• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مدينة الضباب ومدينة التراب .
                          • الكاتب : حيدر المنكوشي .

مدينة الضباب ومدينة التراب

قبل أكثر من عام زار مدينة كربلاء وفد شركة فرنسية ترغب بإنشاء مطار لمدينة كربلاء المقدسة وكان مدير الشركة يرغب بالاطلاع على واقع كربلاء السياحي قام بعض الإخوة بعرض مقاطع خاصة بالزيارة الأربعينية والزيارة الشعبانية والتي يتوافد فيها الملايين من الزائرين إلى المدينة المقدسة، أنذهل صاحب الشركة بإعداد الزائرين قائلا أي مكان ينام هذا الكم من السواح على حد تعبيره وكيف تتغذى هذه الجموع  وأي مطار يمكن أن يستوعب هذا الكم الهائل؟ أجبته مبتسما هنالك الملايين من خدام الإمام الذين يسهرون على خدمة هؤلاء الزوار.  ورد قائلا وأين هي تلك الخدمات لم أشاهد سوى الأتربة المتصاعدة وأين الحكومة من هذه الإيرادات التي إذا ما استغلت بشكل جيد لماذا لم يوجد شوارع نظيفة تليق بهذا القدر من السواح ضاربا مثلا على احد المدن في بلدهم قائلا إن هذه المدينة تضم أرقى مستوى من الخدمات والراحة والتي يبلغ عدد سكانها المليون شخص ويرتادها سنويا اقل المليون سائح وإذا ازداد عد السكان بنسبة 0.5% تقوم الجهات المختصة بزيادة الخدمات وتغيير بعض المداخل الرئيسية. وقفت متحيرا كيف أرد عليه ونحن بلد فيه من الخبرات والأموال تكفي لإعانة عشر بلدان وميزانية محافظة واحدة تعادل ميزانية بلد من احد البلدان المجاورة وقد أجبته كما يعلل باقي المسؤولين قائلا انه الوضع الأمني الذي يشهده العراق واني اعلم علم اليقين بان كربلاء واحدة من أكثر المناطق التي تشهد استقرارا امنيا.
وأنا أقول الم يحن الوقت لنفكر مليا لم هذا التسويف في العمل حيث نبي بيوتنا أرقى شيء لا نبالي لنظافة الشارع العام ضاربين بعرض الحائط المصلحة العامة، ولكنني تراجعت عن كلامي وقلت إن لندن تدعى بمدينة الضباب وهذه تسمية اشتهرت بها لتكن سمة بلدنا مدينة التراب! وهذا مفخرة لنا كمثقفين و مسؤولين بان تكنى محافظاتنا بهذه التسمية ويقصدها من يرغب أن يتجول في أربعينيات القرن المنصرم في أوربا بدلا من أن يستعين بالة الرجوع في الزمن لان حالنا الآن أسوء من أوربا في بداية قرن العشرين.   



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29330
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3