• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كرامة المواطن و كرامة المسؤول وحذاء السندريلا؟!! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

كرامة المواطن و كرامة المسؤول وحذاء السندريلا؟!!

تشكل الكرامة جزء هاما ضمن التكوين البنيوي للأنسان، والأنسان أيا كان في العراق أو في الصومال في أمريكا في اليابان لا يقبل بأن تجرح كرامته لأي سبب كان ، وكما قيل ( لا يأبى الكرامة ألا الحمار) . ولكن لموضوع الكرامة خصوصيته المتميزة لدى العرب، والتاريخ العربي حافل بالكثير من القصص والحوادث التي تتحدث عن الكرامة والأباء العربي، ولشدة أعتزاز العرب بكرامتهم فقد أنسحبت الكرامة حتى على حيواناتهم!وربما سمع وقرأ الكثير منا عن حرب داحس والغبراء في الجزيرة العربية والتي حدثت بين قبيلتين بسبب (ناقه) وأستمرت قرابة 40)) عاما!!، وعندنا في العراق مثل يقول مع الأعتذار( الجلب يحترموا لخاطرأهله)! وكم من مشاجرات عشائرية وقعت وعراك سالت به الدماء بسبب مقتل دابة أو كلب يعود لهذه العشيرة من قبل عشيرة أخرى وتمتلىء أدراج القضاء العراقي بالكثير من هذه الملفات.وأيضا نتحدث عن الكرامة عندما كنا جنود في الحرب العراقية الأيرانية(1980-1988)، ورغم ظروف الحرب العصيبة والأهوال التي مرت علينا في تلك الحرب المجنونة، ألا أننا كنا نحرص على عدم التغيب لأي سبب كان وكنا ملتزمين جدا بموعد أجازاتنا الدورية والألتحاق للوحدة بالوقت المحدد، حتى لا نسمع كلمة توبيخ من آمر الوحدة لأن في ذلك مساس لكرامتنا ولكوننا خريجي كليات ونرى أنفسنا قدوة لباقي الجنود. وفي حياتنا اليومية نفاجأ بمواقف قد تجرنا مجبورين الى مشاكل تجرح كرامتنا بسبب أناس لا يمتلكون أدنى درجة من القيم والأداب والأخلاق فنقعد ملومين محسورين لأنفسنا !.وقد يحدث في آحايين كثيرة أن يقوم مدير الشعبة أو القسم في دائرة من دوائر الدولة بتوبيخ موظف في القسم بسبب قصوروتلكأ في العمل نتج من قبل ذلك الموظف ويكون التوبيخ بحقه ولأن التوبيخ حدث أمام بقية الموظفين في القسم او الشعبة، نرى أن الموظف يكاد ينفجر من شدة الألم والغضب والحسرة وقد لا يأكل ولا يشرب بقية اليوم! وأذا كان مدخنا فتلك المصيبة الكبرى فلا تفارق السيكارة يديه او فمه! لأنه شعر بأن كرامته قد جرحت أمام بقية موظفي القسم ويحتاج الى وقت ليس بالقليل لكي يعيد توازنه الشخصي!!. ما تقدم مجموعة من الأمثلة والمواقف التي تظهر لنا مدى أعتزاز المواطن العادي بكرامته. وأسأل بعد كل هذا وبتعجب وقد يتفق معي الكثيرين: من أية طينة خلقوا بعض ساستنا ومسؤولينا؟ وهل خلقوا  من دون كرامة؟ وهل سقطت كرامتهم وحيائهم الى هذه الدرجة بحيث أصبحوا كالحجارة الصماء أمام كل ما يقال عنهم وما نسمعه عن طريق وسائل الأعلام وما يقومون به من أفعال مشينة : فسادهم ومصالحهم الشخصية وأثرائهم غير المشروع على حساب جوع المواطن وخراب البلاد وكيف يسرقون وينهبون المال العام ويتصلون ويعملون لصالح دول أخرى ضد مصالح وطنهم من أجل حفنة من الدولارات؟ ولا أدري ماذا يقولون مع انفسهم عندما يسمعون كل هذا الكم الهائل من الكلام الذي لا يتقبله حتى الطفل أو المجنون؟!!، وهل أن عوائلهم، زوجاتهم وأبنائهم فرحين وفخورين بهم ؟ لكونهم مجرمين و لصوص من فئة خمسة نجوم؟!! ولكن يبدو أن جلودهم قد (تدبغت) !!من كثرة الكلام  ولم يعد هناك شيء يمض فيها!!، ولأن المنصب ووجاهة المسؤولية والرواتب العالية والمخصصات والأيفادات والحمايات تستحق أن تهان وتهدر امامها كرامتهم وكرامة عوائلهم؟!. وآخر حوادث (كرامة بعض المسؤولين) العراقيين هوالشجارالذي حدث قبل أيام بين النائبة المستقلة عالية نصيف والتي أنشقت عن  القائمة العراقية وبين النائب سلمان الجميلي من القائمة العراقية ورئيس الكتلة العراقية في البرلمان، الحادثة (واللغوة) صارت حديث الشارع العراقي قبل أن تكون مادة دسمة لوسائل الأعلام لكونها وقعت في كافتريا البرلمان أمام مرأى ومسمع ( الرايح والجاي)!! يعني فضيحة بجلاجل كما يقال، حيث ضربت النائبة عالية نصيف النائب سلمان الجميلي بحذائها!!،التصرف أكيد معيب وفيه مافيه من كلام ولا يفترض أن يصدر من نائبة ممثلة شعب في البرلمان، وسرعان ما أنتشرالخبر وتناقلته وسائل الأعلام والفيس بوك والتويترومواقع الأنترنيت بمزيد من التعليقات والسخرية!وواقعة رمي الحذاء من قبل النائبة عالية نصيف تذكرنا بواقعة أخرى مع الفارق وهي واقعة منتظر الزيدي والرئيس الأمريكي الأسبق بوش ولوأن الحادثتين تدل على ثقافة من قام بالفعل!!وسرعان ما أصبح حذاء عالية نصيف ذهبيا و أحلى وأغلى من حذاء سندريلا!! في قصتها الخرافية الطفولية المعروفة، وسرعان ما ظهرتجار شراء الأنتيكات! فهذا يدفع 5 ملايين دولار والآخر يدفع بالدينار العراقي والآخر باليورو مقابل ان يقتني بفردة حذاء السندريلا عالية نصيف!.ونسأل هنا: ما الذي دفع بالساندريلا عالية نصيف أن تضرب النائب المحترم جدا جدا!! سلمان الجميلي بحذائها؟، القريبون من الواقعة ذكروا بأن ما قامت به النائبة عالية كان رد فعل طبيعي لأية امرأة عراقية! بعد ان سمعت من سلمان الجميلي كلمات نابية لا يطلقها ويتلفظ بها ألا أبناء الشوارع وعديمي التربية والأخلاق!! ولا يفترض ان تصدر من نائب من وزن سلمان الجميلي؟ اما أصل المشكلة فيقال أنها تخص موضوع التصويت على الموازنة وعناد العراقية على عدم التصويت عليها نكاية برئيس الحكومة المالكي!. وقد علق الكثيرون على المشهد: لولا قندرة عالية نصيف لما أقرت الموازنة؟!!.أقول أنا لست من الشامتين بسلمان الجميلي الذي ربما يستحق أكثر من هذه الأهانة نتيجة سوء مواقفه ومواقف قائمته العراقية تجاه الكثير من القضايا التي تهم مصلحة الوطن والمواطن، كما وأني لست من المصفقين للنائبة السندريلا عالية نصيف على مافعلته، بل أقول الى أي مستوى وصل أليه هؤلاء البرلمانيون؟ بعد أن أفتقدوا الى لغة الحوار المتمدن وأبدلوها بلغة( الفشار وضرب القنادر) !! فالحادثة المهزلة تدل على ان الضارب والمضروب يتحلون بأخلاق (العربنجية)!!. هؤلاء هم ممثلي الشعب العراقي فهنيئا لنا بما صبرنا وهذا جزائنا وهذا هو سوء أختيارنا فلا عجب أن ضام العراقيين الضيم والقهر والجوع والفقر والتشرد والضياع من بعد(10) سنوات من سقوط النظام السابق بوجود هؤلاء البرلمانيين وأشباههم كممثلين للعراقيين تحت قبة برلماننا العتيد!. كما واقول : أعانك الله يا دولة الرئيس كيف تستطيع أن تخطط وتبني وهؤلاء هم من يشرعون القوانين ويصدرون القرارات؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28655
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29