و نحن نعيش وسط أجواء الانتخابات الساخنة و الملتهبة بالصور و الدعايات و الشعارات و الزيارات و الكارتات و العزائم و الولائم و الفرّات و المرّات و المؤتمرات.. تتعالى مختلف الاصوات هنا و هناك , هناك و هنا تختلف بحسب الهدف و الغاية و الخلفية التي تنطلق منها هذه الاصوات و مع الاسف فان الكثير منها تنعق وراء نواعق في الخفاء تحرك هؤلاء حسب مشتهياتهم و غاياتهم الموجودة ( تحت العباية ) و الملتفة بعضها بالعباية و صاحبها , نسمع كثيراً بعض الاصوات التي تدعو الى عدم المشاركة بالانتخابات بحجج عديدة منها عدم الفائدة من الانتخابات و الفشل الذريع في مجال الخدمات او الانجازات على ارض الواقع و انشغال ( الربع ) بتكديس الارصدة و شراء الاراضي و البيوت و الانصار و الاتباع و ان الانتخاب لن يغير شيء من هذا الواقع الفاسد و هناك من يقول إن السابقين ( حرامية ).. توب .. شبعوا و ملأوا بطونهم و كروشهم و جيوبهم فاذا جئنا بغيرهم سيبدءون رحلة (البوك) و السرقة من الصفر ... و هذا منطق غريب من السلبية و الاستسلام و لا أشك في ان بعض المستفيدين من بقاء الحال على ما هو عليه هم وراء نشر مثل هذه الدعايات السلبية المثبطة فمن يريد التغيير فليخطو خطوة التغيير أما من لا يرغب بالتغيير و يريد بقاء الحال على ما هو عليه و المراوحة لأربع سنوات قادمة و السير الى الوراء در فلا ينتخب و ليبقى ينتحب و يلعن الظلام و الفساد دونما تكليف نفسه اشعال شمعة التغيير .
و الغريب فعلا أن نسمع أصوات تصرخ و تنعق في بعض المحافظات تدعو الى عدم المشاركة في الانتخابات لا بل تكفر من ينتخب و تلعن من يذهب الى صندوق الانتخابات و تلغي كل العملية السياسية و تم بالفعل تصفية بعض المرشحين و بعض موظفي مفوضية الانتخابات في هذه المحافظات و الذي أدى الى اتخاذ قرار تأجيل الانتخابات في محافظتي الانبار و الموصل فقامت الدنيا و لن تقعد و أنقلبت الاصوات و المواقف و أنسحبت الكتل متهمة بعدم شرعية قرار التأجيل و عدم دستوريته و تلاشت أصوات إسقاط الدستور و العملية السياسية و رفعوا راية الغبن و التهميش و الاقصاء لاهل السنة .. لتطالب بكل قوة لإقامة الانتخابات في موعدها في موعدها المحدد , و لكن زالت كل علامات الاستغراب من ذهني بعد أن أطلعت على أحصائية للمفوضية المستقلة للانتخابات تبين نسب المحافظات العراقية في مرحلة تحديث السجل الانتخابي بأضافة المواليد الجدد حيث جاءت محافظة نينوى بالمرتبة الاولى و محافظة الانبار بالمرتبة الثانية و صلاح الدين بالمرتبة الثالثة و ديالى رابعاً و جاءت محافظة البصرة بالمرتبة الاخيرة و كربلاء قبلها و هكذا باقي محافظات الوسط و الجنوب التي يكاد يكون التحديث فيها معدوماً و السبب أن محافظات الوسط و الجنوب كانت منشغلة بالزيارة الاربعينية و محشدة كل الطاقات للمشاركة فيها بين من غادر محافظته او من يستقبل الزائرين و لم يذهب الى تحديث سجله الانتخابي أحد و حرم الكثيرين من المشاركة في الانتخابات أما المحافظات الاخرى فكانت تزحف الى تحديث سجلها الانتخابي بكل قوة خلاف ما يروج له اصوات منابر المظاهرات و الاعلام فهل سننتحب و غيرنا ينتخب ؟؟؟ و دمتم سالمين .
|