• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثقافة الوقوف بالطابور (كيو) .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

ثقافة الوقوف بالطابور (كيو)

مثلما الرياضة والأدب والفن وباقي العلوم والفنون الأخرى تمثل مقياسا لرقي وتمدن الأمم والشعوب فأن معرفة وكيفية الوقوف بالطابور(السرة) بلغتنا الدارجة بأنتظام ودون محاولة أخذ حق الغير والتسابق بأكثر من طريقة وأختلاق شتى الأعذارالكاذبة والواهية من اجل ذلك كما يفعل الكثيرون! ،فثقافة الوقوف (بالسرة) هي الأخرى تمثل مقياسا لرقي وتمدن الشعوب والأمم بل لربما هي المقياس الحقيقي بذلك. ولا أدري سبب الأصرار الدائم للكثيرين منا بما فيهم حتى المسؤولين والسياسيين بترديد القول بأننا شعب الحضارات بمناسبة وبدون مناسبة !! وبأننا الشعب الذي قدم الحرف للعالم منذ اكثر من 6000 سنة، في حين أن واقع حياتنا اليومية بكل علاقاتنا الأجتماعية وبكل مفرداتها وتفصيلاتها يشير الى عكس ذلك تماما!!، بل وبعدم وجود أية صلة بتلك الحضارة التي لا زلنا نتباهى ونباهي بها الأمم!، في وقت نرى أن الكثيرمن البلدان التي لا تمتلك ذلك الأرث الحضاري والتاريخي الذي نملكه أستطاعت أن تحيل صحاريها الى واحات خضراء وعمارات شاهقة وناطحات سحاب عملاقة وخلال عقود ثلاثة لا أكثر! وأستطاعت أن ترتقي بشعوبها من حالة وواقع البداوة الى مجتمعات تتعامل بالحاسوب في كل تفاصيل حياتها اليومية .(ليس الفتى من قال كان أبي بل الفتى من قال ها انذا). ومع الأحترام لمن يخالفنا الرأي فأن مجتمعنا حقيقة لا زال يعيش حالة من البداوة والتخلف والفوضى والجهل والأمية في أبسط تعامله بمفردات حياته اليومية بدأ من التزاحم والتدافع في الكراجات مرورا بالتدافع الأكثر الذي يصل في كثير من الأحيان الى التشابك بالأيدي!عند الوقوف بطابور أستلام حصته من (نقمة النفط والغازوالبنزين)!عند حدوث أية أزمة في هذه المواد وخاصة في فصل الشتاء، وأنتهاء بطابورأستلام رواتب شبكة الرعاية الأجتماعية للأرامل والأيتام والمطلقات في أكثر صور البؤس الأنسانية وأنتهاء بأية  مواقف اخرى تستدعي الوقوف بالطابور.ويبدو أن سياسات الحكومات السابقة واللاحقة لم تكن حريصة على كيفية بناء الأنسان وتعليمه وتثقيفه بالشكل الذي يجعل أنسانا متحضرا. حتى وصلنا الى مانحن عليه الآن من حال لا نحسد عليه في كل تفاصيل حياتنا اليومية . ونشرت صحيفة الأهرام القاهرية في أعقاب هزيمة 1967  شيئا بهذا الخصوص مفاده:(أن موشي دايان وزير الدفاع الأسرائيلي وفي أحد المؤتمرات الصحفية وعندما كان يتكلم مزهوا بالنصر وهو يرد على أسئلة الصحفيين وأذا بأحد الصحفيين يفاجأه بسؤال فيه شيء من الجرأة قائلا له: سيادة الجنرال، صحيح أنكم انتصرتم في هذه الحرب ولكنكم أخذتم العرب على حين غرة! ولولا عنصر المفاجأة لما تحقق لكم النصر، لأن العرب ما زالوا قادرين أذا اتحدوا أن يرمونكم بالبحر!!. عندها ضحك موشي دايان بملىء الفم رادا على الصحفي: (النصر ليس بالمفاجأة فقط!فما دامت التقارير والصور التي تردنا ونراها من خلال الصحف وعلى شاشات التلفزيون عن العرب وهم لا يعرفون كيفية الوقوف بانتظام بالطابوروبشكل حضاري فأني لن أخاف منهم أبدا!!). الى هنا انتهى كلام موشي دايان والذي يبدو ومن خلال أجابته للصحفي كيف تراقب اسرائيل الشعوب العربية وكيف تقيم قوتهم وضعفهم وتحضرهم وتخلفهم وذلك من خلال الوقوف بالطابور الذي لا يعني عندنا نحن العرب عموما ( خاصة بعد فوضى الربيع العربي) والعراقيين  على وجه الخصوص وخاصة في السنوات العشرالأخيرة، حيث صار الأنسان المتحضر الذي يتصرف بشيء من الرقي والتمدن في مفردات حياته اليومية صار هذا نشازا وموضع سخرية من مجتمعنا!!. أخيرا أقول: أن الشعوب المتحضرة والمثقفة والواعية دائما ما تكون عصية على الأعداء وهي التي تخيفهم حقا والتي يحسبون لها ألف حساب!، عكس الشعوب المتخلفة والجاهلة والتي مهما بالغت بضجيجها وأنفعالاتها فهي لا تخرج عن كونها ظاهرة صوتية غير مخيفة بالمرة وما اكثر ظواهرنا الصوتية نحن أمة العرب وتحديدا العراقيين!!. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29041
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29