• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : وشم طفولتي على جبين أمي .
                          • الكاتب : حسن البصام .

وشم طفولتي على جبين أمي

قامتي التي لونتها اصابعبك
ينحني عنفوانها أمام التماعة عينيك
وانت تتهجدين سرا بالدعاء او تناجي الله
: ابني روح الله معك
يمد يده الله لاخرج من بين فكي حرب متوالدة
الحروب التي تودع ابناءها بنشيد الفجيعة
هاهي الان الشوارع عامرة بالرحيل
روحك الطائرة مازالت على بعد اصابع 
انتظر في كل لحظة ان تمررينها على راسي
الذي ارهقته المكابدة
ياغرفة نور يتسربل الحنان على اثارنا
يدور على سنيننا شتلات أحلام
رأسك الذي ينوء بمحبتي
رأسي الذي ينوء بمحبتك 
هاأنذا في اخر الزمان
وانت في علو المكان
جالسة برفقة الله
خذعمري كله وابصم على جبينها بالرضا
خذ سعادتي وامنحها بسمة عفوك
هاانذا أجثو على باب رحمتك
خذني اليها وردة مسرة لاحتضنها
ماتركت لي وقتا كي اودعها
ياأمي التي شغفت قلبي ورققت دمعتي
ياحنيني المتجدد
ياشمسي التي لم تغب تدورين بين الحلم والنهار
لم تغيبها الفصول
أم الدنيا نصف الكون لها
والنصف الاخر اشتياقها
مازات رقائق البنفسج المتساقطة من عينيها
تغسل عواصف الحروب
تلامس عيوني وانفاسي
فتت كبدك وداعات متجددة لانهاية لها
لازالت طاسة الماء قصيدتي التي ارددها 
وهي تتلى على خطواتي الراحلة
لماذا لم اضعها على رأسي وأذهب بها الى الجبهة 
لتكون الحرب بردا وسلاما
وسعها ارض بلادي التي تقطعت رؤوسها النخيل
وقطعت رؤوسنا
وقطعت احلامنا
قطعت احلام النساء .. ايه يابلاد الارامل!!
رشي على قلبي ماءك ..كم أنوء بحبك
كي يعيد الصفاء لروحي 
التي علقت على روحك وغادرتني
افتحي لي عالمك كي اقبل جبينك
الذي رميت مدية  فاخطات رميتي
فصعقت جبهتها 
انتفخت حتى اخر العمر
وحين مازحها أخي:
أهذا ابنك الذي شج جبينك وانتفخ؟؟
قلت له: اه لويصل فمي لها لقبلتها كل لحظة
كنت لحظتها في الجبهة وانت في تنور مستعر
تقبّلين جرحا سقيته بطفولتي ولازمك الى الابد
انت امرأة اجمل مايكون
بياضك الذي اضاء عيوننا
وزرقة عينيك الصافية
لم ارى شعرك انا ابنك ما رايت شعرك
يالحيائك الذي لم أجده الا في عثوق النخيل
تركت لك وشما وتركت لي محبة من نار
من غيرك اسئ اليه ويغفر سوى الله
من غيرك اشتاقه ويناجيني
ايها الزمن المر
قطعت من شجرتي نسغا يغذيني
قطعت ثمرتي التي اشتهيها في كل لحظة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28810
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29