دخل ميسي ورفاقه اللقاء واضعين نصب أعينهم هدفاً وحيداً وهو تحقيق فوز عريض يؤهلهم إلى الدور التالي بعد الخسارة في الذهاب على أرضية السان سيرو بثنائية نظيفة ومن ثم تغيير الصورة الباهتة التي ظهر عليها سحرة كتالونيا في اللقاءات الأخيرة والتي كان نتيجتها خسارتين أمام الريال في الدوري والكأس وثالثة امام الميلان في لقاء الذهاب.

 

أمام هذه المعطيات لم يضع برشلونة وقتاً كثيرا وبدأ المباراة ضاغطاً على دفاع منافسه واحتاج البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي خمس دقائق فقط لينشر عبير هدفه في أرجاء الكامب نو عندما وصلته الكرة على مشارف منطقة الجزاء فركنها بقدمه اليسرى أعلى الزاوية اليمنى للحارس الإيطالي أبياتي محرزاً هدفاً رائعاً ويزيد الضغط على منافس ظن لاعبوه أنهم بمأمن عطفاً على نتيجة الذهاب متناسين أنهم أمام ميسي الرهيب.

 

بعد الهدف لم يتوقف المد الهجومي لبرشلونة بل زاد الضغط على دفاعات الميلان المتراجعة حفاظاً على فارق الهدف المتبقي وبحثا عن مرتدة قاتلة لأحلام برشلونة وكادت تنجح الخطة عندما استغل الفرعون الصغير استيفان شعراوي سرعته وتلقى بينية انفرد على إثرها بالمرمى ولكنه سدد كرة ضعيفة في أحضان الحارس فيكتور فالديز.

 

لم يتأخر الرد الكتالوني كثيراً على كرة شعراوي فارتدت تسديدة إنييستا من الحارس أبياتي والعارضة ليكملها ميسي برأسه في الشباك الخارجية ثم يتعملق أبياتي مجدداً ويحول تسديدة تشافي إلى ركنية.

 

رغم التفوق الكتالوني الكاسح خلال دقائق الشوط الأول إلا أن المنعرج الحقيقي الذي حول دفة الأمور كلياً نحو تأهل برشلونة كانت الدقيقة 38 عندما استغل الشاب نيانج هفوة قلبي الدفاع بيكيه وماسكيرانو في الرقابة وانفرد من منتصف الملعب بالحارس فالديز غير أنه سدد في الزاوية الصعبة على يمين الحارس لتصطدم كرته بالقائم ويضيع هدف التأهل على ميلان.

 

ولأن كرة القدم هي لعبة استغلال الفرص وأنصافها فلم يتوان الفتى الذهبي ليونيل ميسي في استغلال ربع فرصة عندما تسلم كرة زميله المتألق أندرياس إنييستا خارج لمنطقة المحرمة بقليل ثم سددها بيسراه لتسكن الزاوية اليسرى للحارس أبياتي محرزا الهدف الثاني لبرشلونة د 39 لينتهي الشوط الأول بتقدم مستحق لبرشلونة بهدفين نظيفين وهي نفس نتيجة الذهاب.

 

مع بداية الشوط الثاني ظهرت الحيرة التكتيكية على المدرب أليجري فلا هو دافع بشكل محكم أملاً في الوصول إلى ركلات الترجيح ولا قام بتغييرات تساعده على زيادة الشق الهجومي، وأمام هذه الحالة لم يجد برشلونة أدنى صعوبة في إضافة الهدف الثالث عن طريق الهداف التاريخي للمنتخب الاسباني ديفيد فيا بعد عشر دقائق من بداية الشوط إثر تمريرة زميله تشافي هيرنانديز البينية روضها بمهارة ثم ركنها في الزاوية البعيدة للحارس أبياتي محرزاً هدف التأهل لبرشلونة.

 

تحرك المدرب الإيطالي جاء متأخرا بالدفع بأوراقه الهجومية وإن كان احراز هدف يضمن له بطاقة التاهل فدفع بالبرازيلي روبينيو والغاني سولي مونتاري صاحب احد هدفي لقاء الذهاب ثم لاعب برشلونة السابق بويان فتحسن الشكل الهجومي للميلان لكن دون خطورة كبيرة على مرمى برشلونة.

 

وفي اللحظات الأخيرة من اللقاء وفي ظل اندفاع لاعبي الميلان استغل لاعبو برشلونة خطأ في التمرير وقاموا بعمل هجمة خاطفة عن طريق ميسي الذي مرر الى سانشيز فأرسل كرة عرضية إلى المنطلق خوردي ألبا لم يجد صعوبة في ايداعها الشباك الإيطالية محرزا الهدف الرابع لبرشلونة لينتهي اللقاء بفوز البارسا برباعية نظيفة وصعوده لدور الثمانية بدوري أبطال أوروبا.