• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حقيقة الخبز المقدس الملخوط بالخرء . .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

حقيقة الخبز المقدس الملخوط بالخرء .

 
آسفة جدا إذا تسبب الموضوع بنوع من الغثيان لدى أصدقائي .
عملية التحريف لم تنل فقط من الكتاب المقدس. بل طالت حتى كتب التفسير حيث يقوم المفسر بكتابة ما يحلو له مبررا تلك النصوص الغريبة بشتى التبريرات . 
بين أيدينا هنا نصين مقدسين يُعتبران من أحسن فصول العهد القديم ذلك هو سفر حزقيال . نصٌ مقدس لا شائبة عليه وهو من اكثر الفصول قراءة . وهو المبرمج الحقيقي لثقافة أمة ومبرمج لكثير من العقائد وتفرعاتها لدينا. وقد كنا نؤمر بقراءته في الآحاد لما فيه من أحكام فقهية وتوجيهات ربانية مهمة . ولكن كنا نتساءل ومنذ الصغر أيُعقل أن يأمر الرب خيرة خلقه وصفوتهم من البشر بأن يأكلوا الخرء ((غائط الانسان)) لكي يُثبتوا تواضعهم له؟
نعم هذا ما كنا نقرأه فلم تسع مخيلتنا الصغيرة هذا القول ونحتار في كيفية تصوره حتى يُصيبنا القرف والغشيان . خصوصا عندما كنا نخرج من المدرسة ونمر في الشارع فنرى فضلات الاطفال (خرء) أو فضلات الحيوان (خثي أو سرجين)) فنتصور كيف نأكل الكعك مغموسا بالخرء او السرجين او كيف تصنع الام خبز اطفالها معجونا بالخرء . فكانت احشائنا تتقلقل من الغثيان . 
ولكن هذا أمرٌ واقع عليك ان تتحمله من دون نقاش لأنه كلام مقدس صادر عن الساحة القدسية للرب من عليائه واتذكر يوما سألت والدي وقلت له : كيف نستطيع ان نتجرع الخرء مع الكعك. فقال والدي اسألي (أبونا القس) طبعا كان ابي ساخرا في قوله ولم يكن جادا ولكني تجرأت وسألت أبونا القس عن ذلك فتبسم وقال لي : يا بنيتي لقد اظهر الرب عطفه فتنازل لعبده بأعفاه من أكل الخرء ، وابدله بالخثي ولا تسألي مرة اخرى ولكن عندما تكبري قليلا سوف تفهمين ما هو المقصود من ذلك. 
نعم وكبرت ودرست وتخرجت وتخصصت وعرفت . ولكني لا أقول ماذا عرفت .
يأمر الرب أنبيائه بأن يخبزوا خبزهم مخلوطا بالخرء الذي يخرج من الانسان في نص واضح لا غبار عليه ولا يقبل التحوير او التدوير او التأويل ، ولكن أنبياءه يُصيبهم الغثيان من ذلك وتأخذهم حالة قرف مزري فيرفعوا رؤوسهم إليه طالبين منه ان يعفيهم من ذلك لأن نفوسهم لا تطيق اكل النجاسات التي يعافها حتى الكلب. ويستجيب الرب لهم بعد أن يرى ذلتهم فيُبدل الخرء بالسرقين الخثي فضلات الحيوانات . 
النص كما في سفر حزقيال 4: 12 ـ 14يقول : ((وتأكل كعكا من الشعير. على الخرء الذي يخرج من الإنسان تخبزه أمام عُيونهم . فقلت : آه يا سيد الرب، ها نفسي لم تتنجس . ومن صباي إلى الآن لم آكل ميتة أو فريسة، ولا دخل فمي لحم نجس. فقال لي : أنظر. قد جعلت لك خثي البقر بدل خرء الإنسان)) .
 
لم اكن ارغب في وضع هذا البحث الصغير لخشيتي ان يُصاب اصدقائي بالقرف وأنا التي تعودت أن اضع لهم اشهى الطبخات الفكرية الطيبة. ولكن عندما راجعت تفاسير الكتاب المقدس لعلي اجد مخرجا من هذه الورطة الكتابية ، رأيت ان هذه الطبقة من المفسرين فقدت النزاهة أيضا حيث تقوم بتحريف التفسير في تبريرات لا علاقة لها بالنص اطلاقا ،فرأيت لزاما على نفسي أن اضع هذه البحث. 
يقول القمص تادرس في تفسير هذه الآية: ((كما طلب منه أن يخبره مستخدمًا براز الإنسان عوض الحطب علامة ما بلغه الشعب من دنس ونجاسة لكن إذ توسل إليه أن يعفيه من هذا الأمر سمح له أن يخبره على روث الحيوانات. هذه العادة التي لا تزال توجد في بعض قرى الصعيد حيث تستخدم (الجلة) كوقود عوض الحطب. على أي الأحوال هذا التصرف يرمز إلى ما يصل إليه الشعب من تعب))!راجع تفسير الكتاب المقدس ـ العهد القديم ـ للقس القمص تادرس يعقوب حزقيال 4 ص 12 
طبعا القمص هنا استخدم كلمة (تخبره ) بدلا من كلمة (تخبزه) الأصلية الواضحة والموجودة في النص فقد قام بتغييرها لمرتين ليبدو النص اخف وطأ مما هو عليه. 
واما القس انطونيوس فكري فيقول : ((فعليه أن يخبز الخبز على وقود من خرء الإنسان (برازه). الله بهذا الأمر يشير لنجاسة الشعب إذ أن خرء الإنسان في العهد القديم يشير للنجاسة، ومن يتلامس معه يتنجس، واعتذر النبي عن هذا الأمر، وتسامح الله معه، وسمح له باستخدام روث البقر كما يصنع في الريف المصرى هنا النبي لم يكن يعلم أن ما يدخل الفم لا ينجسه بل ما يخرج منه. وكم أنت رحيم يا رب في أن يتنازل عن مطلبه أمام مطلب النبي. هكذا على الأقوياء أن يتنازلوا للضعفاء)) . راجع : شرح الكتاب المقدس ـ العهد القديم ـ القس أنطونيوس فكري سفر حزقيا 4 
هنا القس انطونيوس ذكر الكلمة من دون تغيير ((يخبز )) ولكنه غيرها لتبدوا بأن الرب امر نبيه ان يخبز الخبز على نار الخرء ! ولا أدري كيف يجمع النبي اكوام الخرء ليُنضج بها خبزا؟ اضافة إلى ذلك يقول هذا القس ( هنا النبي لم يكن يعلم أن ما يدخل الفم لا ينجسه ) فنسب الجهل للنبي . واظهر عجز الرب الذي يتنازل عن أحكامه مقابل توسلات النبي ثم يقول : هكذا على الاقوياء ان يتنازلوا للضعفاء. 
ولكن كلا التفسيرين فيهما تجني كبير على النصوص حيث أن النبي فهم من امر الرب بأن يأكل الخبز المخلوط بالخرا البشري او السرجين وهو قوله : ((آه يا سيد الرب، ها نفسي لم تتنجس . ومن صباي إلى الآن لم آكل ميتة أو فريسة، ولا دخل فمي لحم نجس)) إذن العملية عملية أكل عن طريق الفم ولذلك قال النبي (ولا دخل فمي نجس). 
وإلى يوم الناس هذا يأكل الخواص منهم رقاق الخبز المعجون بخرء قداسة البابا المقدس المخلوط على رائحة البخور الهندي الذي تراه في مجامر الكنائس لكي لا تزكم انوفهم رائحة الخبز المخرى . ومن أجل تبرير ذلك وضعوا نصا مقدسا آخر يقولون فيه بأن المسيح في ليلة العشاء الاخيرة اعطاهم كأس خمر وقطعة من الخبز وقال لهم اصنعوا هذا لذكري كما في إنجيل لوقا 22 : 19.

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : قلبي معك ، في 2013/08/11 .

واليوم الوهابيه يشربون بول البعير ...فما اشبه

• (2) - كتب : ايمان ، في 2013/06/22 .

الموضوع بلا تعليقات ،، فلسان الحال يقول ( لا تعليق ) !!
الحمد لله على نعمة العقل ..
الموضوع أكثر من رائع و ذو أهمية كبيرة
أستأذنك في نشر بعض مقالاتك الجميلة على صفحتي في الفيسبوك .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29342
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29