الخطوة الأولى في العراق ضرورية بلا جدال، والتغلب على صعوبة الخطوة الأولى يتطلب شجاعة لا ينكرها أحد، وهذه الشجاعة مطلوبة في كل وقت، ونحن في العراق في حاجة للخطوة الأولى الصعبة، وفي مقدمة ما يحتاج إلى خطوة الأولى هي إنهاء الأوضاع الإستثنائية وإرساء الحياة الطبيعية في البلاد.

ربما يرى البعض أنه من الممكن أن تنتهي الأوضاع الإستثنائية مرة واحدة وتقام الحياة الطبيعية، لأن تلك الأوضاع الإستثنائية طال وقتها حتى أصبحت شاذة إلى حد بعيد، فالحياة الطبيعية أصبحت لطول إنتظارها مطلباً ملحاً، والأفكار مهيئة لها تماما، وربما يرى آخرون أن إنهاء الأوضاع الإستثنائية يتطلب تمهيداً وإعدادا وتخطيطاً لأنه لا يمكن أن تتم التغيرات بجرة قلم في حياة البلاد العامة، وهذا رأي آخر له أنصاره ولكن الرأيين معاً وربما آراء أخرى بين وبين لا يمكن أن ينكر ضرورة الخطوة الأولى في هذا السبيل، وأن هذه الخطوة الأولى قد تكون صعبة إلا إنها لابد منها بأية حال من الأحوال.

منذ سنين ونحن بحاجة إلى مَن يخطو الخطوة الأولى، وفي هذا الوقت الطويل ظهرت خطوات وكأنها الخطوة الأولى نحو إنهاء الأوضاع الإستثنائية, وإرساء الحياة الطبيعية ولكن سرعان ما ظهر إنها لم تكن الخطوة الأولى لأنها لم تعقبها خطوة ثانية وثالثة ولم تبدأ المسيرة المطلوبة بل أعقبتها في الواقع خطوة وخطوتان إلى الوراء؟

ليس هناك وقت شعر فيه الشعب بالحاجة إلى الخطوة الأولى الحقيقية كما شعر الآن، فالزمن طال من جهة والأضطراب يسود الحياة العامة مما أنعكس على حياة الناس العامة والخاصة وأهداف البلاد الكبرى لاتزال مجرد أهداف لا أمل في تحقيقها ، فمتى نخطو الخطوة الأولى