حينما قال كارل ماركس كلمته الشهيرة ( الدين افيون الشعوب ) لم يكن يعلم عن الدين غير صورة ذلك القس في روما الذي كان يبيع الجنة بالاشبار و يعطي بذلك صكوك غفران لمن يدفع بدلاً للتملك, و في الجانب الآخر كان يشاهد البذخ و التبذير في قصور السلاطين العثمانيين و الصفويين و التي تعج بالجواري و الاماء و الولدان و العبيد وامتهانهم لانسانيتهم....ولم يتسنى له ان يقرأ عن حق العامل بالاسلام ( اعط العامل حقة قبل أن يجف عرقه ) او يسمع بقصة الفلاح الذي قبل يده الرسول و قال فيه "هذه يد يحبها الله و رسوله" ولم يكن قد سمع بالحديث الشريف ( طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة, اطلب العلم و لو كان في الصين ) ولم يكن قد سمع حديث محمد (ص) اوصيكم بالنساء خيراُ....وان الجنة تحت اقدام الامهات....الخ, ولم يكن قد سمع عن خديجة و الزهراء و زينب....الخ.
اما اليوم فلا حاجة لماركس ان يرجع الى الحياة مرة ثانية ليدلي برأيه في الدين , فقد اصبح الدين على يد حركة طالبان و تنظيم القاعدة و بتمويل خليجي و تدريب اردوغاني قد امتهنوا الانسانية و اسائوا الى الاسلام باسم الاسلام ليشوهوا سمعته بفتاوي تكفيرية و بذبح و قتل و تفخيخ و تفجير ليسدوا خدمة لبني اسرائيل و اللوبي المتصهين الحاكم في الغرب بان يسود علينا ليبتلع خيرات الله التي و هبها لنا من النفوط و ليشل حركتي الصناعة و الزراعة فتصبح بلادنا اسواق لتصريف منتجاتهم و لينحسر العلم بعد ان يحل محله الجهل و الدجل و الخرافة و الشعوذة.
|