• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وداعا هوغو تشافيز .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

وداعا هوغو تشافيز

 انسان احب الفقراء والمظلومين   وعاش من اجلهم وفي خدمتهم ومات من اجلهم  فكان ظاهرة انسانية تعدت  حدود بلده فاصبح صوت الفقراء في كل امريكا اللاتينية وفي كل العالم

تحدى جشع ووحشية وقسوة  الاغنياء واستغلالهم وممثل هذه الوحشية وهذا الاستغلال الادارة الامريكية  والتفت حوله شعوب امريكا اللاتينية كلها وهي تصرخ لا لسارقة تعب الشعوب لا لقاتلة الشعوب
لا شك هذا امر مخالف لقانون رأس المال كيف تتجرأ هذه الشعوب الفقيرة المهمشة وتتحدى  الولايات المتحدة الامريكية وهي التي كانت ترى في هذه البلدان اي في  دول امريكا اللاتينية الحديقة الخلفية لها
حاولت الادارة الامريكية بكل ما تملك من وسائل ضغط  مختلفة من قوة ووحشية  ومن اغراءات متنوعة  مؤامرات سرية وعلنية من تهديد ووعيد من تخريب وتدمير من حث وتحريض على القيام بأعمال مناهضة ومناوئة لمسيرة الشعب الفنزويلي وشراء عناصر ودفعهم لاسقاط حكومته بقوة السلاح بانقلابات عسكرية
الا ان الشعب الفنزويلي احبط كل تلك المؤمرات والدسائس وخرج منتصرا متحديا لبناء وطن حر وشعب سعيد لبناء وطن العدالة والحرية ورغم كل ذلك بقي متمسكا بالديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية في حين راعية الديمقراطية والمدافعة عن حقوق الانسان كما تدعي وتعلن تخلت عن كل ذلك  وخططت  مع مجموعة من الانتهازين المأجورين من ضباط الجيش بالقيام بانقلاب عسكري للاطاحة بالنظام الشرعي والديمقراطي فتشافيز لم يأتي بانقلاب عسكري وانما بانتخابات حرة وبارادة شعبية مستقلة رغم تدخل الولايات المتحدة وخدمها من اجل افشال الانتخابات وعمليات التزوير التي قامت بها الا ان الشعب اختار هوغو تشافيز
المعروف ان هوغو تشافيز ولد من عائلة فقيرة في كوخ طيني يعود لجدته فعاش مع الفقراء ومنذ تلك الفترة وفي ذلك المكان بدأ يفكر في انقاذ هؤلاء  الفقراء المحرومين من الفقر  الذي يولد الذل والظلام والظلم 
لهذا في اليوم الاول الذي وصل الى دست الحكم وضع الخطة الكاملة لانقاذ الشعب الفنزويلي من الفقر من الحرمان من الاكواخ الطينية فلم يفكر بنفسه ببناء بيت له او جمع مال انما كل تفكيره هو الشعب  لكل مواطن بيت عمل علاج مجاني تعليم مجاني
هذا يذكرنا بأبن العراق البار عبد الكريم قاسم انه ولد وعاش نفس ظروف ومعانات هوغو تشافيز وحلم نفس احلامه والعجيب ان القوى التي وقفت ضد عبد الكريم قاسم هي نفسها التي وقفت ضد هوغو تشافيز وهي نفسها وقفت ضد الامام علي قبل اكثر من 14 قرنا من الزمن والذين احبوا  عبد الكريم قاسم هم نفسهم الذين احبوا هوغو تشافيز وهم نفسهم الذين احبوا الامام علي  انهم الفقراء المظلومين المحرومين
  فالبشر في كل التاريخ وفي كل مكان وحتى الان والى فترة قادمة منقسمين الى فئتين فئة ظالمة سارقة غنية وهي الاقلية وفئة مظلومة مسروقة فقيرة وهي الاكثرية
 وهذه  الاكثرية المظلومة المسروقة تعيش تحت رحمة الاقلية الظالمة السارقة في فترات زمنية نادرة ومتباعدة يظهر رجال  يقودون الاكثرية المظلومة المسروقة الفقيرة الى الحق الى النور الى الاستقامة لكنهم يصطدمون بوحشية وقسوة  الاقلية رغم كل ذلك ان  الاكثرية المظلومة والمسروقة تسجل انتصارات على  الاقلية الظالمة السارقة
وماهذه التغيرات والتطورات وتحقيق بعض المكاسب وبعض الحقوق من ديمقراطية وتعددية وقانون وانتخابات   ودستور ومؤسسات دستورية والدعوة الى العدالة والمساوات والغاء العبودية وتحرير المرأة ومساوتها مع الرجل الا نتيجة لتضحيات وصمود اولئك الذين ربطوا انفسهم بالفقراء والمظلومين والمحرمون  في كل مراحل التاريخ وفي كل مكان من الارض امثال عبد الكريم قاسم وهوغو تشافيز وغيرهم كثيرون
لا شك ان   الاقلية الظالمة السارقة  بكل مكان فرحة مسرورة بموت تشافيز وكأنها حققت نصرا كبيرا وخاصة العوائل المحتلة للخليج والجزيرة لا تدري ان شافيز قمرا يسموا في سماء الحرية كبقية الذين دافعوا عن الفقراء وماتوا من اجلهم 
وقف الى جانب القضية الفلسطينية والفلسطينين بقوة وتحدي في حين كان الحكام العرب وخاصة العوائل المحتلة للجزيرة والخليج يرتجفون حتى من قول كلمة
كان يشعر بمعانات الشعوب العربية ويرغب في نهضتها وتطورها لكنه يرى الانظمة العربية هي  العثرات والعوائق التي تحول دون تحقيق النهضة والتطور فكان يرى في انظمة صدام والقذافي والاسد وغيرها انظمة غير شرعية لانها غير ديمقراطية
واخيرا رحل تشافيز لكنه لم يكمل مشروعه الا ان الشعب الفنزويلي وعده بانه سيكمل مشروعه وانه سائر على الطريق الصحيح الذي وضعه عليه واكد له انه لم ولن ينحرف قيد انملة
انه قضى على  اكثر من 75 بالمائة من الفقر في البلاد
تأمين الصحة والتعليم  المجاني لكل ابناء الشعب حيث انشأ اكثر من 40 جامعة
زيادة الرواتب بنسبة كبيرة
انشأ اكثر من مليون شقة مؤثثة
عمل بقوة على دعم الديمقراطية وترسيخها في البلاد
لا شك ان تشافيز شكل خطر كبير على الاقلية الظالمة السارقة وعلى مصالحهم لهذا  قررت هذه الاقلية التخلص منه فكل اساليبها خابت وفشلت لهذا كما تقول الاخبار امتدت يد هذه الاقلية الى جسده وقتلته
لا تدري انها صنعت من كل مواطن من شعب فنزويلا تشافيز
وهكذا انتصر تشافيز  ليس على اعدائه بل على الموت
فهل مات عبد الكريم قاسم
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28283
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29