• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مالذي , قدمناه, للعراق الغالي؟ .
                          • الكاتب : دلال محمود .

مالذي , قدمناه, للعراق الغالي؟

بمرارة تملأ القلب ,  وبأسف بالغ,أقول  أن أغلب العراقيين يشكون من العراق , وكأن العراق كائن حي يمشي ويسير ويتنفس, حيث يتسائلون , مالذي قدمه العراق لنا , غير الجوع والفقر والغربة؟
 ان سؤالهم وأستفهامهم هذا يدل على جهل مدقع في تفكيرهم, فالبلد هو بمقام الشيء الحسي , واللا مرئي , تماماً   كحالنا حين  نعبد الله  تعالى دون ان نراه لكننا نحسه ونشعره أينما كنا, هكذا هي الاوطان لانشعر بدفئها وطيبها الا حين نتركها , هل نسيتم كيف تستذكرون الله في وقت الشدائد والمصائب , و حين تكونون في نعيم تنسون واجبكم تجاه الله ربنا؟.
قبل أن ننتظر  من العراق كي يقدم  لنا خدمات علينا ان نقدم نحن الخدمات اليه    , علينا ان نحافظ عليه من انفسنا قبل ان نحافظ عليه من الآخرين, نعم فأن نفوسنا الامارة بالسوء هي التي أودت به وجعلته محتلاً,منتهك الاعراض والحرمات, كل مازرعناه  في بلدنا في السنين الغابرة نجنيه الآن.لننظر الى دول العالم المتحضر وخير مثال على هذا هو المانيا هذا البلد الذي أعطى لشعبه الحرب والدمار والخراب والثلوج والقحط, لدرجة ان الالمان لازالوا,  يستذكرون تلك الايام  السوداء وكيف ظلوا لسبع سنين لايتناولون غير البطاطا المسلوقة فقط, وبعد سبع سنين استطاعوا ان يأكلوها مقلية حيث توفر الزيت لديهم  ,تصوروا كيف كان الفقر والجوع ينخرهم نخراً, لكنهم لن ييأسوا ولن يضعوا اللوم على المانيا , انهم عملوا جاهدين واخذوا العبر والحكم والدروس من حربهم التي شنها حاكمهم السادي هتلر على العالم, لكن النتيجة انهم صمموا على ان يكونوا في مصاف الدول المتقدمة, فأسسوا  لبناء النفس الألمانية ابتداءاً بالطفل والمرأة ومن ثم الرجل, وبنوا البلد أرقى بناء, سنّوا القوانين التي استطاعت ان تفرض النظام  على الجميع  وبهذا إلتزموا  بالحقوق والواجبات تجاه المجتمع والوطن, فمثلاً, الآن لايمكن لشخص ان يعبث على سبيل المثال, بمقاعد القطارات حتى وان كان طفلاً المانياً, فانه سيلاقي, توبيخاَ, وتأنيباَ, من قبل الشيوخ والمسنين, فتصورا ان اكثر الناس حرصاً على البلد واملاك الشعب هم المسنين رجالاً ونساءاً والسبب لأنهم بسواعدهم  ,بنيت البلاد ووصلت الى ماوصلت اليه الآن من تقدم وازدهار,ياتُرى كيف بنيت هذه النفوس؟ هل انهم جلسوا مكتوفي الأيدي لينتظروا من المانيا ان تقدم لهم, أم انهم جاهدوا وعمروا ماخلفته الحرب العالمية من خراب ودمار , وبدأوا من الصفر وها هم يجنون ثمار زرعهم الطيب.
 هلموا اذاً يااصلاء كي نبني العراق ونقدم للعراق فهو أطهر بقاع الارض ويستحق كل الجهد والعناء. 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2828
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20