قد يتذمر البعض حينما تذكر امامه كلمة سياسة ، فهو ونحن نعزي اسباب ذلك الى نتائج سيئة حصلنا عليها من سيئين عملوا في السياسة ، اضافة الى ان العقل الجمعي للمجتمع العراقي لديه ذكريات مؤلمة ، مع كل ما يمت لهذه الكلمة بصلة ، فالفقر والجهل والاعتقال والسجن والحروب ، وانعدام التعليم والعناية الصحية بل وحتى الحرية الشخصية البحته والأحلام والأوهام في عقلنا الباطن سببها السياسة..
كلمة سياسة جاءت من الفعل( ساسَ) وساس القوم تولى قيادتهم ودبر امورهم ، أي ان السياسي المسئول هو من يتولى ادارة شؤون الناس ويهتم بأمورهم ويدبرها وهو من يوصلهم الى الاهداف العامة للدولة ، فالوصول للاهداف هو الازدهار والتقدم والحياة الكريمة للأفراد ..
فمستخدم السياسة عقل راجح ونفس امارة بالسوء ، والسياسة مؤشرات وحسابات دقيقة من يعرف ادابها ويطبقها يكتب التاريخ نجاحه ، ومن يخطأ فيها كثيرا يجلب الويلات لشعبه من انصار مؤيدين ومعارضين متربصين ، ويجلب العار لنفسه في الحياة وبعد موته ، السياسة استخدمها رجال حرب وتدمير (هتلر وموسيليني وبينوتشيه )، وجاءت برجال سلم وأعمار (مهاتير محمد ولولا دا سيلفا وخوسيه موخيكا )..
في بلادنا يتمخض تاريخ السياسة هذه الايام فما عساه ان يولد ؟ والكل يتحدث عن مؤشرات فساد مالي واداري ينخر جسد الدولة المنهك اصلا ، وتخبط حكومي وتصريحات تائهة ، وبالمقابل هياج شعبي لا يعرف الى ان يريد ان يصل ، فالسياسة نعمة لمن يحسن العمل بها ، وعلى من يسيء لاستخدامها يجب ان يعرف بأنه ((هو ))وليست هي القذرة .. |