• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وزارة التربية تهدر ملايين الدولارات سنويا !! .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

وزارة التربية تهدر ملايين الدولارات سنويا !!

يبدو أن الإعلام يسلط الضوء في كل عام دراسي جديد على مجمل قضايا التعليم وأكثرها جدلا ونشاطا  واهتماما هو توفير الكتب والمستلزمات الدراسية كون العائلة العراقية لا تخلو من ارتباطها الفكري والعملي بهذه المؤسسة الحيوية عن طريق أبنائها , لما تشكله المناهج الدراسية من كتب ووسائل تعليمية حافزا نفسيا واستقرارا دراسيا ينعكس بالخير والتفوق العلمي لجميع طلبتنا وهم ثروتنا وأساس تقدم بلدنا في كافة الميادين أذا ما استثمرت تلك العقول بإخلاص وأمانة , وكلما تم تنشئة الطلبة وتنمية مواهبهم  بطرق حضارية  ومناهج صحيحة مبنية على رؤى مستقبلية  نابعة من أدراك الجميع بان الشعوب التي سبقتنا بهذا المضمار اعتمدت على التربية في بناء براعمها وفتيانها , وتجربة اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وما حل بهما من دمار شامل, أصبحوا اليوم مرآة يمكن النظر إليها واخذ الصالح منها لنضع أقدامنا في بداية السلم نحو المجد , وترك أعلامنا خلفه قضية مهمة جدا استنزفت هدرا كبيرا من أموال وزارة التربية  وهي عدم تدوير الكتب المنهجية والاحتفاظ بها لأعادتها للطالب في العام المقبل , ولكن ما نراه في مدارسنا هي أتلاف الكتب الدراسية حال تسلمها من الطلبة وإعادة طبعها مرة ثانية دون التغير في عناوينها ومواضيعها  علماُ أن قسماً منها يطبع في مطابع دول الجوار والأخر في مطابع خاصة كونها تحمل بعض المواصفات العالمية , وقد يكون هنالك تفاوت تقني في أجهزة الطبع بين دول الجوار تفوق مطابعنا ,لهذا اهتم المسؤولون على أن يكون الطبع بمواصفات عالمية وخارج العراق وهذا ليس مبررا وانعكس سلبيا على أصحاب المطابع ,وما أريد ان أوصله وأركز عليه وبعيدا عن مناهج التعليم وما يحمل الكتاب من مواضيع  دراسية , لماذا هذا الهدر بالأموال والتي تستنزف خزينة وزارة التربية ملايين الدولارات سنويا بإعادة طبع الكتب واتهمت الوزارة عدة مرات بوجود فساد واختلاس في طبع الكتب المدرسية أمام الرأي العام وما تحمله المناقصات من شبهات  ,, وحدث قبل عدة أعوام بطبع كتاب التربية الوطنية للمرحلة المتوسطة  مرتين في نفس السنة لأسباب منهجية دون تخطيط ودراية مسبقة ناهيك عن تشابه في بعض المواضيع على صفحات الكتاب ومكررة الطبع , في نهاية كل عام دراسي يقوم الطلبة بتسليم الكتب المدرسية الى إدارات المدارس ويلقى بها في مخازن المدرسة وبعضها يحرق والأخر يكدس فوق سطوح المدارس وأيضا كثرتها تساهم في زيادة الأنقاض في المدرسة , ويا حبذا لو بادر وزيرنا المحترم بتقليص سفره المستمر ويرفض المقاطعة السياسية للحكومة كون المسالة خطيرة جدا وتتعلق بأموال الشعب ,وان يتكرم علينا بان يصدر تعليمات بتدوير الكتب المدرسية وأعادتها للطلبة  في العام المقبل بعد تسليمها والمحافظة عليها  وبذلك حققنا بعض الأهداف الإنسانية منها تعويد الطلبة بالالتزام والأمانة على الكتب المدرسية كونه هدية دون مقابل  وينعكس ذلك على نفسيته وان يكون حريصا على أثاث مدرسته وأيضا تنعكس تلك التعليمات والمتابعة المستمرة على ان يكون أمينا لممتلكات الدولة خارج المدرسة والالتزام بالنظافة والترتيب العام  ويساهم في المحافظة على جمالية البيئة كونها تعبر عن التزام الطالب بالطرق الصحيحة والنظام وهكذا أصبح الطالب وفيا للإرشادات المدرسية, ولان الطالب مثل البذرة اذا زرعت في ارض طيبة وسهر عليها حصد ما يريده من أنتاج وفير , أما فيما يخص صلاحية استهلاك الكتب المنهجية على الأقل سنتين ثم تتلف بعد ذلك وليس سنويا , من اجل توفير أموال  أضافية  تساهم في تذليل المشاكل وحل الاختناق الحاصل في ازدواجية الدوام الثلاثي لبعض المدارس وتخفيف الضغط على المدرسين لأعداد الطلبة الكثيرة في الصف الواحد , إضافة الى أنشاء مشاريع جديدة وتطوير الواقع التربوي المزري وخاصة نحن بحاجة الى بناء اكثر من 6000 الاف مدرسة ,, وقد عمدت بعض الدول العربية في وضع سياسة إستراتيجية تخص واقع التعليم ونجحت في توفير ميزانية إضافية ساهمت في رفع المستوى العام وتطوير هذا المرفق الحيوي وحددت بذلك عمر لاستهلاك الكتاب المدرسي , أتمنى من الإعلام الرقيب أن يتحمل مسؤوليته وأن يركزوا في بداية ونهاية العام الدراسي على تلك الظاهرة الخطيرة كما اطلب من مديرية المنهاج وطبع الكتب المدرسية أن تلتفت الى المصلحة العامة ويضعوا حلول لهدر تلك الأموال للاستفادة منها في رفع المستوى التعليمي ,كي نواصل تقدمنا بعد أن نجح العراق في استقطاب العالم وأصبح محورا مهما ينظر اليه في المحيط الإقليمي والدولي .    




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=27906
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29