بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

في الخامس من شهر جمادى الأولى سنة 5 للهجرة ولدت السيدة زينب بنت أمير المؤمنين ﴿عليها السلام﴾

إن الحديث عن السيدة الطاهرة زينب ﴿عليها السلام﴾ هو الحديث عن اشرف امرأة بعد أمها البتول ﴿عليها السلام﴾ نشأت ﴿عليها السلام﴾ في ذلك البيت النبوي الطاهر وترعرعت ونهلت من علمه وورثت خصاله ومميزاته الكريمة فكانت ﴿عليها السلام﴾ تعكس صفحة مشرقة لهذا البيت الطاهر من خلال عبادتها ومحاسنها وزهدها وتقواها 

وإذا جعل الله مع ادم زوجته ومع موسى أخته ومع عيسى أمه ومع النبي الأكرم محمد ﴿صلى الله عليه واله﴾ ابنته فقد جعل مع الحسين ﴿عليه السلام﴾ أخته الصديقة زينب ﴿عليها السلام﴾لكي تشاركه في مشروعه ونهضته المباركة فهما من شجرة واحدة ومن بيت واحد 

الولادة الكريمة والتسمية العظيمة

يقول الشيخ القرشي(رحمه الله) ووضعت الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) وليدتها المباركة التي لم تولد مثلها امرأة في الإسلام إيماناً وشرفاً وطهارةً وعفةً وجهاداً، وقد استقبلها أهل البيت وسائر الصحابة بمزيدٍ من الابتهاج والفرح والسرور، وأجرى الإمام أمير المؤمنين على وليدته المراسيم الشرعية، فإذّن في أُذنها اليمنى، وأقام في اليسرى.*

 

ولما ولدت ( عليها السلام ) : جاءت بها أمها الزهراء إلى أبيها أمير المؤمنين (عليها السلام) وقالت له : سم هذه المولودة ؟ فقال (عليها السلام) ما كنت لأسبق رسول الله ( صلى اله عليه واله ) وكان في سفر له ، ولما جاء النبي (صلى اله عليه واله) وسأله عن اسمها فقال : ما كنت لأسبق ربي تعالى ، فهبط جبرائيل يقرأ على النبي (صلى اله عليه واله) السلام من الله الجليل وقال له : سم هذه المولودة ( زينب ) فقد اختار الله لها هذا الاسم ،(1)

العالمة غير المعلمة

روي ان الإمام زين العابدين ﴿عليه السلام﴾ قال لعمته بعد ان خطبت خطبتها المعروفة في جمع من اهل الكوفة ... ، وأنت بحمد الله عالمة غير معلمة، فهمة عير مفهمة،...(2) 

 

وقال العلامة الفاضل السيد نور الدين الجزائري في كتابه الفارسي

المسمى ب‍ ( الخصائص الزينبية ) ما ترجمته عن بعض الكتب : أن زينب كان لها مجلس في بيتها أيام إقامة أبيها ( عليه السلام ) في الكوفة ، وكانت تفسر القرآن للنساء ، ففي بعض الأيام كانت تفسر ( كهيعص ) للنساء إذ دخل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال لها : يا نور عيني سمعتك تفسيرين ( كهيعص ) للنساء ، فقالت : نعم فقال ( عليه السلام ) : هذا رمز لمصيبة تصيبكم عترة رسول الله ( صلى الله عليه واله ) ثم شرح لها المصائب فبكت بكاء عاليا صلوات الله عليها .(3)

ولله در الشاعر حيث يقول 

سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهرُ === وما أشرقت شمسٌ وما طلع البدر

سلام على القلب الكبير وصبره === بما قد جرت حزناً له الأدمعُ الحمر

جرى ما جرى في كربلاء وعينُها === ترى ما جرى مما يذوب له الصخر

لقد أبصرت جسم الحسين موزَّعا === فجاءت بصبرٍ دون مفهومه الصبر

رأته ونادت يا ابن أمي ووالدي === لك القتل مكتوبٌ ولي كتب الأسر

أخي إنَّ في قلبي أسىً لا أطيقه === وقد ضاق مني في تحمُّله الصدر

عليَّ عزيزٌ أن أسير مع العدى === وتبقى بوادي الطفِّ يصهرك الحرُّ

أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا === مقيمٌ إلى أن ينقضي منّي العمر

أخي كلُّ رزءٍ غير رزئك هيِّنٌ === وما بسواه اشتد واعصوصب الأمر

أخي أنت عن جدِّي وأمِّي وعن أبي === وعن أخي المسموم سلوى ولي ذخر

متى شاهدت عيناي وجهك شاهدت === وجوهَهُمُ الغرَّا وكان بك اليسر

ومذ غبت عني غاب عني جميعُهم === ففقدُك كسرٌ ليس يُرجى له جبر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- وفيات الأئمة ﴿عليهم السلام﴾

2- بحار الأنوار / جزء 45 / صفحة 164

3- وفيات الأئمة ﴿عليهم السلام﴾

*السيدة زينب عليها السلام رائدة الجهاد في الاسلام