تندرج دار ثقافة الاطفال في العراق ضمن المشهد الثقافي العام مما يتطلب اهتماما خاصا بثقافة الطفل يوازي الاهتمام بعموم الثقافة الاخرى . وعندما تاسست دار ثقافة الاطفال في بداية الثمانينات وكانت عبارة عن مجلتين هما كل نشاطات الدار وقتذاك ، مجلتي والمزمار . ومازالت المجلتان تصدران في الدار اضافة الى ادارة مسرح الفانوس السحري التابع للمركز الثقافي للاطفال في حي المنصور والخاص بعروض مسرح الاطفال والذي تميز بعروض مسرحية متنوعة كان اقبال الاطفال عليها كبيرا  . وتقيم الدار نشاطاتها التشكيلية الخاصة بالاطفال بين فترة واخرى وتهتم بعروض لوحات الاطفال من خلال اقامة معارض خاصة . توجد دار ثقافة الاطفال في بغداد فقط وهذا معناه ان اطفال المحافظات محرومون منها ومن انشطتها الثقافية والفنية ومن خطابها التثقيفي والتربوي. ولكون ثقافة الاطفال العصب الرئيس والاساس القوي للثقافة العامة للبلد ، فانها ستكون ناجحة وتؤدي اهدافها كاملة ان تفرعت في المدن العراقية وستعم الفائدة التي يبحث عنها الطفل ان عرفنا بان اطفال العراق الذين ولدوا وترعروا في ظل المآسي والحروب والخوف والموت اليومي ودوي المفخخات بفعل من يريد الخراب للعراق ولاهله والذين لم توقفهم براءة الاطفال وابتساماتهم الجميلة من الايغال في قتلهم وهم يحملون حقائب المدرسة  في طريقهم الى بيوتهم فرحين بما حصلوا عليه من درس وفائدة من مدارسهم المتابطة لضحكاتهم وهمومهم الصغيرة.. اطفالنا الان بحاجة لتغيير الكثير من الافكار التي نشاوا عليها والتي باتت تكبر معهم ، افكار القمع والبغض والطائفية .ان وزارة الثقافة تستطيع انشاء دار لثقافة الاطفال في كل مدينة عراقية ويمكن وضعها مع البيت الثقافي الموجود اصلا .هذه الخطوة من شانها تعزيز فكرة اشاعة ثقافة وطنية عراقية تنبذ العنف والارهاب الفكري وتشويه مرتكزات النشوء الصحيحة للطفل العراقي . ان مقترح اقامة دار ثقافة للاطفال في عموم العراق سيؤدي حتما الى دفع الخطاب الثقافي والمعرفي والفكري نحو مرتبات متقدمة سيما ان الدول اعتمدت في نشاتها الاولى على الطفل تربويا وثقافيا ووصلت الى مستوى متطور بامكانيات خلاقة .وهكذا فان الطفل هو حامل الرسالة الاولى للثقافة الخالصة والتي تعبد طريق الثقافة ككل .ونعتقد بان الوزارة تقع  عليها مهمة اشاعة ثقافة التسامح ونبذ الطائفية والعنف وحب الوطن لكل اطفال العراق .. مع اننا نشيد بدار ثقافة الاطفال  وما قدمته خلال الفترة الماضية من نشاطات جريئة رغم دوي الانفجارات وازيز الرصاص ..

majidalkabi@yahoo.co.uk