• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : البيت . .
                          • الكاتب : عبد اللطيف الحسيني .

البيت .

إلى  انتصار دوليب .
 
أنا الذي أسمعُ أصوات الهدهد تحتَه , لكنّي أَصَمُّ , أرى الوحشة في كلّ زواياه , لكنّي ضرير , فعن أيّ بيتٍ أتحدّث وأي بيت أراه ؟ 
تتعرّش تشقّقاته وحشةُ سنوات السواد , تركتْ فيه السنواتُ الوحشةَ والسوادَ و غادرته , كأنّ البيتَ سرقَ مخلّفات الطفولة التي مدحته .
الأفضلُ لك – أيها البيتُ المتعَبُ - أن تتفرّج على المارّة المُتعَبين , الأفضلُ لكِ – أيتها الشجيّة – ألا تتركيه لأنه سيناديكِ بعدَ لحظةٍ من الآن , الأفضل لكَ - أيها المتعب – أن تلتفتَ إليه قبلَ أنْ تمرّ ببيتٍ يجاورُه . "فكلّ بيت بيتُه" : بيتٌ للوحشة وآخرُ لحياة تئنُّ .
هل تسمعُ أنيناً ؟ فهو بيتي حينَ أتنفّسُه .
كلّ مَنْ يمرّ به يتركُ أثراً : الورقةُ المتقصّفةُ لتلك الشجرة , القطرةُ التي لا ماءَ فيها لتلك الأمطار .
......
أنا البيتُ الذي غادرَه كلًّ شيءٍ . 
alhusseini66@gmail.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29497
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18