامام ويجب على الجماهير التلاحم التام والترابط القوي بين النقابات بكل ملاكاتها كاداة منفذة وفعالة لحماية الوطن والحفاظ على وحدة الشعب.. وعلى المسؤولين في الحكومة العراقية الجديدة العمل في سبيل تدعيم العمل النقابي لمد الزخم الشعبي بالطاقات وفسح المجال امام
مجالس الشعب للعمل بحرية تامة وبديمقراطية سلمية متجاوزين بذلك كل السلبيات الماضية المؤلمة واننا نستبشر خيرا بكل الدلائل التي تنبئ عن المستقبل الزاهر الذي ينتظره العراق في السنوات القادمة والى مزيد من الانجازات والعمل النقابي المنظم الذي يزيد من ظهور الابتكارات ويفسح المجال لرجال الفكر وارباب العمل في الابداع والابتكار والخلق ومن هنا يجب على الحكومة الجديدة مساعدة فكرة النقابات او الهيئات الجماعية التي يشارك فيها ابناء الشعب كل حسب عمله او اختصاصه اذ تدافع عن حقوق هذه الفئة او تلك وتحمي مصالحهم..ونأمل ان تتحول حياة الانسان
العراقي من حياة نمطية روتينية الى حياة مليئة بالحركة والحيوية والتجديد نظرا لما تتطلبه الظروف للوصول الى مستقبل افضل واكثر اشراقا
|