• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يزيد أمير الأعراب .. .
                          • الكاتب : ماجد عبد الحميد الكعبي .

يزيد أمير الأعراب ..

الأعراب وما ادراك ما الاعراب ؟  تواصلا مع ما تم نشره في مقالات سابقة عن ثقافة الأعراب والتي كانت تستند في تحليلها الى حقائق علمية ومعرفية مستمدة من مصادر ومراجع عربية مثل : (القران الكريم والحديث النبوي الشريف ومعجم لسان العرب..الخ ) ، نعرج هذه المرة على جهة اخرى ليتسع اطار الصورة ، من اجل الكشف عن اصول تلك الثقافة الأعرابية التي شوهت معالم الاسلام المحمدي على مدى القرون الماضية .. فنبدأ مع احد المستشرقين المنصفين والذين ينظرون الى تراثنا بعين الاخر( المتفحص والناقد والمتأمل الفذ).
انه : رينولد نيكلسون الذي تميز عن غيره من المستشرقين بمزية مفادها : انه كان لا يكتفي بذكر الخبر أو الاثر أوالمعلومة  التي يستقيها من المظان العربية او الغربية دون تمحيص وتدقيق .لذلك  كانت لنيكلسون اراء صريحة وموضوعية في بني أميّة وحكمهم الأعرابي  والذي اعتبره في اكثر من موضع : (حكم الطغاة )، وانه حكم  اقرب ما يكون الى ( روح الجاهلية وثقافتها ) منه الى مُثل الاسلام.
لقد قال نيكلسون في مجمل ما قال عن بني امية وحكمهم بشكل عام : ان السؤال الملح بالنسبة للمسلمين يتمحور حول علاقة بني امية بالإسلام .. لقد كانوا منتهكين لقوانينه  ومزدرين لمثله ، ولم يكونوا اي شئ غير(انهم طغاة ) و(كيان للطغاة ) ، وليس لهم الحق في ذبح المؤمنين الذين رفعوا ايديهم ضد  سلطتهم الغاصبة. 
وقد خص نيكلسون- ايضا-  الطاغية يزيد بعبارات و اوصاف دقيقة جدا استطاع من خلالها رسم صورة اقرب ما تكون لشخصيته الحقيقية والتي اقترفت  جرائم منكرة بحق الاسلام والمسلمين ، فقال : و على الرغم من ان الفرق بين الكنيسة والدولة لم يكن موجودا في نظر المسلمين ، فان  يزيد  كان مثالا للكاهن النصراني السيئ : لانه كان طاغية شريرا (وكل صفة تتضمن الاخرى) . ويتابع نيكلسون في تحليله لشخصية يزيد فيقول : ومن وجهة نظرنا غير المتحيزة ، فان يزيد كان الامير الانيس الذي ورث من والدته (الأعرابية ميسون ) الموهبة الشعرية والعشق اللامحدود للخمرة والموسيقى والصيد مبتعدا عن شؤون الكادحين من عامة الناس.
    ان كل تلك الاوصاف التي اتسمت بها شخصية يزيد ترجع الى طبيعته وتنشئته وثقافته الاعرابية التي تربى عليها  في البادية السورية حيث مرابع اخواله الأعراب لان يزيد – كما يقول نيكلسون - : قد نشأ أعرابيا ، مع الغرائز و الاذواق  التي تنتمي لثقافة الأعراب  حيث محبة المتعة وكراهية التقوى والتهور في تجاهل احكام الدين.
تلك هي سمات الامير الأعرابي التي تجسدت في يزيد قديما - كما يراها المستشرق- والتي تتطابق تماما مع ما ورد في القران الكريم و احاديث الرسول (ص) فضلا عن المعاجم وكتب التاريخ من صفات الأعراب وثقافتهم والتي لا زالت متجسدة في شخوص كثير من امراء الدول الاعرابية  ومتجذرة في نفوس فقهائهم وأتباعهم ..    



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29332
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28