. من أين جئت يا بلادي بالفساد؟!

أولسنا نحن أبناء الكرامة والكرم..والحب والإخلاص والشهامة؟! أوَلسنا نعشق كل نبض طاهر فنعود - لو غبنا - لنرشف رحيق شذاك الممزوج بالقلب الرحيم..؟! أوَلستِ أنتِ من قضت عمرها بإخلاص وطيب يجعل الأرواح مجتمعة ومتفقة... على أنا لا نبدل في ثراكِ ذرة..حين يحاول المحتال نشر سطوته علينا... أولسنا نكذب كل جرح نازف فينا لأجلك..؟!!
أولستِ يا بلدي عروسًا تجلس على الشاطئ فتعزفَ رمْلَها عذبا حيث الكل ّ يسمعه حرفًا كريمًا.. أوليست ربوعك الخضراء فستانًا يمدّ ظلال النّعيم على ثراكِ الطّاهر.. ألم يكن الشارع المنسي يعج بالأرواح كاظمة كل غيظ ينتابها لأجلك..لأجلك يا بلادي..لأجل هواكِ..لأجل كل لَبِنةٍ شدت على أيدينا لنضع فوقها أخرى..لا تفزعي يا بلدي فما ولدنا فيكِ إلا لأجلك..وخاسر من يتمنى الموت في غيرك..!!
على مضض رضينا بالصمت دهراً..كنا نكافح مستحيلاً..كنّا نعد على الأصابع..كنّا ضعافاً في العدد لسنا ضعافاً في القلوب..زادت سلطة الجاني علينا..يقول لي :"أنا ابن عمك" ..ثم يقضي على ما فات من ذكرى بيني وبينه..!!
يا بلادي كم حلمنا بابتسامتك النقية..والفجر يعدو خلفنا..ربّ انتصر.. أواه يا بلدي الحبيبة.. كم ذرفنا العشق طوعاً لا كرهاً لأجل بسمتك لا تفارقنا..رجائي يا بلادي..كوني سعيدة..ليس للقلب حمىً إلاكِ..اطمئني يا بلادي فالقلب للقلب والأرواح مجتمعة..والظلم ليس سوى سراب لا يلبث أن يُمحى عمّا قريب..
اطمئني يا بلادي..فلا زلنا ننبض من هواكِ سعادتنا وفرحتنا..
لبيك يا بلدي ولست بخائف ظلم القوي على الضعيف..
لبيك يا بلدي..فالحب يرنو باسماً والعاشق الولهان ينصاع لرقة البلد الجريح..
لم نجتمع إلا لأجلك يا بلادي..كوني سعيدة..لأجلنا كوني سعيدة.