التجربة الديمقراطية في العراق مرت بفصول خريفية صاخبة , واعداء بطريقها كثيرون همهم اسقاطها وابقاء من يستفيد منها من شعب في حالة من الضعف والقلق والخوف باسقاط تاريخ وطني وارث شعب وجعله امام الواقع الاستسلام للحروب الطائفية والنزعات العدوانية , لغة اندفعت لها الاطراف بالتخوين والتشكيك والتنصل عن رفاقة الدرب وعويل المحرومين وابتعاد عن المضطهدين في الحقب الدكتاتورية , الدستور سقف تستظل به كل الاطراف حامياّ لها انتج من حوار وافق اغلب المشتركات بطرق وطنية وحلول عراقية تنتزع التشنج والمزايدات وتطمين الشارع , ملخص العمل السياسي بالمفهوم الديمقراطي عمل لوحدة البلاد وتشخيص مكامن الخطورة وايجاد حلولها لشعب توزع فيه الظلم وجراحه لا تزال لم تندمل وتنفس السياسة وخرق جسده اليورانيوم وهزته ا الاشعاعات والاشاعات والدعايات والايمان بالاقدار المتشأمة ,سأم الشعارات الانشائية والخطب الرنانة للكذب عليه وتكذيب افعاله , استهانة بالمواطن وبقراره السياسي وتهميش لصوته بنخب تختصر رؤياه وتدعي الدفاع عنه بالخنادق , لم تكترث بنظر مصالحها وجعلت من التقسيم احد الحلول لا تستحيي من وضعه نصب اعينها بردود انفعالية ارتجالية , عراق كان يراد منه ان يكون بلد اتحادي فدرالي توزع في الصلاحيات وتتكامل الادوار يركب في مركب للنجاة , وثقب واحد يغرقة ويريد الوصول الى شاطيء النجاة , والاستقرار لا يرضي ايدلوجيات التطرف والعبودية والاستعباد , لتصور ان الفدرالية انفصال وكل مدينة تفصلها حدود وجواز سفر ليمرر على سذج بسطاء بنصائح ساسة لارضاء المناصب , كانوا يخجلون ان يتحدثوا بطائفية علناّ واليوم يروجون لها بالاعلام وعلى المنابر يقفون بطريق اقامة الاقاليم المنسجمة بالدستور والنظام الاداري بتحول الى امر عجيب الى دعاة للتقسيم بأسم الانفصال المتقاتل في مدن لا تزال حدودها متنازع عليها لفرض هيمنتهم بزاعات داخلية بين اقلية واغلبية وحدود بين المدن غير واضحة , حقوق لا تزال على الرفوف وضحايا جمعهم تاريخ ومقابر وويلات تبددت امالها حينما وجدت الاختلاف بين النظريات والتطبيق ومباديء انطلقت من رحم المعاناة بدماء في طريق الحرية , انتجب تطرف الى اقصى اليمين واليسار وترويج لمأرب اقنعت به الشارع بالحلول من اسوءها , قوى كانت مطلوب بها رسم خارطة لبناء مشروع دولة المؤوسسات والحياة المدنية وتقف بيد واحدة ضد الارهاب والتطرف وتمزيق البلاد وسلوك مسار الحكمة وحساب الخطوات قبل فوات الاوان , قد يؤمن البعض بالاقدار الا انها ليست حتمية بوجود وسائل الحول والحوار الوطني واصبحت اليوم تؤمن بالاقدار والسير بالطرق الوعرة لا تخجل من التقسيم والطائفية والعدوانية و لم تتردد من التبررير والممطالة والاعتراف بأن كل اساليبها كانت ممهدة لتلك النتائج المرة على شعب تقارب وتناسب وارتبطت مصالحه ببعضه وان المطالب تكاد ان تكون موحدة بغياب مصالح الساسة التي تجاوزت ابناء جلدتهم وان الوقت الضائع قارب الانتهاء ..
|