• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إحنا المصريين أبدا" مش ساكتين .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

إحنا المصريين أبدا" مش ساكتين

منذ عام 2003 وحين كان العرب جميعهم يتلقون بحذر بالغ أنباء التغيير المدعوم خارجيا في بلاد الرافدين العراق,فإن بوادر الحراك في المنظومة العربية لم يكن خافيا على أحد.وإنشغل العرب في البداية بالأعمال العنفية التي إجتاحت العراق وأعمال المقاومة للقوات الأمريكية المحتلة ,وساد غموض كبير أوضاع هذا البلد بعد أن سقط النظام السياسي فيه والذي كان يمثل عنوانا قوميا للأمة برغم غياب الصورة الحقيقية له وهي الصورة التي لاتختلف كثيرا عن صورة أي نظام عربي يقمع شعبه ويذله ويهينه ويكرس السلطات والنفوذ بيد فئة واحدة وحزب واحد ويلغي مظاهر التحرر والقدرة على توصيل الأفكار والتعبير عنها دون ضغوط.لذلك كان موقف العرب بالإجمال غير هياب في مساندة عنف تحول فيما بعد الى محاولة لإبادة شعب بكامله..ولو إنتبه الاخوة العرب بعض الإنتباه لوجدوا إن ماثار لأجله شعب تونس أو مصر وحتى اليمن والجزائر والأردن إنما هو تعبير عن فقدان الحاجات الضرورية للحياة والتي هي حق مكفول تلتزم به كل حكومات العالم وتنشغل عنه حكومات العرب بإستيراد الغازات المسيلة للدموع والهراوات والإعتقال التعسفي والإذلال في المعتقلات.وهو ذاته ماجعل العراقيين في غاية البرود وهم يرون حاكمهم يختبئ تحت الأرض دون أن يوفروا له الدعم, والأدهى إن المقربين منه والذين عاشوا في بحبوحة من العيش في ظله كانوا أول من تخلى عنه ,وفروا بالأموال والممتلكات الى بلدان أخرى في صورة مشابهة لما عاشته تونس ولما تعيشه بلاد عربية أخرى تتواتر الأخبار منها عن تهريب طرود من الذهب والأموال الى بريطانيا وهولندا وهو ليس بغريب على أي نظام عربي دكتاتوري
 
كان بإمكان الرئيس التونسي زين الهاربين بن علي أن يداري حاجات شعبه ويستثمر في قطاع الخدمات العامة ويشبع الجياع .لكنه قال لهم .الآن فهمتكم! وبعد ثلاثة وعشرين عاما .يقولها وللأسف.
 
بالطبع مصر ليست مثل تونس ,والأردن كذلك وسواها من بلدان ,وهو مايتحجج به سياسيو تلك البلدان الرافضون لخروج المواطنين في تظاهرات  منددة بالسياسات العامة وتقصير الحكومات..لكن من المؤكد إن مايطلبه التوانسة ومايطلبه المصريون والأردنيون والجزائريون وغيرهم من مواطني البلاد العربية لايتعدى توفير الوظائف والخدمات العامة في مجال التأمين الصحي والطعام والتربية والتعليم والتمثيل السياسي العادل وتوفير أجواء من حرية التعبير عن الرأي والكف عن قمع المتظاهرين وإعتقال الصحفيين الذين يغطون الأحداث المتسارعة في أكثر من عاصمة ومدينة عربية.
 
المصريون لن يسكتوا لأنهم لايطالبون بتدمير مصر وهدم المعبد على رأس الحكومة ,بل يعتقدون إنهم بحاجة الى من يسمعهم لا الى من يقمعهم.
 
إحنا المصريين مش ساكتين..هذا شعار يردده كل العرب من المحيط الى الخليج ويهتفون ايضا.إحنا العرب مش ساكتين.
 
hadeejalu@yahoo.com
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2875
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19