بسمه تعالى
عملاء على ظهر الدبابات.. حكومة غير شرعية.. فرس أتباع إيران.. حكومة طائفية.. مليشيات تعمل وفق أجندات خارجية. الوصف الذي أطلقه أبناء عمومتنا على القيادات والقوى السياسية بمختلف توجهاتها ممن تصدت لدفة البلاد منذ نيسان 2003م والى يومنا هذا لاسيما القوى التي تنتمي لمدرسة آهل البيت (ع)، وكلما فشل أحد الخطابات على نهيقهم بأخر يمنون أنفسهم بالقضاء علينا وتمزيق لحمتنا وتشتيت انتماءاتنا وإفشال تجربتنا ومسخ عقيدتنا مما رسخ لدينا حقيقة أنهم أبناء عمومة الصنم ولا يمتون لنا بصلة ولا يشغلهم شاغل عن تحطيم العراق وشعبه أو إعادة المعادلة الظالمة التي غامرت بدماء وأرواح العراقيين في تجارب حمقاء رعناء لم يسلم منها حتى الذين وقفوا في صف الدكتاتور في يوم ما ، ولم يكتفوا بحملتهم الإعلامية تلك بل رافقها برنامج مسموم لا تخفى على المراقب دقته ولا أشك في رسم فقراته من قبل خبراء من ذوي الاختصاص تجلى في المقاطعة السياسية ودعم إرهاب القاعدة والطعن في وطنية ونزاهة السلطة والحيلولة دون إعادة البنى التحتية ونشر الفساد الإداري باستخدام أيتام اللانظام المقبور وتلخص في تلويث استقراء الرأي العام العراقي لما حوله عبر نشر مضامين من شأنها قطع كل ما يدعم أواصر الثقة بينه وبين الحكومة التي ولدت من إرادته وابرز تلك المضامين ما أشيع عبر أبواقهم مثل..تقسيم العراق..الطعن في الدستور وفي نتائج الاستفتاء عليه..الرفض والتشكيك بنتائج الانتخابات.. تشويه الرموز الدينية والسياسية.. تأجيج الصراعات بين القوى السياسية.. الفتنة الطائفية ، وقد حرصوا في ذات الوقت على أن يظهروا إعلامياً حرصهم الشديد على وحدة العراق أرضاً وشعباً من جهة ودفاعهم عن بعض مكوناته من جهة أخرى ، ليُظهروا بتعمد القوى السياسية العراقية وشخصياتها وبرامجها بمظهر الضعف والعجز وأنها أدوات لتنفيذ أجندات رسمت خارج الحدود العراقية من أولوياتها إخراج العراق من منظومته العربية وإلغاء هويته القومية ، وكأن لا هوية للعراق سوى الهوية البعثية القومية ولا مشكلة للعرب سوى سقوط هبل من عرشه في العراق وكأن الجولان والقدس حررتها الجامعة العربية بعدما استطاعت بدبلوماسيتها القضاء على الفيتو الأمريكي وقيادة العالم سياسياً وطرد الصهاينة كل إلى بلد المنشأ !!. وكأن أمة الضاد تنعم في ظل منظماتها الاقتصادية والتنموية في امن وأمان واستقرار وازدهار فلا فقر ولا اضطهاد ولا سجون سرية ولا تمييز !!،
كل ذلك الذي حدث ويحدث إن جاز لي أن أسميه مخطط التعامل العربي مع العراق بعد 2003 كان ولازال بمباركة قوى دولية حرصت على تنفيذ فقراته ليس حباً بالعراق ولا ترحماً على النظام المقبور بل لإفشال التجربة السياسية الديمقراطية في العراق ولأمرين أولهما لأنها آتت بحملة المبادئ الإسلامية من أصحاب المشروع الوحدوي للنهوض بالعراق دون تمييز لفئة على أخرى ونجاحها يفضح حقيقة المتأسلمين ممن رتعوا في مستنقع الصهيونية وفي ذات الوقت فالنجاح لهذه التجربة يكشف الوجه الحقيقي الناصع للإسلام من انه دين المحبة والسلام والتعايش السلمي الذي حاول الغرب تشويهها ووصفه في أذهان المجتمعات الغربية كمرحلة أولى ضمن مخطط يشمل دول المنطقة فيما بعد ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد من أنه دين القتل والعنف والإكراه لتلتصق بعد ذلك به زوراً وبهتاناً تسمية (الإرهاب) بعدما ضُيق الخناق عليه في معظم الدول ذات الغالبية الإسلامية واستطاعت الامبريالية حصره في دائرة المسجد فقط تلا ذلك نشرهم لثقافة فصل الدين عن السياسة مما يعني عدم قدرة الإسلام كرسالة على تنظيم حياة الأفراد والمجتمعات وإدارة الشؤون السياسية واعتبروا نجاح ذلك ضمان لعدم قبول غير المسلم للإسلام وهو ما يخشون افتضاحه فيما لو نجحت التجربة العراقية ، والسبب الثاني يكمن في خشية الجوار من نقل التجربة إليهم مما يعني فيما يعنيه تفتح العقلية العربية ورفع الازدواجية التي تعاني منها في المفاهيم وكذلك الإطاحة بعروش الطغاة الخاوية أصلاً ولن يكتب لذلك المخطط النجاح دون مساهمة بقايا أيتام اللانظام الذين فقدوا امتيازاتهم بزوال هبل بغداد إذ أن الجوار ومن قبله أسياده يرى أن عودة البعث في العراق خير له من بقاء مقاليد السلطة للأغلبية والقوى الوطنية المخلصة ذات النكهة الإسلامية فهل اتضحت الصورة الآن وكشف المستور عن السبب وراء الحملة الإعلامية المسمومة ضد قياداتنا ورموزنا والتي شكلت برامج مثل صناعة الموت والمشهد العراقي ومن العراق في بعض الفضائيات المسمومة جزء منها ؟؟. وهل لنا أن نقف قليلاً مع أنفسنا ولنسأل ونبحث عن الآليات التي من خلالها نبعد العراق وأهله عن الشر المحيط به ؟؟. وهل لنا القدرة على تقبل الحقيقة كاملة دون أن نخضع لابتزازات فن السياسة الذي لا أرى فيه تقاطعاً مع الإخلاص للوطن والوفاء لأبنائه فيما لو تنازلنا عن الأنا وتعرينا عن الذات وجعلنا حب العراق الميزان الحقيقي في تنفيذ واجباتنا وما يترتب علينا من ثمن المواطنة ألحقه . سيكون ذلك باستطاعتنا فيما لو نتنازل عن كل شيء لأجل العراق ولن يكون تنازلنا حتـــــى ننتخب من نراه أهلا لقيادة البلاد عبر انتخاباتنا المحلية.