• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثورة البحرين تحت مجهر التقييم .
                          • الكاتب : السيد جعفر العلوي .

ثورة البحرين تحت مجهر التقييم

 

 ما يجري في البحرين هو ملحمة ثورة لشعب يرفض حكم طغاة آل خليفة الذين احتلوا أرضه قبل 230 عاماً ويعاملونه بتجبر وعلو وإستكبار قبلي أضيف له عمالة للغرب الطامع في أراضي أمتنا وخيراتها. حكمُ تآمر على شعب مستضعف وأمعن في ظلمه وإذلاله.

 

إرادة التغيير الشاملة

    الثورة في البحرين تحدد هدفها في إقامة حكم بحسب ما يقرر الشعب مصيره بنفسه من دون سقف من قبيلة أو حاكم. فلقد ثار شعب البحرين في ست إنتفاضات كبرى للمطالبة بحقوقه طوال المائة العام الماضية في 1919 و1936 و1956 و1965 و1980 و1994 ولم يحصل من كفاحه على شيء يذكر، بل إزداد الشعب فقراً وحرماناً وتهميشاً سياسياً، فقرر  في ثورة 14 فبراير الحالية  أن يحقق أهدافه بنفسه ولن يستجديها من أحد.

 

ثورة الشباب الواعي والجاد

لقد ثار الشعب البحراني بحركة  الشباب هذه المرة من علماء ومهنيين وطلاب جامعة وعمال ومختلف شرائح المجتمع من الجنسين، وقرروا استمرار الكفاح حتى إسقاط  هذا النظام الجائر الفاسد السارق لثروات الشعب كلها، والذي بدلاً من أن يستجيب لمطالب الشعب في الحرية والعدالة والديمقراطية قام بعمليات القمع وإستدعاء الجيوش الخليجية وهو ما لم يحدث من قبل أن استعانت دولة على مواجهة شعبها بجيوش أخرى، والتي بدل من أن تتجه لتحرير فلسطين جاءت لتقمع شعب مسالم، ذنبه الأكبر مطالبته بحقوقه. شعبٌ  خافته أمريكا قائدة الشر في العالم وبريطانيا الإستعمارية فقررا دعم النظام القبلي المتخلف وإدارة كل شؤون المواجهة ضده.

 

أمريكا من تواجه الثورة

      أستطيع التأكيد أن من يقتل ويقمع هم طغاة آل خليفة بالوكالة عن أمريكا وبريطانيا، حفاظاً على مصالحهما الاستراتيجية في المنطقة ومنعاً من تواجد حكم جديد يفسد عليهم استنزاف الثروات برخص وذل ويغير معادلات المنطقة لغير صالحهم. سفارة أمريكا في البحرين هي التي تقود الموقف السياسي والميداني والدبلوماسي كله صغيراً وكبيراً. فروبرت غيتس وزير الخارجية الإمريكية جاء في 12 مارس 2011، ونزل الجيش السعودي بعد أيام من الزيارة. فيلتمان المسئول الإمريكي المعروف، قابل عدداً من المعارضين، ولما لم يجد إستجابة لهم، هدد أنكم بحاجة الى أن أراجعكم مرة أخرى لعلكم تستجيبون. وقابلهم مرة أخرى، وفي كل موقع، يحاصر الإمريكان تحركات المعارضين، كما حدث في مؤتمر جنيف 2012، حيث جاء مسئولون أمريكان لينقلوا رسالة الى الأورييين أن أمريكا لن تتخلى عن حكم آل خليفة، وأن لا يضغطوا على النظام الخليفي أكثر.  لهذا لا تستغربوا إن تأخرت الثورة عن الإنتصار، فالثورة في البحرين تواجه عدواً شرساً هي أمريكا وبريطانيا وعربان الخليج ووكلائهم من طغاة آل خليفة.

 

جرائم النظام الخليفي في الثورة الحالية

لقد استباحوا كل المحرمات وقتلوا أكثر من 130 من المواطنين، منهم 13 إمرأة و26 جنيناً و6 أطفال رضع وشيوخاً طاعنين في السن وشباباً، قُتل بعضهم بالرصاص الحي والإنشطاري وعمداً كالشهيد عبد الرضا بوحميد والشهيد أحمد فرحان وغيرهما، وبالدهس بعجلات سيارات الأمن وعشرة قتلوا تحت التعذيب في السجن وخارجه، وبالغازات السامة التي أدت الى قتل أكثر من 65 شهيداً بسببها. نظامٌ يقتل النساء والأطفال والشيوخ والشباب  ثم يفتك بأهالي الشهداء إعتقالاً وضرباً وإهانة. نظامٌ يأبى ألا أن يعتقل ويعذب بحقد سلخاً للبدن وتدويخه حتى الموت.  نظامٌ يقمع بشراسة ووحشية كل القرى والأحياء بشكل يومي وهذا هو حواره الحقيقي، أما ما يدعيه من وجود حوار فهو كذب وهراء ومماطلات من أجل إطالة الوقت ضمن إستراتيجية وضعها الأمريكان  بأن يستنزف الشعب وقواه الثورية الشابة قدراتهم فيجهزوا على حراكه بشكل كامل.

 

الرؤية القرآنية لما حدث وما سيحدث

 إن قضية البحرين وأمثالها من صراع شعب مظلوم مع طاغية متجبر أختصرها الله سبحانه وتعالى بقوله:

إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ .

      فشعبنا المستضعف المقاوم سينتصر بإراداة الله التي لا غالب لها وقد قال: إن ينصركم الله فلا غالب لكم. ولن ترهب ثوار البحرين قوة أمريكا ولا جيوش العربان ولا طغيان الحكام. فالشعب  الذي قرر أن يثور ويستمر رغم كل المحن طوال أكثر من عامين قد قرر أيضاً أن يصل بكفاحه الى شاطئ النصر العظيم، رغم كل الثمن الغالي من الشهداء سابقاً والى الآن، ورغم  الآلآم والآهات والجرحى والمعتقلين والمحاكمات الشرسة للنظام.

 

ما يحسب للثورة ونقاط قوتها:

1- سلميتها في المراحل الأولى.

2- الثبات والاستمرار على هدف التغيير الشامل رغم كل المحاولات الأمنية والسياسية والاقتصادية لمحاصرة وسحق الثورة.

3- تشخيص العدو بأنه النظام الخليفي ومن ورائه الأنظمة الرجعية والولايات المتحدة وبريطانيا وعدم الخضوع لهم. 

4- جيل الشباب هم الاساس في الثورة، وبقية التيارات السياسية المعارضة هي مساندة وداعمة لهم  .

5- شموليتها لكل عناصر المجتمع .

 

  أما نقاط الضعف في الثورة:

1- وجود اختلاف حقيقي بين منهجين في المعارضة، أحدهما يرى اسقاط النظام، والأخر يرى اصلاحه دون وجود تكامل حقيقي وتفاهم بين الطرفين.

2- عدم القيام بفعل الاسقاط كما جرى في الثورات الأخرى، فبقت الثورة في حالة انتظار . 

3- ارتهان قسم من الجماهير لقيادات  لا تتماشى مع منطق الثورات، وهذه القيادات  في الوقت الذي لا تملك رؤية التغيير فإنها تتحرك وفقاً لردات الفعل وطرق الرد السياسية التقليدية. 

4- التأخر في تشكيل مجلس لقيادة الثورة يضم الفصائل والشخصيات الفاعلة.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29852
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20