• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأنتخابات المحلية مشاهد وتعليقات ! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

الأنتخابات المحلية مشاهد وتعليقات !

مع أقتراب موعد أجراء الأنتخابات المحلية  يوم 20/4/2013 تزداد حدة المنافسة بين أكثرمن 8000 مرشح يمثلون 139 كيان سياسي لشغل 447 مقعد هي كل مقاعد مجالس المحافظات. والمنافسة بين المرشحين ليست بما يقدمه المرشح من برنامج انتخابي أو تاريخه السياسي وانجازاته العلمية او الفكرية أو الأدبية وما الى ذلك كما هو المفروض، فقد خلت المنافسة من ذلك تماما!، وانحصرت المنافسة والدعاية الأنتخابية على أمكانية المرشح من نشر صوره في أكثر من مكان وساحة  وزقاق وحتى (الدربونة) أن أمكن!! وأيضا أمكانية المرشح من أن  يروج عن نفسه في وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وحتى عبرالأنترنيت وباقي مواقع التواصل الأجتماعي!، هذه هي صورة المنافسة الأنتخابية في الأنتخابات العراقية! ولا شيء غير ذلك يمكن من خلاله أن نفهم ماهي كنية هذا المرشح وخلفيته السياسية والفكرية وحتى الأجتماعية. ومن الطبيعي أختلفت حظوظ المرشحين تبعا للأحزاب والتيارات السياسية التي ينتمون أليها ومدى قوتها ونفوذها وأمكانياتها المالية وتأثيرها على الناخب العراقي. بالوقت الذي أنتشرت فيه صوربعض المرشحين بشكل ملفت للأنتباه حيث لم يبق مكان اوساحة أو حتى زقاق خلى من صورهم ولوكان بالأمكان لعلقوا صورهم على (تيل الكهرباء)!! .و لم تبق وسيلة أعلامية ألا وتم أستغلالها من صحف ومجلات فيس بوك، أنترنيت مما يدلل على قوة الحزب والتيارالسياسي الذي ينتمي أليه المرشح حتى صرنا نراهم في المنام!!، بالمقابل لم تتعدى دعاية بعض المرشحين على الكارتات الصغيرة التي تشبه كارت المعايدة!، الكل يفكر ويطمح ويطمع ويحلم ( بلكت تجي ويانة عثرة دفرة ونفوز!) وتنفتح لنا طاقة القدر، بعد أن أصبحت السياسة في العراق مهنة وأية مهنة رائجة ورابحة!!. وسأورد هنا بعض الملاحظات والتعليقات  على المرشحين من خلال مراقبتي للمشهد الأنتخابي:

1 –  هناك بعض المرشحين من ( بغداد وبقية المحافظات) أعادوا ترشيح انفسهم ثانية لعضوية مجلس المحافظة التي هو عضوا فيها!! ولا أدري بأية وجه وأية جرأة تلك التي يعيدون ترشيح انفسهم ثانية !وهم يعرفون قبل غيرهم بأنهم لم يقدموا أي شيء  ملموس لمواطني محافظاتهم  يذكر لهم بالخير والأحترام والعرفان والتفاني والروح الوطنية خلال السنوات الأربع التي مضت عليهم كأعضاء في مجلس المحافظة؟!.المواطنين علقوا على ترشيح هؤلاء ثانية  بأنه صلافة وقلة حياء!!!.

2 –لم يعتمد المرشحين على أنفسهم وسيرهم الذاتية وشخصيتهم وحتى التاريخ والأرث الأجتماعي لهم ولا على خبراتهم وتجاربهم السياسية ولا على شهاداتهم العلمية  ألا قلة منهم لا تعد على اصابع اليد! فقد أعتمد غالبية المرشحين على العشيرة! فكتب اسمه الرباعي وأسم العشيرة والفخذ للتعريف بنفسه!!، وآخر وضع صورته الى جانب صورة زعيم وقائد الحزب او لكيان السياسي الذي رشحه لضمان التعريف ومن ثم ضمان الفوز!!، والبعض رشح نفسه معتمدا على الله وعلى زوجته!!، وهذا ما قراته بنفسي قرب كراج البياع!: (انتخبوا مرشحكم كريم خلف زوجته النائبة عتاب الدوري!! مع صورهما)، ولا أدري هي النائبة الدوري وبقية النواب ماذا قدموا حتى ننتظرما سيقدمه زوجها أبو حاتم الورد!!, وأخرى تكتب انتخبوا المرشحة : أسمها الرباعي بالكامل وأسم العشيرة والفخذ، وزيادة في التعريف بنفسها كتبت أنتخبوا أم ضياء!!! واللافتة موجودة في ساحة الواثق،اللافتة و التعريف ذكرني بالدلالات!! ويافطات القابلة المأذونة حيث دائما ماتعرف نفسها بأم فلان أو فلانة!!. وهنا لابد من الأشارة بان الكثيرمن المرشحين عرفوا أنفسهم بأبو فلان وأم فلان!!؟ أيضا أعتمدت بعض المرشحات على زوجها : ( أنتخبوا المرشحة فلانة زوجة فلان الفلاني مع صورهما، وهذا الفلان الفلاني لا ندري من هو؟ لا سياسي معروف، لا شيخ عشيرة، المهم هي زوجته وعلينا ان ننتخبها؟!). طبعا لا بد من الأشارة بأن لقب العشيرة أشتغل أقوى شغل!!؟ في هذه الأنتخابات وكان تأثيره أكثر من تأثيرالدين والمذهب!! كما عهدنا ذلك في الأنتخابات السابقة؟!، ومن الطرائف الأخرى في أسلوب الدعاية للمرشحين: هو (أن أحدهم كتب أنتخبوا الشيخ المهندس؟! مع صورتين له، واحدة وهو يعتمرالعمامة البيضاء!، والأخرى وهو يلبس خوذة العمل التي يلبسها العمال والمهندسين في مواقع العمل؟!) الغاية من ذلك هو يريد (يدومن) من الراسين! بلغة لعبة الدومنة!.  ومن الأمور التي تلفت الأنتباه، هو أن أحدى الكيانات السياسية رمزت الى نفسها بصورة (غيمة يسقط منها المطر) بأعتبار أنها رمز للعطاء والخير والنماء، ولكن حقيقة الأمر أن هذه القائمة معروفة من غالبية العراقيين بأنها  ليست غيمة خيرممطرة بل سحابة سوداء داكنة طالما حملت كل نذرالشرعلى العراق وانها كانت بكل الكيانات المنضوية معها أساس الخراب والدمار الذي لحق بالعراق منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن؟! كما أن زعيم هذه الغيمة عفوا أقصد سحابة الموت! معروف على المستوى الأقليمي بأنه أحد عرابي مؤامرة  تقسيم  العراق الى  دويلات وأقاليم ؟!!.

3 – هذه الملاحظة وصلتني عن طريق السماع وما نقله بعض الأصدقاء الثقاة ، حيث حلفوا بأغلظ الأيمان بأنهم يعرفون شخصا رشح نفسه للأنتخابات وهو أساسا كان يبيع النفط (بالعربانة) وليس بالسيارة حتى؟! والعهدة على الراوي!. وسمعت أكثر من ذلك عن بعض من رشحوا أنفسهم للأنتخابات،لديهم  قضايا معيبة وأخلاقية أعتذر عن كتابتها؟!. 

4 – السياسة في العراق أصبحت مهنة الذي لا مهنة له كما يقال على السياقة!!، فلا اريد أقول عن المرشحين بأنهم جميعا سيئين! عفوا فلو خليت قلبت كما يقال، ولكن واقع حال العراق والسياسة والعملية السياسية كلها تؤشر أن هؤلاء المرشحين لم يختلفوا عمن سبقهم! فهم سيكملون صورالمشهد العراقي المشوه أصلا! هذا ان لم يضيفوا له تشويه اكثر؟!، لأن المرشح الذي يعتمد على العشيرة والقبيلة والمذهب وعلى رئيس قائمته وعلى زوجته، لا يمكن أن يرتجى منهم خيرا؟!!.الى هنا أنتهت ملاحظاتي ولربما هناك ملاحظات أخرى أتركها للقاريء الكريم.

أن مشكلتنا في الأنتخابات هي ليست بالمرشحين وأصولهم الأجتماعية وخلفياتهم الفكرية والثقافية وتحصيلهم الدراسي وشهاداتهم العلمية والعملية أن كانت أصيلة أم مزورة!! وخبراتهم السياسية ومذاهبهم وعشائرهم فقط، ان المشكلة والطامة الكبرى تكمن في الناخبين أنفسهم؟ فهم نفسهم في كل الأنتخابات، فقراء وأميين وجهلة وأنصاف متعلمين وأنصاف مثقفين تحركهم غرائز ومشاعرالطائفية والقومية والعشائرية والمذهبية في انتخابهم لهذا المرشح أو ذاك، بعيدا عن المصلحة الوطنية العليا!!.أخيرا نقول:  أن المرشحين هم في حال لا يحسدون عليه، ولربما يعيشون أزمة نفسية!! لكونهم  يعرفون جيدا بأنه من الصعوبة أن يثق الناخبين بهم! بعد عشر سنوات من خراب ودماروفقدان الثقة في كل شيء!، ولكن الغريب في أمر الأنتخابات العراقية والذي يطمأن المرشحين هو أن الناس ستنتخبهم على الرغم من فقدان الثقة بهم!! وكأن أمر الذهاب للأنتخابات يأتي من باب أسقاط الفرض والواجب دون أية قناعة وفهم  ورغبة في ذلك؟!. وهذه من عجائب العراقيين بعد التغيير؟!، و( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.) صدق الله العظيم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29456
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28